الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقف التصعيد والحفاظ على القدس|هل تنجح مخرجات العقبة في التهدئة بين فلسطين وإسرائيل؟

جتماع سياسي  بين
جتماع سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين في العقبة

مع تواصل إسرائيل ارتكاب أفعالها الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني منذ أداء حكومة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية نهاية العام الماضي، عُقد اجتماع في مدينة العقبة، أمس الأحد، بدعوة من الأردن، ضم مسؤولين من الأردن ومصر وفلسطين وإسرائيل وأمريكا.

العقبة 

اتفاق فلسطيني إسرائيلي لإنهاء العنف

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية عن التزام مشترك لاتخاذ خطوات فورية، بهدف إنهاء تصاعد أعمال العنف، واتفق جميع المشاركين في قمة العقبة على دعم خطوات لبناء الثقة والعمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم.

وجمعت المحادثات مسؤولين أمنيين إسرائيليين وفلسطينيين للمرة الأولى منذ عدة سنوات، كما حضر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بريت مكغورك.

وذكرت النقطة الأولى من بيان القمة "أن الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) أكدا التزامهما بجميع الاتفاقيات السابقة المعقودة بينهما، وبالعمل على تحقيق سلام عادل ودائم".

وأنهما "أعادا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف".

وجاء في البيان أن إسرائيل التزمت بوقف النقاش حول بناء مستوطنات جديدة لمدة أربعة أشهر وفي المقابل، من المفهوم أن الفلسطينيين لن يتخذوا إجراءات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.

واتفق الأطراف الخمسة المشاركون في الاجتماع على اللقاء لإجراء مزيد من المباحثات في مدينة شرم الشيخ المصرية الشهر المقبل.

ترحيب أمريكي بالاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه "يرحب" بالالتزامات التي قطعها الجانبان، مضيفًا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل في الأشهر المقبلة "لبناء مستقبل مستقر ومزدهر للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش - زعيم اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتانياهو- قال إنه "لن يكون هناك تجميد بناء وتطوير الاستيطان، ولا ليوم واحد". وقال إن الجيش الإسرائيلي "يواصل على التحرك لمكافحة الإرهاب" بلا حدود".

وتنص قرارات للأمم المتحدة والقانون الدولي على أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير شرعي،  وتراه دول كثيرة معرقلا لمساعي تسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومن جهتها، نددت حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، بمشاركة السلطة الفلسطينية فيما وصفته بأنه محادثات "لا قيمة لها".

فلسطين 

سحب فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اجتماع العقبة أمس جاء لسحب فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع قبل شهر رمضان المبارك.

وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل طرف كان له أهدافه من هذا الاجتماع ومحاولة عربية للبناء على هذا اللقاء الأمني لعودة العملية السليمة المفاوضات السياسية بين الطرفين الفلسطيني الاسرائيلي، لكن للأسف الطرف الاسرائيلي أراد أن يكون هذا الاجتماع اجتماع أمنى فقط.

وتابع: مخرجات اللقاء التي لم تنشر تفاصيلها كاملة تدفع اتجاه انتظار ما سيحدث على أرض الواقع وأولها عدم دخول جيش الاحتلال "مناطق أ"، التي تقع تحت السيادة الأمنية الفلسطينية، وتصرف الأجهزة الأمنية الفلسطينية إذا دخل جيش الاحتلال مناطق أ، إحداث بلدة حوارة امس واعتداء المستوطنين على شعبنا وحرق منازلهم وممتلكاتهم دون تحرك من جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية لمواجهة هؤلاء المستوطنين المسلحين وكف يدهم عن شعبنا تؤكد أن المواجهات ستكون مفتوحة ولن توقفها قمم ولقاءات.

وأضاف أننا بحاجة لوجود شريك اسرائيلي يؤمن بعملية السلام و حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة تعيش بسلام بجانب دولة الاحتلال ، والحلول الأمنية لن تفعل شيئا ، لقد اجمع الجميع على أن المشاركة الفلسطينية في هذا اللقاء الأمنية كان فعلا خاطئا في ظل التصعيد الاسرائيلي ضد شعبنا وقتله في شهرين أكثر من خمسة وستين شهيدا فلسطينيا.

