الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المدينة الخالدة .. أساطير كثيرة عن تأسيس روما بين الحقيقة والأسطورة

روما
روما

تأسيس مدينة روما حدثٌ تاريخي هام لا يزال قيد الدراسة، تنقسم المعلومات المتاحة عنه إلى أساطير ضاربة في القِدم، وأبحاثٍ أثرية حديثة.


وفقا للأسطورة ، تأسست روما القديمة في 21 أبريل عام 753 قبل الميلاد، من قِبل اثنين من الإخوة،  وأنصاف آلهة ، رومولوس و ريموس، وتدًعي الأسطورة أنه خلال النقاش حول من سيحكم المدينة (أو  في نسخة أخرى، حول أين ستقع  المدينة)، قتل رومولوس ريموس وأطلق على المدينة اسمه، و هذه هي القصة الأكثر شهرة حول إنشاء المدينة، لكنها ليست الوحيدة.

وفي أسطورة أخرى ، سُميت المدينة على اسم امرأة - سافرت روما مع الآلهة إينيسس، والناجين الآخرين من مدينة طروادة بعد سقوطها،  وعندما رسوا على ضفاف نهر التيبر، اعترضت روما والنساء عندما أراد الرجال المغادرة، وقادت النساء عندما تم تدمير أسطول طروادة وتقطعت بهن السُبل  فيما يخص المكان الذي سيتم تأسيس روما فيه. يظهر حصان إينياس الطروادي في هذه الأسطورة ، وبشكل أكثر شهرة في ملحمة الإينيادة لفيرجيل مؤسس روما، وسلف رومولوس وريموس، وربط روما بعظمة طروادة، التي تمتعت بها من قبل.

ومع ذلك ، تشير نظريات أخرى حول اسم المدينة الشهيرة إلى أنها جاءت من الاسم القديم لنهر التيبر  (رومون)، والذي يشير إلى مركز تجاري صغير تم إنشاؤه على ضفاف النهر ، أو ربما كان الاسم هو اسم إحدى المستوطنات الأترورية.

نتائج متغيرة 

رغم قدم الأساطير المدونة عن تأسيس روما الأول، إلا أن أقدمها كتبت بعد مئات السنين من الظهور  الفعلي للمدينة، ولذلك فإنَّ الاعتماد عليها غير ممكن، أما المسوحات الآثارية فإن نتائجها تتغيَّر باستمرار مع حدوث الاكتشافات الجديدة. اختلق الرومان حكاية إسطورية طويلة و معقدة عن أصل مدينتهم، و اتحدت هذه الحكاية مع كتابات "ليفيوس" وأشعار "ورغيليوس" و"أوفيد" التي أُلِفت خلال عهد الإمبراطور أغسطس، وبمرور الزمن  دمجت  النصوص القديمة مع وتحولت إلى أسطورة موحَّدة أكثر تفصيلًا.

 وتعتمد بحوث المؤرخين والآثاريِّين الحديثة في إحدى جوانبها على الأسطورة القديمة، وبعض المصادر المكتوبة، كما أنها تعتمد على ما تم اكتشافه خلال المسوحات 


الأسطورة الموحدة 

 

وجرى تدريجياً دمج هذه النصوص القديمة مع وتحويلها إلى أسطورة موحدة أكثر تفصيلًا،  وتعتمد بحوث المؤرخين والآثاريِين الحديثة في جانبٍ منها على تلك الأسطورة القديمة وعلى مصادر مكتوبة أخرى، كما أنها تعتمد على ما تم اكتشافه خلال المسوحات الأثرية الكثيرة من آثار قديمة، وهي لا زالت تحاول إعادة بناء الأحداث الحقيقيَّة لتأسيس روما، وبحسب البحوث والدراسات فإنَّ جزءًا ما من أسطورة تأسيس المدينة يحمل أصلاً من الحقيقة.