الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الحقيقة والخيال

د. هادي التونسي -
د. هادي التونسي - طبيب وسفير سابق

مشاغل الحياة لا تنتهي، الماديات من ممتلكات و متع تستغرق الكثيرين، و الاهتمام بصغائر الأمور من منازعات و انتقادات أحيانا ملجأ بعض ممن يجد متسعا من الوقت، فهل لهذا خلقنا من روح و جسد ! العبادات بحب و تمعن تمنح متنفسا و أملا قد يجدد الطاقة، و يعين المرء علي مواجهة متاعب الحياة، لكنها ترتبط بأسلوب أداء و أوقات محددة.

 

و قد تجد في خلوة نفسك  هوي ان تعيش روحا منطلقة تستكشف مجالها و امكانياتها، و تخرجها من سجن المادة و حدود الزمن و المكان، فبعض الاسترخاء بأن تصرف اهتمامك عن مشاغل الحياة، ربما يمثل بداية لجسد يتوق لأن يستريح بإرخاء عضلاته لتفتح قضبان السجن ،و تجد النفس فرصتها للتحليق بعيدا عن عالم يتضاءل. الخيال جامح، يتحدي حدود المستحيل، يتحلي بالمغامرة، و بشغف جرئ، هي فرصة قد لا تجيئ مجددا، فماذا لو بدلا من سلبيات الهموم تتذكر من احبوك و اجزلوا لك العطاء، و من قدموا لك القدوة، و سير الأنبياء و الفلاسفة و القادة! ماذا لو شعرت بالعرفان لنعم الله عليك و بيقين بأن الله معك و يحبك! ماذا لو شعرت بتلك الطاقة الوفيرة الدافعة بفرح يخرجك من إطار ذاتك الي ذلك الكون الفسيح بطاقاته و إلهاماته!

 

 هل تجد روحك خفيفة حرة كما لو كنت نسيت جسدك! هل تجد طاقتك متجددة و حدسك اكثر حدة و نشاطا! هل تشعر أن الزمن توقف و أن المكان هو حيز ما تشعر به حولك! هل يمتعك السكون، و تنعشك الطاقة، و ان لديك قدرة أن تجسد أمانيك في جسدك و مستقبلك! هو وقت ممتع تسارع فيه الزمن ليبدو كدقائق، ربما تنسي بعده بعضا مما علمت و تعلمت خلاله مثلما تنسي تفاصيل الحلم، فأنت أشبه بمن كان في حلم صنعته لنفسك، و عشت فيه بعضا من أمانيك بشغف و ثقة، تعود بعده حديث الولادة الي عالمك المألوف مستعدا للإنجاز و التأثير، تعود بحيوية شاب و قلب أسد و بعقل حكيم، تعود و الروح شبعت من فسحة سخية بنفس راضية صافية، تعينك علي متاعب الحياة، تعود و انت تدرك ان سعادتك مسئوليتك، وأنك تعرف أن بمقدورك الكثير، و تدرك أن اليقين سلاحك لتجسيد أمانيك، وأن المحبة هي الدافع و الطريق و الهدف.