الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شوفت جنازته في المنام.. والد الطالب المتوفي بالسودان: بحث عن العلاج ولم يجده

الطالب المصري صابر
الطالب المصري صابر نصر الدين شهيد العلم بالسودان

صابر نصر الدين سيد ابن قرية ديروط الشريف بمركز ديروط في أسيوط كان حلمه بسيط أن يلتحق بكلية طب الأسنان ولكن تبخر الحلم بعد حصوله على مجموع 67% بالثانوية العامة ولكن كان للقدر كلمته أن يبحث في الجامعات الخاصة عن حلمه حتى أن التحق بكلية طب الأسنان بجامعة سودانية لتكون المحطة الأخيرة في حياته ويتوفي في مسكنه بعيدا عن والديه وأشقاءه ويدفن في الأراضي السودانية بعد أن فشل في إعادة جثمانه إلى مسقط رأسه بسبب الأحداث التي تشهدها السودان .. التفاصيل الكاملة يسردها والده لـ " موقع صدى البلد " .

قال نصر الدين سيد والد شهيد العلم : ابني كان من المتفوقين ولكن مع تغيير نظام امتحانات الثانوية العامة فوجئنا بحصوله على 67% في الشهادة الثانوية العامة والذي أصابه بحزن شديد ورفض تناول الطعام أو الخروج من غرفته خاصة وان حلمه كان دخول كلية طب الأسنان بإحدى الجامعات المصرية وتبخر الحلم بسبب مجموعه وحاولت إقناعه بدخول جامعة خاصة ودراسة الطب الطبيعي ولكنه كان يرغب في دراسة طب الأسنان وكان دائما يقول لي " حلمي يا بابا أكون دكتور أسنان " .

وتابع: عندما رأيت حزن ابني قمت بالتقديم له في إحدى الجامعات الخاصة بالسودان بمساعدة تلميذي الذي كان يدرس هناك أيضا وقمت بدفع رسوم العام 4500 دولار وسافر ابني يوم 6 فبراير الماضي وقبل سفره أثناء استقلاله السيارة قلبي انقبض فطلبت منه أن احضنه قبل السفر وقمت بضمه لحضني لم أكن ادري وقتها أن هذا حضن الوداع وسافرت معه والدته إلى مطار القاهرة لاستقلال الطائرة إلى السودان ووصل إلى زملائه من محافظات الدقهلية وكفر الشيخ يدرسون أيضا هناك وظل معهم في السكن حتى أول شهر رمضان منحتهم الكلية إجازة فطلبت منه العودة ليقضي شهر رمضان معنا فرفض وقال لي " أنا لسه واصل السودان من شهر وعندي امتحانات يوم 6 مايو وعايز أجيب تقدير " .
واستكمل : خلال حديثه معي قال لي " بابا مش عايزك تزعل مني أنا جبت كرتونه بلح بـ 3000 جنيه سوداني " فقلت له بمزاح " أنا بجمع ليك الفلوس بالعافية اللي يبكشش يبكشش من جيبه " فرد عليه " جيبي وجيبك واحد والوضع صعب في السودان " قلت له دعيلك يا ابني الحمد لله عرفت اربي .


وأضاف : يوم 2 رمضان قال لي يا بابا عايز افطر معاكم افتح لايف فيديو علشان أنا لوحدي في السكن ونفطر مع بعض لان ده أول رمضان افطر بعيد عنكم وبالفعل فتحنا لايف وفطرنا مع بعض وبعدها قال لي انه سوف يذهب للإقامة مع تلميذي أحمد ناصر اللي كان بيدرس هناك أيضا باقي شهر رمضان لأنه كان يقيم وحده بعد عودة زملائه في السكن وذهب بالفعل وصباح يوم العيد قامت والدته بتصوير أشقاءه بملابس العيد وإرسال الصور له ليشاركهم فرحة العيد .


