الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: دولة ما بعد الستين

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

هناك تخوف يهودي كبير من أن استكمال  إسرائيل عامها الستين نذير شؤم  فما بالك بتخطيها ذلك بأعوام، هذا التخوف نابع من معتقدات يهودية راسخة بأن هذا الاكتمال سيعقبه نهاية لدولة بنى صهيون. 

 

هذا التخوف والمعتقد دعمته الأزمة الكبيرة المتصاعدة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وصديقه الجنرال يوآڤ جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي ؛ عقب إصرار رئيس نتنياهو  على المضي قدما فيما اسموه بطريق مذبحة القضاء بإسرائيل، وهدد جالانت مع إتساع حالة العصيان بين قوات الاحتياط والجيش النظامى بتفديم الاستقالة فورا لو أصر نتنياهو على تعنته، مما يؤكد أن الأيام  المقبلة ستشهد تغييرات حاسمة.

ووسط هذه الأجواء امتدت المظاهرات لتصل إلى داخل وخارج إسرائيل على حد سواء، الأمر الذى عزا بالمحللين  العسكريين الإسرائيليين يرون أن الجيش سيفشل في أي مواجهة محتملة.

 

المظاهرات الإسرائيلية تواصلت رغم مهاجمة عدد من وزراء الائتلاف الحاكم وعلى  راسهم  وزيرة النقل والمواصلات ميري ريجيف، ووصفت  المتظاهرين الإسرائيليين، بأنهم يتلقون الأموال مقابل خروجهم ضد بلاده.

 

ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الوزيرة ريجيف اتهمت المتظاهرين ضد الإجراءات القضائية لحكومة نتنياهو، بتلقي تمويلا قدره 500 شيكل ، أى حوالى ١٥٠ دولارا، لكل شخص مقابل كل ساعة تظاهر، كما عقبت ريجيف على الطيارين الذين يرفضون الخدمة بالقول: "يجب محاكمة الطيارين في الاحتياط الذين يدعون إلى العصيان".

 

تصريحات ريجيف لم تمنع المتظاهرين من مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية  بل أنهم حاصروا  العديد من الوزراء وقيادات الكنيست في مختلف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، حتى وصل الأمر للاعتداء على وزير الزراعة آڤي ديختر، وهو رئيس سابق للشاباك، وقيادى في الليكود ومقرب من نتنياهو، وتم القاء القبض على عدد من مهاجميه.

 

الأوضاع فى إسرائيل لاتزال مرشحة للتصعيد رغم محاولات التهدئة خاصة أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في أجندتها التشريعية الحامية لمخططاتهم التوسعية وخاصة  الاستيطان . بل انهم استمروا في اصدار المزيد من هذه القوانين الداعمة للاستيطان والمستوطنين .وفيما وصف بأنه التعلق بالقشة جاءت تحركات نتنياهو فى دعم الهجوم الأمريكي  الأخير على سوريا فى محاولة منه لكسب الدعم الأمريكي من ناحية وإلهاء مواطنيه عن القرار الخاص بالقضاء الإسرائيلي من ناحية أخرى.

 

ووسط كل هذه التطورات فإن ما نعرفه عن تطورات الأوضاع فى الكيان الإسرائيلي يختلف كثيرا عما نشاهده فى وسائل الإعلام عن مجريات التظاهرات الإسرائيلية؛   فالبوابات اليهودية تتحكم فى المحتوى وتتعامل بنظام التقطير الإعلامي والتعتيم الإخبارى، مما يجعلك تضرب كفا بكف وتتساءل : لو أن هذه التظاهرات اندلعت فى دولة من دول منطقة الشرق الأوسط، هل كانت ستمر مرور الكرام ؟ وتتعامل معها وسائل الاعلام العالمية بنفس طريقة التقطير الإعلامي الإسرائيلي؟ وأيضا يجعلك تتوقع او تحاول ان تتنبأ بما ستأتى به الأيام من تغيير فى الواقع الإسرائيلي، ومع أن كل المعطيات تصب فى استبعاد تغيير جذرى فى إسرائيل؛ الا أن الميراث اليهودى الكنسى يؤكد ان بلوغ دولة إسرائيل ستين عاما وتجاوزها بأعوام هو تاريخ النهاية التى خاف منها أبناء  واحفاد تيودور هيرتزل ؛ وأوصوا بعدم الاستثمار فى الأراضى والاكتفاء بالذهب فى البنوك، وزراعة  نوع من النبات يكفل لهم الحماية به ، والاختفاء بين ثناياه اذا وقعت الواقعة المرتقبة .!!!!