الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الله يرى همومكم.. خطيب المسجد النبوي: الأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البر

المسجد النبوي
المسجد النبوي

أوصى الدكتور أحمد بن طالب حميد إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة، المسلمين بتقوى الله عز وجل سرا وجهداً.

عمل المرء تبع لهم قلبه

وقال خطيب المسجد النبوي :" عباد الله.. إن لله آنية من أهل الأرض.. وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها، فالأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البر، والفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور، والله يرى همومكم فانظروا همومكم، فإنما عمل المرء تبع لهم قلبه، وليس من الآنية مقبولًا عند الله إلا ماكان في طاعة الله، رقيقًا عند ذكر الله صافيًا نقيًا مما يكرهه الله ويأباه.

وأضاف خطيب المسجد النبوي: والألسن مغارف القلوب وآية طهارتها وسلامتها إدمان ذكر الله تعالى كما قال في كتابه (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، ومنه تعلم العلم وتعليمه والفقه في دين الله تبارك وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قيل: وما رياض الجنة؟ قال: حِلق الذكر. وهي مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام وتوضح فيها الأحكام ويعرف الناس بربهم وبأسمائه وصفاته وأوامره ونواهيه سبحانه.

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي : من رزق اليقظة شح بالأوقات وحاسب نفسه على الأنفاس محاسبة الغريم، فقوَّم أعماله وأقواله، وجاهد في إخلاصها لوجه الله تعالى، ومن توجه بقلبه إلى الله وجمع هم قلبه على مولاه كفاه ربه ما سواه.. قال -صلى الله عليه وسلم- : من كانت الآخرةُ همَّه ، جعل اللهُ غناه في قلبِه ، وجمع له شملَه وأتتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ.

الضروريات الخمس

فيما أوصى إمام وخطيب المسجدالحرام الشيخ الدكتورماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى اللَّه عز والاستعداد ليومٍ بضائِعُه الأعمال، وشهودُه الجوارِحُ والأوصال، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام:" المال زينة الحياة الدنيا، وهو عصب الحياة، جعله الله قياماً للناس، فبه تقوم المصالح العامة والخاصة، قال تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾، أي: التي بها قوام عيشكم الذي تعيشون به، فلذا جاءت الشريعة بتنظيم أمره، وحرّمت تحصيله بغير حقه، وبيّنت السبل المشروعة في تحصيله وإنفاقه، وجعلته من الضروريات الخمس، وقرنه النبي صلى الله عليه وسلم، بالدماء والأعراض، كما في خطبة الوداع، ولمَّا كانت النفوس مفطورة على حب المال، والحرص عليه، وطلب الاستكثار منه، كان للصدقة منزلة عظيمة، فهي من أجل العبادات والقربات، التي يحبها الله ورسوله، وما ينفقه العبد ابتغاء وجه الله، هو الذي يجده أمامه يوم القيامة، فلا يبقى له من ماله، إلا ما تصدق به، فادَّخَرَ ثَوَابَهُ لآخرته، وما سوى ذلك، فإنه ذاهب وتاركه لغيره.