EN 
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، بوستا مرعبا أثار الفزع لدى العديد من المتابعين تحت عنوان "وحش البحر المتوسط بركان كولومبو على وشك الثوران".. فما حقيقة الأمر؟
وقال المنشور المتداول بكثرة: "البركان ده موجود في بحر إيجه باليونان، عكس البراكين الأخرى اللي موجودة بالبحر المتوسط وأخر مرة حصل له ثوران كان في سنة 1650م وعمل دمار وموجات تسونامي بالبحر المتوسط".
وتابع المنشور المتداول: "العلماء اكتشفوا من فترة قريبة ان غرفة الصهارة أو بمعنى آخر المكان اللي بتتجمع فيه الحمم البركانية بتكبر كل سنة بمعدل كبير، وثورانه هيخلي الغبار البركاني ينتشر في أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا وقادر إنه يحجب اشعة الشمس لفترات طويلة، وممكن يدخل الارض في شتاء بركاني".
حقيقة ثوران بركان كولومبو
تبين أن البوست مليء بالأخطاء العلمية، ووفق العلماء فإن ثوران بركان كولومبو "ليس وشيكًا"، كما يدعي البوست، وهو ما نقلته صفحة "متصدقش" المهتمة بنفي الشائعات.
ووفقا لتقرير الصفحة، فإن البوست المتداول يُشير إلى دراسة نُشرت في دورية "Geochemistry، Geophysics، Geosystems"، في 22 أكتوبر الماضي، من إعداد باحثين في إمبريال كوليدج لندن، وتكشف عن أن هناك صهارة تتجمع على بُعد ميلين تقريبًا (3 كيلومترا تقريبا) تحت بركان كولومبو.
وتواصل فريق الصفحة مع الباحث الأول في الدراسة "كاجيتان تشرابكيويتز"، وبسؤاله عن ما جاء في البوست أجاب أنه "مليء بالأخطاء العلمية وليس صحيحًا. هذا البركان ليس على وشك الانفجار، فقد يثور مرة أخرى (بعد آلاف السنين من الآن)، كما أنه بركانًا صغير ولا يستحق أن نسميه (وحش البحر المتوسط) مطلقًا".
وأضاف كاجيتان "إن معدل نمو غرفة الصهارة (ليس كبيرًا) فهو يشبه تمامًا معظم البراكين في جميع أنحاء العالم. إلى جانب ذلك، ووفق حساباتنا، فإن هذا هو الحد الأقصى لمعدل نمو الصهارة لكولومبو"، أي أن المعدل لا يزيد مع الوقت كما ادعى البوست.
ما هي قوة بركان كولومبو؟
الحديث عن كون ثوران بركان كولومبو "هيخلي الغبار البركاني ينتشر في أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا وقادر انه يحجب اشعة الشمس لفترات طويلة ده غير انه ممكن يدخل الأرض في شتاء بركاني" هو حديث غير علمي، لأنه لا يمكن التنبؤ بتطور الثوران البركاني بعد بدايته.
شرح "كاجيتان" قوة بركان كولومبو، قائلًا: "إن مؤشر التفجر البركاني لكولومبو عندما اندلع سابقًا كان بقوة (VEI 4) تقريبًا، وللمقارنة، فقد تسبب ثوران بركان (كراكاتوا) الشهير في إندونيسيا عام 1883 في حدوث شتاء بركاني استمر لسنوات وموجات تسونامي مدمرة وخلف وراءه آلاف القتلى، كان بقوة (VEI 6) وهو أكبر بحوالي 100 مرة من بركان كولومبو.
وفي العام الماضي، انفجر بركان (هونجا تونجا) وكان بقوة VEI 6 أيضًا، ولكنه لم يتسبب في أي شتاء بركاني، ما يعني أنه حتى لو اندلع بركان كولومبو (بعد آلاف السنين) مرة أخرى فإن قوته ستكون VEI 4 على الأرجح، ولن يتسبب ذلك في شتاء بركاني أو موجات تسونامي مدمرة".
ما هو بركان كولومبو؟
بركان "كولومبو" هو من البراكين الصغيرة النشطة التي تقع تحت البحر المتوسط، واندلع عام 1650 بقوة VEI 4، وأدى ذلك إلى حدوث تسونامي صغير في البحر المتوسط أثر على جزيرة سانتوريني، وقتلت الحمم البركانية المنطلقة منه حوالي 70 شخصًا في سانتوريني، وألحق أضرارًا بالجزر المجاورة مثل جزيرة كريت، ونفقت أعداد كبيرة من الماشية بسبب الغازات السامة المندلعة منه.
