الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متعدد المواهب.. ذكرى رحيل ليوناردو دافنشي أشهر رسامي العالم |نوستالجيا

ليوناردو دافنشي
ليوناردو دافنشي

يوافق اليوم الثاني من مايو، ذكرى رحيل الفنان والمخترع الإيطالي ليوناردو دافنشي، الذي يُعّد واحدًا من أعظم المبدعين في عصر النهضة الأوروبية.

 

وُلّد ليوناردو دافنشي في الخامس عشر من أبريل عام 1452، لأبوَيْن غير متزوِجيْن قانونيًا، وعاش خلال عصر النهضة، وكان معروفًا بإنجازاته العلمية واختراعاته، كما يقال إنه والد العمارة وعلم الحفريات، ويعتبره الكثيرون أعظم رسام في التاريخ، لكن ما بقي الإ القليل من لوحاته.

 


طفولته وتعليمه 

 

قضى ليوناردو طفولته في منزل والدته في قرية أنشيانو، وفي عام 1457 انتقل إلى منزل العائلة في بلدة فينشي، وتم تعليم بشكل غير رسمي اللغة اللاتينية والهندسة والرياضيات، فيما تزوج والده أربع مرات، وأنجب 12  من الإخوة غير الأشقاء ل ليوناردو، و كانوا يصغرونه بسنوات عديدة؛ فلم يكن منسجم معهم بشكل كافي.

 


محطات في حياته 

 

تلقى ليوناردو عمولة شخصية في يناير 1478 لرسم مذبح كنيسة "سانت برنارد" في قصر "فيكيو"، مما يشير إلى استقلاله عن ورشة "فيروكيو" حينها، فيما أسند إليه رسم «عشق المجوس» في مارس 1481، ولم ينتهي منها. 

 

عشق المجوس

 

وفي عام 1482 صنع ليوناردو «آلة وترية فضية، وجمجمة حصان، وقرن كبش»، وأحضرها إلى "سفورزا" ، وكتب خطابًا يصف نجاحاته ومهاراته في مجالات متنوعة مثل الهندسة وتصميم الأسلحة.

 

 

العشاء الأخير

عمل ليوناردو في ميلانو من عام 1482 إلى عام 1499، وتم تكليفه برسم «عذراء الصخور» و «العشاء الأخير».

 وفي ربيع عام 1485، زار ليوناردو مملكة المجر نيابة عن سفورزا، والتقى بالملك "ماتياس كورفينوس"، و شارك سفورزا في العديد من المشاريع ، بما في ذلك إعداد العوامات والمواكب للمناسبات الخاصة وإعداد الرسومات والنقوش الخشبية. 

 

 

عذراء الصخور

برفقة مساعده “سالاي” وصديقه عالم الرياضيات "لوكا باتشي ولي"، فر ليوناردو من ميلانو إلى البندقية، بعد أن سقطت ميلان في أيدي الفرنسيين في بداية الحرب الإيطالية الثانية. كما عمل بالبندقية كمهندس ومصمم عسكري، حيث ابتكر طرقًا للدفاع ضد الهجمات البحرية.

 

وفي عام 1495  كلَّفه "لودفيكو" حاكم ميلان برسم لوحة "العشاء الأخير"، على الجدار الخلفي لقاعة الطعام في دير "سانتا ماريا ديل غرازي" في ميلانو, والتي استغرقت 3 سنوات لإنجازها. كما ساهم  في تصميم قبة ميلانو، بنحت تمثال برونزي طوله 16 قدم لوالده مؤسس السلالة الحاكمة "فرانشيسكو سفورزا"، عمِل دافنشي لاثني عشر عاماً مع طلابه على المشروع ونحت تمثالًا من الطين بالحجم الطبيعي قبل أن يتوقف المشروع بسبب الحاجة للبرونز لصناعة المدافع خلال الحرب مع فرنسا، وبعد اجتياح القوات الفرنسية لميلانو عام 1499 فرَّ دافنشي مع العائلة الحاكمة من المدينة، وعاد إلى فلورنسا عام 1500، وأقام مع عائلته كضيف على رهبان دير "سانت سيما أنونزياتا"، ويقول "فاساري" إن ليوناردو رسم «مادونا والطفل» مع «القديسة آن» و «القديسة يوحنا المعمدان» خلال هذه الفترة، وتوافد الصغار والكبار على رؤيتها "وكأنها مهرجان عظيم".

 

فيما عمل دافنشي لفترة قصيرة بين عامي 1502 و 1503، كمهندس حربي لدى "سيزار بورجيا"، وخلال عام 1503 كُلٍّف برسم لوحة جدارية في قصر الحاكم "فيشيو"؛ لتخليد إحدى المعارك، وكان مخططًا أن تكون بضعف حجم العشاء الأخير، إلا أنه تخلى عن المشروع بعد عامين، بعد أن بدأت اللوحة تتلف قبل إنهائها.

 

الموناليزا.. أشهر أعمال دافنشي 

 

الموناليزا 

بدأ دافنشي في عام 1503 مشروع لوحته الأشهر على الإطلاق، "الموناليزا" التي تمثل ابتسامة غامضة لامرأة رسمها بتقنيه المبتكر بعدما حاول كثيرًا التقاط ابتسامتها، وزاد من سحر اللوحة الغموض الذي أحاط ببطلتها التي كثُرت التكهنات والروايات حولها.

لكن الرواية الأكثر منطقية، كانت لأحد المؤرخين الذي قال إن اللوحة ل"ليزا دي جوكندو"، زوجة تاجر حرير فلورنسي، ويدعم الاسم  الإيطالي للوحة الموناليزا –"لا جوكندا"–  هذه النظرية، ويقول المؤرخ إن اللوحة كانت احتفالًا بقرب ولادة مولود التاجر، وهو ما يعني أن زوجته كانت في حملها أثناء رسم اللوحة.

 

اعتبر دافنشي لوحة الموناليزا عمله المستمر،  وسعى دائمًا  إلى أن تكون خالية من أي عيب، وتوجد الموناليزا  حاليًا في متحف "اللوفر" خلف زجاج مضاد للرصاص، وتعتبر من الكنوز الوطنية، ويراها ملايين الزوار.


اختراعاته


برع ليوناردو دافنشي خلال حياته في مجال الهندسة؛ باستخدم ذات المنهج العقلاني والتحليلي الذي اتبعه في دراسة علم تشريح جسم الإنسان، حيث قام بدراسة وتصميم عدد مذهل من الآلات والأدوات، من بينها: «مظلة الهبوط، الطائرة المروحية، الساعة المائية "المنبّه المائي"، المركبة القتالية "الدبابة"، معدات الغوص»، ووضع  مخططات لعددٍ من الآلات الحديثة مثل: «لاقط الطاقة الشمسية، والآلة الحاسبة، وبعض الآلات الموسيقية».

جانب من مخترعات ليوناردو دافنشي 

 

ولم يُنفذ من هذه الاختراعات في زمنه إلا قسم قليل؛ نظراً للإمكانيات المحدودة وقتها، كما يمتلك دافنشي اكتشافات كبيرة في علم التشريح والهندسة والجيولوجيا والبصريات وجريان الموائع.

 

وفاته 

 

رحل ليوناردو دافنشي في الثاني من مايو عام 1519، في “كلو لوسي”، عن عمر ناهز 67 عامًا، وتم دفنه في كنيسة "سانت فلورنتين الجماعية" في قلعة "أمبواز" بفرنسا.