الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جيل جديد من التجسس.. لماذا اختارت الصين المنطاد لتصوير الولايات المتحدة؟

المنطاد الصيني
المنطاد الصيني

تتمتع المناطيد ببعض المزايا عن الأقمار الصناعية عندما يتعلق الأمر بالمراقبة، ولكنها تحمل أيضا مخاطر مختلفة كما علمت بكين مؤخرا عندما ‏‏أسقطت الولايات المتحدة‏‏ منطاد تجسس صيني كان يحلق في المجال الجوي الأمريكي في وقت سابق من هذا الشهر.‏

‏ويدور بين الولايات المتحدة والصين الآن‏‏ ‏ نزاع عميق حول المناطيد عالية الارتفاع التي تهدد بأزمة في العلاقات الثنائية بين البلدين.

‏وقد ‏‏اتهمت‏‏ وزارة الخارجية الصينية، يوم الاثنين، الولايات المتحدة بإرسال مناطيد عالية الارتفاع بشكل غير قانوني إلى المجال الجوي الصيني أكثر من 10 مرات منذ العام الماضي.‏

‏وفي اجهه المقابلة ينفي المسؤولون الأمريكيون ذلك، حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون،‏ إن أي ادعاء بأن الحكومة الأمريكية تدير مناطيد مراقبة فوق جمهورية الصين الشعبية غير صحيح.

أهمية المناطيد في المراقبة

‏ومن المعروف أن مسارات المناطيد عالية الارتفاع تحكمها الرياح إلى حد كبير عندما تصل إلى طبقة التروبوسفير حيث يحدث معظم الطقس وتضربها الرياح السائدة من الغرب إلى الشرق.‏

و‏هذه الرياح تجعل من السهل نسبيا على الصين إطلاق مناطيد تطير فوق الولايات المتحدة، ولكن من الصعب جدا على الولايات المتحدة أن تطير مناطيد فوق الصين.‏

ومن جانبه، تسائل ‏جيمس لويس، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لأكسيوس: "من أين تطلق الصين مناطيدها؟ .. تايوان؟ الرياح لا تهب بهذه الطريقة.. كوريا؟ الرياح لا تهب بهذه الطريقة أيضا.. اليابان؟ يمكنك القيام بذلك إذا كنت لا تمانع في خروج مجموعة منهم عن مسارها، ولكنني أعتقد أن الصينيين إما مرتبكون أو يختلقون هذا".‏

وعلى الجانب الآخر، تم تطوير أقمار التجسس الصناعية الأمريكية بعد أن بدأ‏‏ ‏‏استهداف المناطيد والطائرات على ارتفاعات عالية في المجال الجوي للعدو.‏

و‏يمكن للأقمار الصناعية توفير صور وجمع الإشارات من أنظمة الاتصالات وغيرها من التقنيات، ولكن من السهل نسبيا تتبعها، حتى من قبل الهواة على الأرض، ومع ذلك يمكن للمناطيد عالية الارتفاع جمع صور وإشارات عالية الدقة والتحليق في جزء من المجال الجوي يجعل من الصعب نسبيا تتبعها، كما أن المناطيد قادرة أيضا على البقاء فوق منطقة واحدة لفترة أطول من القمر الصناعي، ولكن تختلف المعايير التي تحكم التجسس في الفضاء والمجال الجوي، حيث تطير المناطيد على ارتفاعات عالية.‏

سباق الأقمار الصناعية

ومن جانبها، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية تاريخيا عددا صغيرا نسبيا من الأقمار الصناعية باهظة الثمن والمتقدمة تقنيا والتي تلتقط صورا مفصلة بشكل لا يصدق للأرض.‏

‏وفي الوقت نفسه، تمتلك الصين شبكة أكثر توزيعا من أقمار التجسس الصناعية ولكنها ليست بجودة عالية في صورها، لكنها نهج جيد بما فيه الكفاية.

و‏تهتم الولايات المتحدة بالتحرك نحو شبكة أقمار صناعية للتجسس أكثر توزيعا، مما يجعلها أكثر مرونة في الهجوم وجعل الجيش أقل اعتمادا على عدد صغير من الأقمار الصناعية باهظة الثمن التي يمكن أن تكون أهدافا جذابة للتشويش وغيرها من التدخلات.‏

‏ويقول جيمس لويس، إن النزاع على ارتفاع عال على المنطاد قد يشكك أيضا في قدرات الأقمار الصناعية للتجسس الصينية، و‏إذا كان البالون الذي تم إسقاطه في 4 فبراير الماضي يجمع معلومات استخباراتية، فقد يعني ذلك أن أقمار التجسس الصينية محدودة في المعلومات التي يمكنها جمعها.

‏وهناك سؤال كبير يلوح في الأفق حول الدفاع الفضائي في القرن 21 حول تحديد أين ينتهي المجال الجوي ويبدأ الفضاء، ولكن ‏في الوقت الحالي، لا يوجد تعريف قانوني مقبول للمكان الذي يبدأ فيه الفضاء وينتهي المجال الجوي دوليا.