الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد فخري يكتب: إحساسنا بالذات والهوية الاجتماعية

د. أحمد فخري
د. أحمد فخري

شاهدنا جميعاً التجمع الشعبي الهائل على مائدة الإفطار الجماعى للعام التاسع على التوالى فى حى المطرية ، احتفال جماعى يقام كل عام فى حى المطرية، حيث يجتمع أهالى المنطقة على مائدة واحدة لتناول وجبة الإفطار فى جو رمضانى ممتع، يذكرنا بلمة العيلة والأحباب والأصدقاء والجيران أيام الزمن الجميل.


لا شك أن كل عضو منا عضو مستقل له أهدافة وطموحاته الشخصية، ومع ضغوط وأحداث الحياة ومشاغلها ننسى أو نتناسى ،ومع ذلك فنحن أيضًا أعضاء في مجموعات - مجموعات تقيدنا وتوجهنا وتدعمنا، مثلما يؤثر كل واحد منا على المجموعة والأشخاص الموجودين في المجموعة، كذلك تقوم المجموعات بتغيير كل واحد منا. إن الانضمام إلى المجموعات يلبي حاجتنا إلى الانتماء ، واكتساب المعلومات والفهم من خلال المقارنة الاجتماعية، وتحديد إحساسنا بالذات والهوية الاجتماعية.


ويهتم علماء النفس بدراسة المجموعات لأن جميع الأنشطة البشرية تقريبًا - العمل والتعلم والعبادة والاسترخاء والأكل  واللعب وحتى النوم - تحدث في مجموعات. إن الفرد الوحيد المنقطع عن كل المجموعات أمر نادر الحدوث. يعيش معظمنا في مجموعات ، وهذه المجموعات لها تأثير عميق على أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا.


ودائماً ما نؤكد أن الجماعة خيراً من الفرد فى التعاون على حل المشكلات، واتخاذ القرارات الهامة، والإنتاج ، والتصنيع ، وإنجاز الأعمال والمهام الشاقة، وتوصيل المعلومات، وأداء الفنون الممتعة.


وبالرجوع إلى الحدث الشعبي الجماعى فى حى المطرية، نجد أنه حدث أظهر جوانب متعددة من جينات الشعب المصرى الموروثة جيل وراء جيل، حيث أكد لنا وللعالم أننا شعب متمسك بروح الجماعة شعب اجتماعى، يحافظ على هويته وثقافته الجماعية، شعب يظهر أفضل ما لديه عند الأزمات والشدائد.


فالبرغم من الأزمة الاقتصادية التى تسود العالم ومصر، إلا أنه صمم على الاستمرار على لم الشمل على مائدة الإفطار الجماعى الذى واظب عليها منذ تسع سنوات ، حتى يعكس صمودة وصلابته أمام أى أزمات تقف عقبة أمام مسيرته ووحدته، فى شكل جماعى، وهذا ما أثار شغف وفضول سفير كوريا الجنوبية للتعرف عن قرب على طبيعة ووحدة شعب مصر والتعرف على حضارتة المتوارثة عبر الأجيال وموروثة الثقافى الخلاق.


أثبتت الحكمة الشعبية وأكدت أهمية الوحدة والعمل الجماعى مدى نجاحها، وهنا نطرح بعض الأسئلة الهامة، هل آن الأوان أن نعمل سوياً ونرسخ لمفهوم العمل الجماعى؟ هل ننتظر مبادرات شبابية ووطنية لمفهوم العمل الجماعى على مستوى المشاريع الصغيرة والإنتاجية؟ هل نسعى لترسيخ مبدأ الاتحاد قوة والعمل الجماعى المشترك داخل مدراسنا وجامعتنا؟ 
أتمنى أن نرسخ لمفهوم العمل الجماعى النابع من الحكمه الشعبيه لأهالى حى المطرية.