الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبدأ بنفسك أولًا.. العالم يتغير حولك

د. أحمد فخري
د. أحمد فخري

سؤال يتم طرحة حالياً فى جميع الأوساط المحيطة بنا، هل ممكن نغير من واقعنا حقاً، نعم، بعض الناس يستطيعون، بل ويقومون بتغيير جلودهم وعلاوة على ذلك فإن التغيير لم يعد يستغرق عمراً بأكمله فالتطورات أصبحت متلاحقه وسريعه جداً فى مجالات علم النفس والعلاج النفسي والتطوير الذاتى خلال الخمسين عاماً الماضية، لقد أصبحنا نفهم الأن وأفضل من أى وقت مضى كيف تتكون الشخصيات وكيف تستمر، كما اننا قد ابتكرنا طرقاً سريعة نسبياً لتمكن الناس من تغيير سلوكهم ومشاعرهم ، إذا كانوا يريدون ذلك.

 
إن عملية التغيير قد لاتكون سهلة دائماً ولكنها تكون مثيره دائماً وتنطوى على قدر من التحدى ، خاصة إذا شعرنا بالإستغراق فيها ونسيطر عليها 

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه علينا بإستمرار كأفراد وكمجتمع من أين نبدأ التغيير ؟ 

والإجابه على هذا السؤال لا تحتاج الى تفكير عميق ، دائماً نطرح السؤال هذا على أنفسنا أولاً ، هل أنا أقوم بتغيير سلوكياتى وطريقة تفكيرى فى البدايه قبل أن أطالب الأخرين بالتغيير من أنفسهم ومنى أنا شخصياً ، وكل هذه الأسئلة والإستفهامات تحتاج مننا جميعاً وقفه جاده مع أنفسنا لنتأمل بكل دقه وعنايه كامله ، داخل أنفسنا وداخل أسرنا فى البدايه ، فالننظر الى العوامل التى شكلت بنائنا النفسي وشكلت معتقداتنا وعقائدنا الفكريه حتى أصبحت معقوده بداخلنا لانطور منها أو نغيير بعض مما يتطلب التغيير أو التعديل وبالتالى أصبحت ردود أفعالنا تترجم لسلوكيات بعضها ينم عن تنشئة بيئية مضطربه والبعض الأخر ينم عن تربيه ناضجة واعية. 

 

ولكي نبدأ فى عملية تغيير لأنفسنا بالشكل الذى نرتضيه لابد أن يكون لدينا الأيمان الكافى والحقيقى بداخلنا من أجل الثقة فى أمكانية التغيير ، أيضاً لابد من الدافعيه والتحفيز لأنفسنا أى لابد أن نريد تغيير أنفسنا بصدق ، وهذا يحتاج مننا أن يكون لدينا أستبصار وتبصر لذواتنا وسلوكنا ، يجب أيضاً أن نضع أهداف وأن تكون تلك الأهداف أهداف واقعيه قابله للتحقيق ، الممارسة والتكرار ، يجب أن نخصص بعض الوقت والطاقه للتدريب والمران على السلوكيات الجديده ، الحاجه الدائمه للتشجيع والأستحسان والمكافأه لكى نشعر بقيمة وفائدة التغيير الشاق. 

 

والتغيير المعرفى السلوكى الذى تناولناه  باختصار، ليس يقف عند سن معين أو ظروف بعينها ولكن علينا أن ننظر لأنفسنا جيداً من أجل تحديد نوعية التغيير المبنى على الأستبصار الذاتى الواعى وإذا تم تغيير أنماط السلوك السلبي المبنى على المعتقدات الخاطئة، سوف نكتسب ثقتنا بذواتنا وتصبح نظرتنا لأنفسنا وللبيئة من حولنا نظره إيجابيه تفاؤليه ، وعلينا أن نضع خطه للتغلب على المعوقات التى تعقونا فى الوصول الى تحقيق التغيير المنشود لذواتنا ومن أهم تلك المعوقات النظرة التشاؤمية لأنفسنا وللمجتمع من حولنا الغموض المبنى على عدم المعرفة والجهل بالأشياء والحقائق المبنية على المنهج العلمى كطريقة للتفكير، البعد عن الواقع بالوهم وعدم النظرة الواقعية لمجريات الأمور والأحداث المحيطة بنا ، الخوف والشك فى قدرتنا على تحقيق التغيير المطلوب فى أنفسنا والبيئة المحيطة بنا، عقدة الضحية والاستكانة والتكاسل كعوامل محبطه للشخص، فالتغيير يبدأ بالتصالح والثقة مع أنفسنا ثم بالأسرة التى نعيش بداخلها وتمدنا بالطاقة اللازمة لبقائنا، ثم بالتعاون والعمل مع المجتمع الذى نعيش بداخله، ثم بعلاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى علاقه مبنيه على الإيمان الصادق المترجم فى قولاً وفعلاً فى تعاملاتنا اليومية ومترجم فى سلوكيات مبنية على احترام الأنسان لذاته وللأخر وللوطن الذى يحيا به.