أزمة تسهيلات التصوير تثير الجدل في ندوة الاقتصاد وعلاقته بالسينما بمهرجان الإسماعيلية

شهدت ندوة "الاقتصاد وعلاقته بالسينما" التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة بقصر ثقافة الإسماعيلية، واستمرت نحو ساعتين، حالة من التفاعل الكبير.

وتحدث في الندوة الدكتور هشام عشماوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية الأمريكية، وأدارها الناقد محمد دياب، في حضور كل من الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما، والمونتيرة منار حسني، رئيس المركز القومي للسينما، والناقد عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية، والنقاد ماجدة موريس، والدكتور ياقوت الديب، والإعلامية غادة شاهين، بجانب جمهور الإسماعيلية.

في بداية الندوة، وجه الدكتور هشام عشماوي الشكر لإدارة مهرجان الإسماعيلية على استضافة هذه الندوة المهمة التي تناقش العلاقة بين الاقتصاد والسينما كصناعة، وتمنى أن أي سينمائي من الدول المشاركة في المهرجان يضع توصيات لحل أزمة السينما في مصر من خلال خبراتهم فى بلادهم، معتبرا أن حل أي مشكلة يكمن في مواجهتها ومعرفتها أولا.

وكشف عشماوي عن تقدمه بمذكرة لرئاسة الوزراء بشأن إنشاء شركة مساهمة باعتباره رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية الأمريكية، وهذه الشركة سيكون هدفها إنتاج سينما، وسيتم انتقاء مجلس إدارتها، ويكون هدفها أيضا عودة الريادة السينمائية من جهة من خلال إنتاج أفلام جيدة وفي نفس الوقت عائدها المادي كبير، خاصة أننا نمتلك كنزا من الأماكن السياحية التي يمكن استغلالها في التصوير. 

وتابع: “كما أسعى لإنشاء مدينة السينما لتصوير الأفلام الأجنبية، خاصة التي يكون صناعها مصريون يعيشون في الخارج، ويتم البحث الآن عن المكان المناسب لذلك”.

من جانبه، أكد الناقد عصام زكريا، رئيس المهرجان، أنه لا بد أن تدرس الدولة مسألة تقديم تسهيلات لتهيئة المناخ الملائم لصناعة السينما في مصر، والتي يمكن أن تعود بمكاسب مادية كبيرة، منوها إلى أن أزمة صناعة السينما ليست في القوانين بقدر ما هي في تطبيق القوانين.

وقالت المونتيرة منار حسني، رئيس المركز القومي للسينما، إن التكنولوجيا في حالة تطور كبير، وإن مشكلة صناعة السينما في مصر ليست في قلة دور العرض فقط. 

وطرحت سؤالا على ضيف الندوة الدكتور هشام عشماوي حول رأيه في شكل التسهيلات التي يمكن أن نعطيها لصناع الأفلام الأجنبية، وهل من الأفضل أن نعطيها بسعر مخفض ونستفيد منهم بالترويج لمصر  من خلال هذه الأعمال، أم نضع سعرا كبيرا لزيادة الدخل بشكل مباشر؟ 

وردا على هذا السؤال، قال عشماوي: "حتى إذا قمنا بتوفير التسهيلات الخاصة بالتصوير في مصر "ببلاش"، سيكون هناك عائد من العملة الصعبة من جهة أخرى، سواء من ناحية حجز الفنادق أو الطيران أو التسوق أو زيارة الأماكن السياحية أو الانتقالات.

فيما كشف الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، خلال الندوة، عن مشروع قانون تعده الدولة وتعمل عليه منذ خمسة أشهر، بشأن إنشاء كيان سينمائي مصري هدفه تقديم التسهيلات الخاصة بالتصوير سواء للأجانب أو المصريين.

وأكد أن هناك اهتماما وجدية من جانب الدولة بهذا الأمر، وتم تشكيل لجنة من رئاسة  الوزراء لدراسة التجارب العالمية للاستفادة منها في إنشاء هذا الكيان الذي سيكون تحت مظلة وزارة الثقافة ويضم جميع الضوابط، وحاليا تتم مخاطبة كل الوزرات والجهات المعنية لإبداء ملاحظاتهم، مشيرا إلى أن الهدف هو استعادة الريادة الخاصة بصناعة السينما، في ظل أن هناك دولا في المنطقة مثل دول الخليج دخلت بقوة في صناعة السينما.

وقال عبد الجليل إن حل مشكلة التسهيلات الخاصة بالتصوير الأجنبي في مصر يتم الحديث عنها منذ حكومة الدكتور حازم الببلاوي، حيث تشكلت لجنة لدراسة المشاكل سواء التصوير ودخول المعدات من الخارج وغيرها من المشاكل، واستمرت اللجنة عبر حكومات كثيرة، لكن هذه المرة مختلفة، وتم أخذ خطوات فعلية على أرض الواقع.

وكشف أيضا عبد الجليل عن مشروع قانون آخر يتم العمل عليه الآن، والخاص بحماية التراث السينمائي.