وتابع : بعد الظهر يوم العيد اتصل عليه زميله أحمد ناصر قال لي " صابر " جسمه سخن جدا " فقلت له حلول بكل الطرق عمل كمادات له حتى تنخفض درجة حرارته وقالي لي " مش قادر اخرج من السكن بسبب الأحداث وعندما حاولت الخروج قوات الدعم السريع في السودان اخذوا مني التليفون و100 دولار كانت معي كنت رايح أجيب بها علاج "فطلبت منه أن يحاول علاجه بالطب المنزلي وبعد ساعات اتصل عليه مرة أخرى وقال لي الحرارة مش بتنخفض لدرجة دخوله في هلوسة " فحاولت طمأنته وقلت له ده نتيجة السخونة وطلبت منه أن يضع له كمادات وحتى أصحاب المنزل مصريين قاموا بنقله إلى شقتهم وحاولوا التغلب على ارتفاع درجة حرارته بوضع كمادات وانخفضت حرارته ولكن عاودت في الارتفاع مرة أخرى .


وقال نصر الدين سيد  والد الطالب المصري المتوفى في السودان : زميله عندما وجد حرارته ترتفع مرة أخرى حمله على كتفه لمسافة 3 كليو متر حتى أن وصل به إلى سكن أخر لدى طالب زميله من محافظة الدقهلية يدرس هناك أيضا واستطاع أن يشتري له علاج وبعدها نام ودرجة حرارة جسمه انخفضت وطلبت منه أن يستريح بسبب الإرهاق الشديد الذي تعرض له طول فترة البحث عن علاج لابني ونقله من مكان لمكان واتصلت عليه الساعة 10 مساء يوم العيد للاطمئنان عليهم فقال أحمد لي انه لسه نايم وعنده معاد علاج فطلبت منه إيقاظه حتى يأخذ العلاج وقام بإرسال صور ليه أثناء نومه على السرير انهرت في البكاء خوفا عليه وفوضت أمري لله وقمت لصلاة الفجر وطلبت من الله أن أرى بشارة تطمئني عليه خاصة وان قلبي كان مقبوض لأنني رأيت في منام في منتصف شهر رمضان زوجتي كان بيدها " قنديل ذرة شامية تقوم بتفصيصه وإلقاءه في حفره وقلت لها في المنام حد يعمل في النعمة كدا " ونمت بعد صلاة الفجر ورأيت في منامي عمل سرادق عزاء أمام منزلي وشقيقي والجيران يجلسون في السرادق " استيقظت قلبي مقبوض وقولت ابني مات قبل أن يتصل بي زميله وفي حوالي الساعة السابعة من صباح ثاني يوم العيد اتصل بي زميله قبل أن يتحدث معي قلت له " صابر مات يا أحمد " قال يا أستاذ نصر متقولش كدا هو مش بيرد عليه ويده باردة فطلبت منه أن يضع أذنه على قلبه ليسمع نبضات القلب فقال لي لا يوجد نبض خالص فقلت له مات يا أحمد أنا شفته مات.
واستكمل : بعد أن تأكدت من وفاته بدأت في التواصل مع المسئولين في مصر لنقل جثمانه حتى يدفن في بلده ووجدت تعاطف منهم لكن لم يكن هناك حل بسبب الأحداث الجارية في السودان وعجزنا عن نقل جثمانه وقام زملائه في السودان بإقامة صلاة الجنازة على جثمانه ودفنه هناك    


جدير بالذكر أن رابطة الطلاب المصريين بالسودان، أعلنت يوم الأحد الماضي وفاة الطالب المصري صابر نصر الدين، الدارس في كلية طب الأسنان بجامعة السودان العالمي، وذلك نتيجة لهبوط حاد في الدورة الدموية مما أدى إلى وفاته.

IMG-20230426-WA0031_edit_31858779566492
IMG-20230426-WA0031_edit_31858779566492
IMG-20230426-WA0057
IMG-20230426-WA0057
IMG-20230426-WA0044_edit_31848493118056
IMG-20230426-WA0044_edit_31848493118056
IMG-20230426-WA0041
IMG-20230426-WA0041
IMG-20230426-WA0035
IMG-20230426-WA0035
IMG-20230426-WA0042
IMG-20230426-WA0042
IMG-20230426-WA0032
IMG-20230426-WA0032
IMG-20230426-WA0028
IMG-20230426-WA0028
IMG_20230426_164538
IMG_20230426_164538
IMG_20230426_164401
IMG_20230426_164401
IMG_20230426_164111
IMG_20230426_164111
IMG_20230426_164103
IMG_20230426_164103