EN 
تسعى مصر لانتاج الطاقة والكهرباء بالسبل النظيفة حفاظاً على البيئة وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، وشهد إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في مصر قفزة كبيرة خلال الـ8 سنوات الماضية، بالتزامن مع تنفيذ عدد من المشروعات العملاقة لتأمين الطلب والتصدير للخارج.
التحول من العجز والاستيراد إلى التصدير
نجح قطاع الطاقة في التحول من العجز والاستيراد إلى تحقيق طفرة في الإنتاج والتحول للتصدير، ضمن خطة لتحويل القاهرة لمركز إقليمي للطاقة.
يدعم إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في مصر تحول عجز الطاقة الكهربائية المولدة إلى احتياطي يبلغ أكثر من 13 ألف ميجاواط 2022، مقارنة بعجز قيمته 6 آلاف ميجاواط عام 2014، وفقًا للبيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وزادت قدرات توليد الكهرباء الأسمية خلال 8 سنوات بنسبة 141.8%، لتبلغ 59 ألف ميجاواط عام 2022، مقابل 24.4 ألف ميجاواط عام 2014.
وفي هذا السياق، ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماع اللجنة العليا للمجلس الوطني للتغيرات المناخية، بحضور عدد من الوزراء ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.
وخلال الاجتماع، استعرضت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، التقرير المُحدّث الأول للمساهمات المحددة وطنيًا، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار إصدار إعلان مشترك -خلال فعاليات قمة المناخ COP27- بين حكومات: مصر، وألمانيا والولايات المتحدة لتسريع تحول الطاقة في مصر.
زيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بنسبة 42%
أضافت الوزيرة أن الإعلان المشترك تضمن تقديم نسخة مُحدّثة من المساهمات الوطنية بحلول يونيو 2023 تتضمن زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء لتصل إلى 42% بحلول عام 2030 بدلاً من عام 2035.
وأوضحت أن الإعلان المشترك اشتمل أيضاً على تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي في قطاع الكهرباء، وبدء تطوير الهيدروجين الأخضر، ودراسة إمكانية وضع واعتماد استراتيجية طموحة طويلة الأجل لعام 2050 للوصول إلى مستهدفات الحياد الكربوني، كما تضمن الإعلان دعم محور الطاقة في برنامج "نوفي".
وعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد الإجراءات المتخذة بشأن شهادات خفض الانبعاثات الكربونية، مشيرة إلى أن مخرجات قمة المناخ الأخيرة في شرم الشيخ تضمنت وضع القواعد التشغيلية لبدء تنفيذ آليات المادة السادسة لاتفاق باريس المتعلقة بآليات الكربون، كما تم الإعلان عن إطلاق المنصة الطوعية لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية، وفي إطار تفعيل المنصة تم اتخاذ عدد من الإجراءات.
وأضافت: تضمنت هذه الإجراءات إصدار قرار رئيس الوزراء رقم 4664 لسنة 2022 بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون رأس المال، وتشكيل لجنة الإشراف والرقابة على شهادات خفض الانبعاثات، كما عُقد الاجتماع الأول للجنة الإشراف والرقابة بتاريخ 13 أبريل الجاري.
إنتاج مصر من الطاقة المتجددة
زاد إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة "الشمس– الرياح" نحو 7 أضعاف، لتصل إلى 10.4 ألف جيجا واط/ساعة في عام 2021/2022.
وارتفع جحم الاستثمارات في قطاع الكهرباء المصري بنسبة 413.2%، ليبلغ 62.1 مليار جنيه (2.03 مليار دولار) عام 2021/2022، مقابل 12.1 مليار جنيه (400 مليون دولار) عام 2013/2014.
وبلغ حجم استثمارات مشروعات إنتاج الكهرباء المنفّذة 355 مليار جنيه، وأبرز مشروعات الطاقة التقليدية المنفّذة، ومن بينها محطات الدورة المركبة العملاقة لتوليد الكهرباء، والتي نفّذتها شركة سيمنس الألمانية (البرلس - العاصمة الإدارية - بني سويف) بإجمالي قدرات 14400 ميجاواط.
وتشمل مشروعات الطاقة التقليدية محطات مشروعات الخطة العاجلة، وأبرزها محطة توليد كهرباء غرب أسيوط، ومحطة توليد كهرباء عتاقة، بقدرات 3636 ميجاواط وبتكلفة استثمارية 47 مليار جنيه، فضلًا عن تحويل 6 محطات غازيّة لتعمل بنظام الدورة المركبة.
