الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طرد وفد إسرائيل من القمة الإفريقية|لماذا تصر تل أبيب على اختراق الاتحاد؟

شارون بار لي- رئيسة
شارون بار لي- رئيسة الوفد الإسرائيلي

صفعة جديدة تلقتها دولة الاحتلال الإسرائيلي عقب تداول واقعة طرد وفد إسرائيل من قبل القائمين على قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت. 

طرد وفد إسرائيل من القمة الإفريقية

وطرد أمن الاتحاد الإفريقي وفد دولة إسرائيل اليوم، الذي تسلل إلى قمة زعماء الدول الإفريقية على الرغم من إلغاء الدعوة الموجهة له لحضور القمة.

ومُنع وفد إسرائيل من حضور قمة رؤساء القارة الإفريقية المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد ضغوطات طبقتها الجزائر ودولة جنوب إفريقيا لمنعهم، إلا أن الوفد تسلل سرًا للجلسة ليحضرها.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية طرد الوفد الإسرائيلي من مراسم افتتاح قمة  الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، اليوم السبت، مُلقية باللوم على جنوب أفريقيا والجزائر في هذا الخرق الدبلوماسي.

وقال المتحدث باسم الوزارة ليور هيات - في بيان نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل "إن إسرائيل تنظر بجدية تامة في واقعة طرد نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي للشئون الإفريقية السفيرة شارون بار لي، من قاعة الاتحاد الأفريقي رغم وضعها في القمة كمراقب معتمد وامتلاكها لبطاقات الدخول".

ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال مراسم افتتاح القمة الأفريقية، اقتربت مجموعة من رجال الأمن من الوفد الإسرائيلي وطلبوا منهم المغادرة، وظهرت رئيسة الوفد الإسرائيلي شارون بار لي في مقاطع فيديو تم التقاطها هناك تغادر مع أعضاء الوفد بعد دقائق من الحديث مع رجال الأمن.

شارون بار لي

غضب كبير في إسرائيل من الواقعة

وبثت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان" مقطع فيديو للحظة طرد الوفد برئاسة شارون بار لي نائب مدير القسم الإفريقي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، من القمة الإفريقية.

وتحاول إسرائيل الضغط على الاتحاد الإفريقي لإعادة وفدها إلى المؤتمر بعد طرده بضغط من جنوب إفريقيا والجزائر، فيما أعربت الخارجية الإسرائيلية عن غضبها من تلك الخطوة.

وقالت وسائل الإعلام في إسرائيل إن طرد الوفد من قمة الاتحاد الإفريقي يعد إحراجًا دبوماسيًا، كما وصفته بـالحادث الخطير.

من جانبها قالت المتحدثة باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إيبا كالوندو: "إن الدبلوماسية أقيلت لأنها لم تكن السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لدى إثيوبيا".

ووفقاً لما نقلته وكالة رويترز فقال رئيس الدبلوماسية العامة في قسم العلاقات الدولية بجنوب إفريقيا، كلايسون مونييلا: "حتى يتخذ الاتحاد الأفريقي قراراً بشأن منح إسرائيل صفة مراقب، لا يمكنك جعل الدولة تجلس وتراقب، لذا لا يتعلق الأمر بجنوب إفريقيا أو الجزائر، إنها مسألة مبدأ".

طرد وفد دولة إسرائيل ليس رسميا

وقال أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، الدكتور طارق فهمي، إنه كان هناك محاولات سابقة لإلحاق إسرائيل بالاتحاد الإفريقي وانتهت برفض عربي كبير، وتم إخراجها مؤقتاً وشُكلت لجنة من الاتحاد الافريقي برئاسة الجزائر لبحث مستقبل وجود و إلحاق اسرائيل بالاتحاد الافريقي.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أن حضور اسرائيل رسمياً في الاتحاد يشير إلى انه لا يزال هناك تجاذب وتباين في الرؤى، حيث إن طرد اسرائيل من الاتحاد الافريقي تحت أي صفة سواء مراقب أو عضو مشارك وسياسة الامر الواقع حيث إن ممثلة اسرائيل حضرت فعاليات بالقمة مما يشير إلى وجود دول مؤيدة لدخولها ومشاركتها.

وأشار إلى أن طرد الوفد من القمة هو "عمل رمزي وليس رسمي"، لأن الدعوة وجهت لها من الاتحاد الإفريقي بالمشاركة فهي لم تشارك من تلقاء نفسها، لافتاً إلى أنها شاركت أيضاً في الفعاليات التمهيدية خلال الأيام القليلة الماضية وبالتالي طردها أمام الرأي العام يحمل دلالات رمزية أكثر منها واقعية.

وأضاف أنه لا جدال على أن إسرائيل تمثل إشكالية كبيرة في شكل تمثيلها بالاتحاد الإفريقي.

واستكمل فهمي: إسرائيل مصممة على عدم خروجها من الاتحاد الإفريقي ولكن هناك تباطؤ حول بحث مستقبل مشاركة إسرائيل رغم وجود قرار من الاتحاد واللجنة التنفيذية لبحث وضع إسرائيل وصفتها في المشاركة، لافتاً إلى أن هناك تغير في مواقف بعض الدول الإفريقية بما يسمح بتواجد إسرائيل بأي صفة إلى حين معرفة صفة مشاركتها بالاتحاد الإفريقي، ولكن في المقابل هناك دولا رافضة لمشاركة إسرائيل، وبالتالي ليس هناك استبعاد حقيقي لها.

الخلاف على تمثيل إسرائيل بالقمة

واختتم: الخلاف على تمثيل إسرائيل في الاتحاد سيشكل اشكالية أمام عمل الاتحاد الإفريقي، حيث إنه يعاني حالياً من حالة إنقسام كبرى، لافتاً إلى أنه سيحدث انقسامات بينية بين الدول الإفريقية وبعضها وستصبح القضية ليس التمثيل فقط وشكله وإطاره ولكنه سيشمل تصدير أزمة مستمرة للاتحاد الإفريقي بما يعوق استمرار تنفيذ أي سياسات في هذا التوقيت.