الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى انتصارات العاشر من رمضان| علماء الأزهر يكشفون موقف الجنود من الصيام: “فطارنا في الجنة”

ذكرى انتصارات العاشر
ذكرى انتصارات العاشر من رمضان

دور الأزهر في انتصارات العاشر من رمضان:

نشر الوعي وتصحيح المفاهيم ومحاربة  التطرف 

العلماء نزلوا مع الجنود ساحة القتال لتثبيتهم معنويا

أفتوا للجنود بجواز الفطر في شهر رمضان بسبب حرارة الجو والجهد في المعركة 

الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر أول من اقترح منع البترول عن العدو الصهيوني 

 

 

تحتفل مصر اليوم بذكرى انتصارات العاشر من رمضان، والتي حدثت في السادس من أكتوبر عام 1973م، حيث تتجدد هذه الذكرى المجيدة في كل عام  بعد تطهير الأرض واستردادها من العدو الصهيوني ، هذ النصر الذي صنعه المصريون بفضل تكاتفهم واتحادهم والوقوف خلف الجيش العظيم الذي ضحى بكل غال ونفيس لتطهير الأرض واستردادها من المغتصبين ونجحوا في رد كرامة مصر أمام مرأى ومسمع جميع دول العالم.

وفي هذه الاحتفالات يجب ألا يغفل الجميع دور الازهر الشريف في هذه المعركة ومعه باقي المؤسسات الدينية، فى ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، جدير بنا أن نُذكر بجهود الأزهر لنعود به إلى ذاكرة الوطن لندرك رصيد هذا الجامع العظيم لقوى الدولة المصرية الشاملة.

فما وصل إليه الجندى المصرى فى حرب 1973م من عقيدة راسخة وإيمان جازم جعله يطلب النصر أو الشهادة؛ لذا فعندما أفتى بعض الدعاة للجنود باستحباب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونًا لهم فى الانتصار على العدوِّ الصهيونيِّ نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، رد بعض الجنود قائلين: لا نريد أن نفطر إلا فى الجنة! ، إنها التهيئة النفسية والمعنوية التى غرسها الأزهر بشيوخه وعلمائه فى نفوس الجنود، بل والشعب بأسره.

ويتجلّى  دور الأزهر في انتصارات العاشر من رمضان؛ وذلك من خلال قيام شيخه وقيادته وعلمائه الأجلّاء بالوقوف جنبًا إلى جنبٍ مع جنودنا البواسل يبيتون معهم في المهاجع؛ دعمًا لهم، ورفعًا لحالتهم النفسية، وترقيةً لروحهم المعنوية، ويرسّخون في قلوبهم ونفوسهم محبة الأوطان، وأنها جزء من العقيدة، والشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض من أعظم الأعمال وأرفعها درجة عند الله.

 

تقدّم بعض علماء الأزهر لحمل السلاح؛ ليظهر للعالم كلّه أن أبناء هذا الشعب كلهم أفرادًا ومؤسسات يد واحدة في خندقٍ واحدٍ يذودون عن حياض الوطن ويحافظون على ترابه ومقدّراته؛ فعاد بفضل الله للوطن كرامته وهيبته»، وهذه عادة الأزهر دائمًا مع جيش مصر الأبي وجنوده البواسل ضد الغزاة على مر التّاريخ، وسيظل الأزهر في كل ميادين الجهاد ينشر الوعي ويصحح المفاهيم ويحارب التطرف بكل أشكاله و يدافع عن الأمة، ويحافظ على تراب الوطن.

 

يُعدُّ نصرُ العاشر من رمضان العظيم ملحمةً عسكريةً عظيمةً سطَّرها الجيشُ المصري الأَبِيُ العظيم برجاله البواسل، وباقتحامه لخط بارليف، حطَّم الهالةَ التي وضعها الجيش الصهيوني لنفسه والتي روَّج من خلالها لـ أسطورة «الجيش الذي لا يقهر».

دور الأزهر في انتصارات العاشر من رمضان


أكد الدكتور أسامة الأزهرى، من علماء الأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف كان حاضرًا وله دور فى حرب أكتوبر، منوهًا بأن علماءه نزلوا مع الجنود ساحة القتال لتثبيتهم معنويا، وكانوا يرافقونهم فى الخنادق وفى أماكن التحصينات، وكان لديهم تصريحات خاصة حمراء اللون يتقدمون بها إلى خطوط القتال الأولى، وينزلون إلى الثكنات العسكرية.