مشروعات الطاقة المتجددة
برزت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في مصر، ومن بينها:
- مجمع بنبان للطاقة الشمسية، بتكلفة استثمارية أكثر من ملياري دولار، وتبلغ القدرة الإجمالية للمجمع 1465 ميجاواط، إذ يعدّ المجمع الأكبر بمكان واحد في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى جانب 3 محطات لإنتاج الكهرباء في جبل الزيت، بقدرات 580 ميجاواط، وتكلفة 580 مليون يورو (619.79 مليون دولار).
- ومشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، بقدرة 2400 ميجاواط، وتكلفة 2.7 مليار دولار، بجانب مشروعات الهيدروجين الأخضر، إذ وُقِّعَت 9 اتفاقيات إطارية باستثمارات أجنبية 85 مليار دولار في مجال الطاقة المتجددة خلال قمة المناخ كوب 27.
- ومحطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بخليج السويس، إذ تبلغ قيمة العقد الذي أُبرِم لتنفيذ المحطة 4.3 مليار جنيه، وبقدرة 250 ميغاواط، بالإضافة إلى محطة الضبعة النووية بقدرة 4800 ميغاواط، وبدأت أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى لمحطة الضبعة في يوليو/تموز 2022.
- ومشروعات الطاقة الشمسية تحت الإعداد وتشمل محطات شمسية وخلايا ضوئية بقدرة أكثر من 1170 ميجاواط، علاوة على مشروعات طاقة الرياح تحت التطوير في منطقة خليج السويس بطاقة 1700 ميجاواط.
مشروعات الربط الكهرباء
هناك عدة مشروعات ربط كهربائي بين مصر والعديد من الدول من بينها:
- يستهدف خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية الوصول إلى قدرة 3000 ميجاواط، بإجمالي استثمارات 1.8 مليار دولار.
- كما بلغت قدرة خط الربط الكهربائي بين مصر والأردن 450 ميجاواط، ويُستهدف الوصول إلى قدرة 2000 ميجاواط خلال المدة المقبلة.
- كما تصل قدرة مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسودان إلى 80 ميجاواط منذ بداية تشغيله في أبريل 2020، ومن المستهدف بلوغ قدرة خط الربط 300 ميجاواط بعد الانتهاء من تركيب المهمات الكهربائية اللازمة.
- تبلغ قدرة خط الربط الحالية بين مصر ليبيا 150 ميجاواط، والمستهدف 2000 ميجاواط، في حين اكتمل إنشاء الخط الكهربي برج العرب/مرسى مطروح جهد 500 ك.ف لاستفادة منه بتدعيم الربط المصري/الليبي.
- بجانب ذلك يستهدف الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان، الوصول إلى قدرة 3000 ميغاواط، وتجري دراسة السيناريوهات المختلفة لاختيار الأنسب منها فنيًا واقتصاديًا لتنفيذ خط الربط.
اقتصاد متوازن في إطار التنمية المستدامة
من جانبها قالت النائبة إيلاريا سمير حارص، إن الدولة تستهدف بناء اقتصاد ومتوازن في إطار التنمية المستدامة، تلعب فيه الطاقة المتجددة دورا محوريا، بما يحقق رؤية مصر 2030 لتعزيز جهود التصدي للتغير المناخي وتحقيق استدامة الطاقة.
وأضافت “حارص”، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء لتصل إلى 42% بحلول عام 2030 بدلاً من عام 2035، يؤكد الرؤية الوطنية والمستقبلية التي تتمتع بها مصر بشأن مشكلة الطاقة، والتي سيتمدد منها مشاكل كبرى في المستقبل.
ونوهت عضو مجلس النواب، بأن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبح لديها رؤية استباقية لكافة الأمور، ومن هذا المنطلق كانت هناك توجيهات بحل مشكلة الكهرباء والطاقة في البلاد، حلاً جذريًا والتوسع في إنشاء المحطات العملاقة، وتعزيز وزيادة وتيرة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
وأكدت أن الدولة تبذل جهودا مكثفة لتقليل استهلاك الغاز الطبيعي محليا، من أجل العمل على توفير كميات أكبر للتصدير إلى الخارج وتعزيز فرص تصديرية جديدة للاستفادة من ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة من السوق العالمية، بما يساعد في توفير العملة الصعبة.