واختتم: يكفي أن نسمع تصريحات وزراء اسرائيليين وحتى أعضاء الوفد الذين شاركوا في لقاء العقبة يتحدثون على أن بناء المستوطنات لن يتوقف، نحن بحاجة لتدخل المجتمع الدولي وتوفير حماية لشعبنا للفصل بيننا وبين الاحتلال والبدء في توفير الظروف لقيام دولة فلسطينية يعيش فيها الشعب الفلسطيني بأمان.

الدكتور أيمن الرقب 

عنف وتصعيد متبادل بين الجانبيين 

منذ بداية العام قُتل أكثر من 60 فلسطينياً -من المسلحين والمدنيين على يد القوات الإسرائيلية، وفي الجانب الآخر قتل 13 شخصاً خلال الهجمات.

وشمل التصعيد الأخير في أعمال العنف، غارتين عسكريتين إسرائيليتين - في مخيم جنين للاجئين ومدينة نابلس القديمة أسفرتا عن مقتل 10 فلسطينيين في الأولى، و 11 فلسطينياً في الثانية - في أكثر العمليات دموية منذ عام 2005، عند انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وفي كلا الغارتين، قال الجيش الإسرائيلي إنه كان يهدف إلى توقيف مطلوبين استهدفوا مستوطنين أو جنودا، وكانوا يخططون لمزيد من الهجمات وأدت العمليات إلى مقتل مسلحين ومدنيين فلسطينيين.

وفي هجوم فلسطيني مسلح نفذ الشهر الماضي في مستوطنة داخل القدس الشرقية المحتلة، قُتل ستة إسرائيليين ومواطن أوكراني، في أعنف هجوم من نوعه منذ عام 2008.

ويسود قلق خاص بشأن تصاعد العنف في الأسابيع القادمة، عندما يتزامن شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي من جديد.

وتكررت الصدامات خلال السنوات الماضية بين المصلين المسلمين الفلسطينيين من جهة، والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى في مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية.

وستزيد الضغوط للسماح للمزيد من الزوار اليهود للمجمع خلال الفصح.

وسبق أن ضغط الأردن - الوصي على المجمع- من أجل ضمانات للالتزام بتطبيق القواعد الهشة الخاصة بالوضع هناك وجاء ذلك أيضاً من ضمن النقاط التي شملها بيان اجتماع العقبة المشترك.

وتعهد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون في ختام اجتماع عقد أمس الأحد في مدينة العقبة الساحلية جنوب الأردن بـ "خفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف"، على ما جاء في البيان الختامي للاجتماع.

وأورد البيان الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقيات السابقة بينهما وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف".

اجتماع العقبة 

الاجتماع مجددا في مدينة شرم الشيخ

وأكدت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية في البيان "استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر (على أن) يشمل ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر".

كما "اتفق المشاركون أيضاً على دعم خطوات بناء الثقة، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين من أجل معالجة القضايا العالقة من خلال الحوار المباشر (حيث) سيعمل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بحسن نية على تحمل مسؤولياتهما في هذا الصدد".

واتفق الأطراف الخمسة، إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر والولايات المتحدة، "على مواصلة الاجتماعات وفق هذه الصيغة، والحفاظ على الزخم الإيجابي، والبناء على ما اتفق عليه لناحية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية تقود إلى تحقيق السلام العادل والدائم".

و"اتفقوا على الاجتماع مجددا في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية في شهر مارس المقبل لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه".

وقال البيان إن "الأردن ومصر والولايات المتحدة تعتبر هذه التفاهمات تقدما إيجابيا نحو إعادة تفعيل العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتعميقها، وتلتزم بالمساعدة على تيسير تنفيذها وفق ما تقتضيه الحاجة".

كما أكد الأطراف الخمسة "أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً بدون تغيير، وشددوا في هذا الصدد على الوصاية الهاشمية/الدور الأردني الخاص".

والجدير بالذكر، أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن "شكره الشخصي" لملك الأردن عبد الله الثاني على "الاجتماع التاريخي" في العقبة بين فلسطينيين وإسرائيليين، وثمّن دور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

بايدن