 

وأضاف «الأزهري» أن من علماء الأزهر المشاركين في الحرب الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر والشيخ محمد الفحام والشيخ الشعراوى والعدوى، مشددًا على أنهم سجلوا صفحات ناصعة فى التأهيل النفسى من علماء الأزهر للجنود، مؤكدًا أن نصر أكتوبر تضافرت كل هيئات البلد على إنجازه على رأسهم القوات المسلحة.

 

الرسول يبشر بالنصر

قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل كان مهتما بإسهام الأزهريين في معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.


ولفت «هاشم»، إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود استعان في هذا الصدد بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وأنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش في شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه، نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيوني، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: «لا نريد أن نفطر إلا في الجنة!».

 

وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود، قبيل حرب رمضان المجيدة، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر، ثم لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

 

وتابع: وكانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافًا إليه طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التى تحتل جزءًا غاليًا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير.ولفت إلى أنه تطرق إلى تلك الواقعة د. محمود جامع أيضا فى كتابه: "كيف عرفتُ السادات؟"، إذ كتب قائلا: "لا ننسى أنه بشرنا بالنصر في أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام، وهو يرفع راية "الله أكبر" للجنود ولقوات أكتوبر".
 

منع تصدير البترول

يعتبر الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الراحل أول من اقترح منع تصدير البترول للعدو قبل حرب أكتوبر بـ6 سنوات، تولي مشيخة الأزهر بقرار جمهوري في 17 من ربيع الأول1384هـ/ 26 من يوليه 1964م خلفًا للإمام الشيخ محمود شلتوت.
 

ظل يباشر شئون منصبه خمس سنوات حتي عام 1969م، وهن فيها جسمه فطلب من المسئولين إعفاءه من منصبه فأعفوه ولزم بيته كان للشيخ نشاط ملحوظ في المجال الاجتماعي والسياسي، ظهر ذلك واضحًا فيما يلي: حرص على أن يبث في أنجاله حب التضحية والفداء منذ نشأتهم، فاستجابوا له.

وقدم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، خالص التهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورجال القوات المسلحة، وجموع الشعب المصري بمناسبة الذكرى الـ 48 لانتصارات حرب أكتوبر.


المؤسسات الدينية تتحدث عن حرب أكتوبر

وأكد الإمام الأكبر أن هذه الذكرى التي ضربت فيها قواتنا المسلحة الباسلة أروع الأمثلة في التضحية والبطولة من أجل استرداد أرضنا الغالية؛ ستظل تاريخًا للتعبير عن العزة والكرامة، وملحمة لتحرير الأرض والحفاظ عليها.

 

وجدد الإمام الأكبر، دعوته لجموع المصريين، لاستلهام معاني الإرادة والإصرار من انتصارات أكتوبر، ومواصلة العمل في سبيل بناء الوطن ورفعته، سائلًا المولى -عز وجل- أن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يحفظ مصر وجيشها وأهلها من كل مكروه وسوء، وأن يعيد علينا هذه الانتصارات بمزيد من الخير والرخاء والاستقرار.

 

روح العزة والكرامة

وفي ذات السياق، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا نفخر بجيل أكتوبر 1973م، هذا الجيل العظيم الذي سطر ملحمة عظيمة في الفداء والتضحية، ولنا أيضًا أن نفخر بجيل أكتوبر الجديد قاهر الإرهاب وصانع التنمية.

 

وأشار وزير الأوقاف، إلى أن ذلك الجيل الجديد الذي يسطر ملحمة أخرى في الفداء والتضحية والبناء والتعمير، ويقف على أعتاب الجمهورية الجديدة ، بكل ما تعنيه الكلمة من معان، في العلم، والفكر، والثقافة، والبناء والتعمير، من المدارس إلى الجامعات، إلى العاصمة الإدارية الجديدة، فالعلمين الجديدة، فالجلالة الجديدة، فالمنصورة الجديدة، فأسيوط الجديدة، وهكذا في سائر المدن الجديدة، وفي مجالات الصحة، والتعليم، والبنية التحتية.

 

ولفت الوزير إلى أن روح أكتوبر هي روح العزة والكرامة والنصر، هي روح العزيمة والإرادة والبسالة، هي رمز التضحية والفداء في سبيل الوطن، هي روح اعتزاز بجيل عظيم ضحى في سبيل وطنه، وانتماء لجيل يعمل لرقي وطنه.

 

أعظم آيات التكاتف والتلاحم

نوه الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة سطرت أعظم آيات التكاتف والتلاحم بين أفراد الشعب المصري وقواتنا المسلحة الأبيَّة حتى تحققت ملحمة النصر التي سجلها التاريخ فخرًا للأجيال المتعاقبة، وأنها ستظل هذه الذكرى درسًا عظيمًا يستفيد منه المحبون ويرتدع به من يريد الكيد لهذا الوطن.