الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الممرضة فلبينية ... جدل واسع داخل المغرب بسبب تصريح دبلوماسي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثارت تصريحات السفير الفليبيني لدى المغرب، مؤخرا، جدلا واسعا، بعد أن كشف أنه من بين ما جرى التداول فيه خلال اجتماع جمعه بمسئولين مغاربة بالرباط بداية أبريل الجاري هو إمكانية استقدام ممرضات فلبينيات للعمل في المغرب في المستقبل.

وقال ليزلي باجا، سفير الفليبين لدى الرباط، في حديثه لوكالة أنباء بلاده: “لقد فوجئت، أثناء أحد الاجتماعات، الأسبوع الماضي، حينما تم إخباري بأنه يمكن استقدام ممرضات فلبينيات للعمل في المغرب، موضحا: "يجب أن تكون هناك آلية، لأن القوانين في الوقت الحالي لا تسمح، إذا لم أكن مخطئا، للممرضات الأجنبيات بالعمل في المغرب"، قبل أن يستطرد: "لكن إذا فتحوا السوق فسيكون ذلك جيدا".

ولم تمر هذه التصريحات على مجموعة واسعة من المغاربة مرور الكرام، وذلك وفق ما نشرته صحيفة هسبريس المغربية، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد انقسمت الآراء حول إمكانية توظيف فلبينيات كممرضات في المستشفيات المغربية بين مؤيد ومعارض، كما خلقت نقاشا جادا في صفوف المهنيين.

في هذا السياق، قال مصطفى جعا، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للممرضين، إنه قد جرى بالفعل التداول في النقابة وبين المهنيين حول تصريحات السفير الفلبيني لدى المغرب، وشدد الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للممرضين، في حديثه لـ"هسبريس"، على أن موقف المكتب النقابي من هذا المقترح، على الرغم من عدم واقعيته، هو الرفض القاطع.

في المقابل، أشار الفاعل النقابي إلى أن هذه التصريحات تبقى مجرد كلام محدود، جاء في سياق تداول السفير الفليبيني مع مسؤولين مغاربة حول عقد اتفاق تعاون عمالي بشأن الفلبينيين العاملين في جميع التخصصات في المغرب، مبرزا أن القانون المغربي في الأصل لا يسمح للأجانب بمزاولة مهنة التمريض، وللقيام بذلك سيكون من الضروري تغيير قانون مزاولة التمريض 34.13.

وأكد جعا أن هذا المقترح في حال الدفع نحو تطبيقه، لن ينجح في المغرب لاعتبارات عديدة، من بينها عائق اللغة والتواصل واختلاف الثقافات، وتوفر الممرضين الفليبينيين في بلادهم على ظروف اشتغال أفضل من ظروف اشتغال المغاربة، إلى جانب تفضيلهم الدول الأنغلوساكسونية حيث يتحصلون على أجور مضاعفة لما يحصل عليه الممرضون في الفليبين والمغرب على حد سواء.

وذكر الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للممرضين بأن هذا المقترح نوقش في مناسبات عديدة في السابق، حيث طُرحت إمكانية استقدام الممرضين من هنغاريا ثم من السينيغال؛ لكن ذلك يتحقق لـ”عدم واقعيته”، داعيا إلى توفير مناصب الشغل للأعداد المتزايدة للممرضين الخريجين كل سنة في ظل المناصب المالية المحدودة المخصصة لهم وتحسين ظروف اشتغالهم من أجور وتحفيزات وتنظيم للمهنة.

وحسب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن 6 آلاف و200 من الطلاب الممرضين يجري تكوينهم برسم موسم 2022/2023 في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، على أن يرتفع هذا العدد إلى 7 آلاف في الموسم المقبل وإلى 9 آلاف في الموسم الذي يليه؛ ما يعني، وفق مصطفى جعا، أنه بعد سنتين من الآن “قد يواجه الخريجون بطالة واسعة في المغرب”.