الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منال الشرقاوي تكتب: الفن المصري لا يعرف حدودًا أو قيود

صدى البلد

الموسيقى المصرية تعبر عن تاريخ عريق وحضارة عظيمة، وتحمل بين نغماتها أصداء وعبق الماضي وأمال المستقبل، حيث يحتل الفن في مصر مكانة مرموقة يصل صداها إلى جميع أنحاء العالم ، فالتراث الغنائي المصري يعود إلى آلاف السنين، فهو يروي قصة حضارة عريقة ويحمل في داخله أصداء أجدادنا وهو مصدر إلهام للعديد من الفنانين والموسيقيين في جميع أنحاء العالم. 

ويعتبر الغناء في مصر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي، فمصر هي مهد الفن والثقافة في الشرق الأوسط ، وتعود بدايات الغناء في مصر إلى فترة ما قبل التاريخ، حيث كانت الأغاني وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس، كما كانت تستخدم في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية. ومع تطور الحضارة المصرية القديمة، تم ابتكار آلات موسيقية مختلفة، مثل العود والكمان والناي والطبل، وأصبح الغناء جزءًا مهمًا من الثقافة المصرية القديمة.

ومنذ ذلك الحين، ازداد الاهتمام بالغناء في مصر، وظهر العديد من الأسماء الشهيرة في عالم الغناء المصري. ومع مرور الوقت، تطور الغناء المصري وتنوعت أنماطه، حيث أصبح للموسيقى الشعبية والفن الموسيقي والأغاني الدينية دور كبير في المشهد الغنائي المصري، وأضحت جزءًا أساسيًا من حياة الناس في مصر، حيث يتم تقديمها في العديد من المناسبات الاجتماعية، مثل الأفراح والمناسبات الدينية والثقافية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإرث الغنائي القديم لم يقتصر على الجيل الأكبر، بل يستمر في إلهام وتأثير الفنانين الشباب والجيل الجديد، ويساهم في تشكيل الهوية الثقافية للشعب المصري، فهو يعتبر جزءًا أساسيًا من الثقافة المصرية المعاصرة، حيث يقدم الفنانون الشباب أعمالًا فنية متنوعة تتناسب مع أذواق الجمهور المصري والعربي عمومًا. ويستخدم العديد من الفنانين التكنولوجيا الحديثة في إنتاج الموسيقى، مثل الإيقاعات الإلكترونية والتأثيرات الصوتية المختلفة، ويتعاونون مع موسيقيين ومؤلفين موسيقيين لإنتاج أغان ذات جودة عالية.

إن الفن في مصر ليس مجرد ترفيه، بل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ والهوية الوطنية للشعب المصري، ويمثل تعبيرًا عن المشاعر والأحاسيس . "الفن المصري يروي قصة حضارة عريقة، ويحمل في داخله أصداء أجدادنا، فلنحافظ عليه وندعم الإبداع"

ويبقى السؤال ، كيف يمكننا الحفاظ على التراث الغنائي والموسيقي المصري؟

البداية تكون بالتوعية والتثقيف،فيجب توعية الناس بأهمية الحفاظ على التراث الغنائي المصري وتثقيفهم بالأساليب الغنائية القديمة والأغاني الشعبية المصرية المميزة، وذلك عن طريق الأنشطة الثقافية والفنية والتعليمية التي تشمل المدارس والجامعات والمتاحف والمراكز الثقافية، وعلينا الاهتمام بالتعليم الموسيقي وتعزيزه، عن طريق توفير الفرص التعليمية المناسبة للشباب الذين يهتمون بتعلم العزف على الآلات الموسيقية والغناء، وتشجيعهم على الإبداع والإنتاج الفني، من أجل الحفاظ على التراث الغنائي المصري.

ومن الضروري أيضاً الحفاظ على الأرشيف الموسيقي، وذلك من خلال تجميع وتوثيق وحفظ التسجيلات الصوتية والمرئية والمكتوبة والتي تتضمن الأغاني الشعبية المصرية القديمة والحديثة والموسيقى الكلاسيكية." تراث الموسيقى المصرية إيقاعات تحاكي التاريخ وتنبض بالحاضر".

ولذا علينا دعم وتشجيع الفنانين والموسيقيين المحليين الذين يحافظون على التراث الغنائي المصري ويعملون على تطويره وتجديده، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي والإعلامي والفني والتشجيع على إنتاج الأعمال الفنية التي تحمل روح وطابع التراث الغنائي المصري.

وإذا كنا نسعى للتطورفيجب إدماج التراث الغنائي المصري في الثقافة الحديثة وذلك من خلال العمل على تطوير الأغاني الشعبية والموسيقى الكلاسيكية بأساليب حديثة ومبتكرة تتناسب مع ذوق الجمهور الحديث. 

"فلنجعل إيقاعات الماضي تلتقي بنغمات الحاضر، وتخلق سيمفونية فنية تروي تاريخنا وتحمل آمال مستقبلنا."

وأكرر ما بدأت به "تعزيز الوعي الثقافي لدى المصريين" وحثهم على الاهتمام بالثقافة المصرية، فتراثنا نحن أحق من غيرنا بأن نرعاه ونهتم به، وذلك من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية التي تعرض الأغاني المصرية والموسيقى القديمة، وتقديمها بطريقة تحافظ على التراث الغنائي المصري، والحفاظ على التراث الغنائي المصري يحتاج إلى جهود متعددة من المجتمع، بما في ذلك الحكومة، المؤسسات الثقافية والفنية، الفنانين، الموسيقيين، الجمهور وغيرهم، بتعزيز الوعي الثقافي وتعزيز الاهتمام بالتراث الغنائي المصري وتشجيع الإبداع والإنتاج الفني.
وفي النهاية، دعونا نترك بصمة فنية تروي قصة حضارتنا وتحمل رسالة جميلة وملهمة للأجيال القادمة. فلنستمر في إبداعاتنا الفنية وتحقيق أحلامنا، ولنحرص على الحفاظ على تراثنا وتطويره، حتى نبقى دائماً على قمة الإبداع والتميز. فالفن المصري لا يعرف الحدود ولا القيود، وهو دائماً يحمل الأمل والفرح والحب في قلوبنا. 

"إنه فن يحمل في طياته تاريخاً عريقاً، وروحاً فنية متجددة، فالموسيقى المصرية القديمة هي تراث الأجداد وإرث الأجيال، ومع كل نغمة تنبض بالحياة، نستشعر جمالاً لا ينضب وإبداعاً لا يفنى."