"صدى البلد" تحيي ذكرى وفاة السيدة عائشة..أحب زوجات الرسول إلى قلبه.. وأكثر أمهات المؤمنين علماً وفقهاً وورعاً
وافق يوم أمس السادس عشر من رمضان ذكري رحيل السيدة عائشة (ام المؤمنين ).. ففي هذه الذكري العطرة ..يحرص (صدي البلد علي تذكير قرائه بسيرة ومشوار هذه النماذج التي تعتبر نبراسا وهديا لنا جميعا قي هذه الايام المباركة.
هي عائشة حبيبة سيد الخلق ..الصديقة بنت الصديق ..رضي الله عنها وارضاها...كان النبي يناجي ربه في حبها قائلا ( اللهم هذا قسمي فيما املك ..فلا تلمني فيما تملك ..ولا املك ).. هي من اكرم الاسر العربية واعرقها ..ورثت ام المؤمنيين عنها الكثير من عناصر الفخار والشرف والمجد التي تميزت بها قبيلتها ...ولدت ونشات في بيت عامر بالاسلام والايمان ...والدها هو (ابي بكر الصديق ) رضي الله عنه وارضاه ..اسمه الحقيقي (عبد الله بن ابي قحافة ) ..احب الرجال الي النبي واعزهم عليه ..اول من اسلم من الرجال وافضل الناس بعد النبي.
امها (ام رومان ) من اوائل المسلمات في مكة ..بايعت الرسول وهاجرت معه ومع آل ابي بكر ...ولدت (عائشة ) بمكة لابوين مسلمين في السنة الرابعة للبعثة النبوية ..خطبها النبي صلي الله عليه وسلم وهي بنت 6 سنوات ..بعد مرور عامين وقيل ثلاث من موت السيدة (خديجة ).
ارسلها والدها الي البادية وعهد بها لمن يقوم بتربيتها من عرب بني خزام ..نشأت علي الفصاحة والبلاغة والصفات العربية الاصيلة..لم تعرف من اباطيل الشرك شيئا ..مما اكسبها فكرا ا نقيا وقلبا طاهرا مكنها ان تكون عالمة ذات شان في عصرها ..نشات في بيئة ذات مكانة اجتماعية كبيرة ..احب زوجات الرسول اليه لانها بنت ابي بكر (بعد خديجة ) اراد الله ان يهون عليه وان يعوضه خيرا فارسل الي الرسول يبشره بالزواج من عائشة ابنه صاحبه الوفي الصدوق لتحقق له الاستقرار النفسي ليتفرغ هو لشئون الدعوة الاسلامية.
كسبت الحظوة من النبي ما مكنها من التذود بكثير من امور الدين وخاصة تلك التي تتعلق بعلاقة الرجل بزوجته في الاطار الاسلامي ..حتي انها صارت المرجع الاول الذي يرجع اليه الصحابة في ذلك الشان..قال الزهيري( لو جمع لي علم عائشة وعلم جميع امهات المؤمنيين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة افضل ) لقد تلقت العلم غضا طريا من المعلم الاول النبي فصارت عاملة بالقرآن والسنة المطهرة.
تزوجها الرسول بكرا ..ولم يتزوج بكرا غيرها ...نزلت برائتها من السماء في قصة حادثة ( الافك ) التي اتهمت فيها في ست عشرة ايه متوالية ...نزول جبريل عليه السلام بصورتها في السماء في (خرقة ) من حرير الي النبي فقال له هذه زوجتك ..فكشف عن وجهها الرسول ..فوجدها عائشة ...كانت احب ازواج الرسول اليه ..اختار ان يمرض في بيتها ...دفن في بيتها ..لم ينزل الوحي علي النبي وهو في لحاف امراة من نسائه غيرها .
نزلت بسببها اية ( التميم )...لم ينزل بها امر الا جعل الله لها منه مخرجا وللمسلمين بركة...كان النبي اذا افتقدها تسمعه يناديها ب (واعروساه ) ...كان الناس يتصدقون في هداياهم لرسول الله يوم عائشة لعلمهم بمسرته بذلك....اجتماع ريقه في ريقها في اخر انفاسه...هي اول من خيرها النبي بين الحياة وزينتها وبين الله ورسوله فاختارت الله ورسوله علي الفور.
حياتها مليئة بالتقوي والورع والبعد عن مواطن الشبهات وتلك المكانةحظيت بها عن النبي لم تحتلها غيرها من نساء النبي (حاشا ) خديجة .. الزاهدة التقية ..بعث لها عبد الله بن الزبير (بغرارتين ) مملوئتين 100 الف درهم وزعتهم جميعا ونسيت ان تترك لنفسها درهما واحدا تشتري به طعاما لها وهي صائمة.