الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحوار الوطني| أسباب ظاهرة الدروس الخصوصية.. وخبراء التعليم: الحل في عودة الطلاب للمدراس ومراقبة أداء المعلمين

صدى البلد

خبراء التعليم: 

  • الدولة ووزارة التعليم اتخذت العديد من الطرق لمواجهة الدروس الخصوصية
  • إتاحة منصات تعليمية للطلاب يقلل لجوء الطلاب لمراكز الدروس الخصوصية
  • يجب على أولياء الأمور  تشجيع أبنائهم على الالتزام بالحضور المدرسي
  • إعداد الطلاب بمراكز الدروس الخصوصية  يفوق المدرسة 
  • التدريب المستمر للمعلمين يقضي بالتدريج على الدروس الخصوصية

 

انطلقت جلسات الحوار الوطني حيث كانت افتتاحية الجلسات يوم الأربعاء الماضي، حيث كان قد كلَف الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أبريل 2022، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، المؤتمر الوطني للشباب، والذي يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة مسجلة له قبل بدء جلسة الحوار الوطني إنه يتطلع أن يجنى الحوار رؤى واضحة لصالح الوطن، وانه لديه يقين راسخ بأن أمتنا المصرية، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التي تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم في كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وأن مصرنا الغالية، تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها في مقدمة الأمم والدول.

ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع المشاركين في جلسات الحوار الوطني إلي ضرورة اقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها وأن يكون الحوار شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات.

الحوار الوطنى 

ومن المنتظر أن يفتح الحوار الوطني مناقشة واسعة في العديد من الملفات في 3 محاور وهي "سياسية - اجتماعية - اقتصادية"، حيث تم تشكيل عدد من اللجان داخل كل محور تختص بمناقشة موضوعات محددة، وتجمع جميع أطراف الموضوع، لوضع الرؤى والحلول، واستشراف معوقات التنفيذ، ومحاولة تذليلها، ثم عرض الحلول والتوصيات بعد انتهاء الجلسات على الرئيس السيسي لاتخاذ إجراء.

يبدأ الحوار الوطني جلساته المختلفة  في توقيت مهم جدا للبحث عن حلول غير تقليدية في ظروف غير طبيعية محليا وعالميا، وتولى  جلسات الحوار الوطني اهتماما كبيرا بقطاع التعليم بمختلف مراحلة سواء الأساسية أو الجامعية حيث تم تقسيم المحور الاجتماعي إلى 6 لجان فرعية والتي كان من ضمنها التعليم والبحث العلمي، وتناقش لجنة التعليم والبحث العلمي داخل الحوار الوطني قضية هامة للغاية ألا وهي قضية الدروس الخصوصية.

وقالت ميرفت عويس الخبيرة التربوية، أن مشكلة الدروس الخصوصية مشكلة كبيرة وأننا دائما ما نتحدث عنها ولكن لا نستطيع أن نجد لها نهاية وأنها قد ثقافه متشعبة فكر الشعب المصري، على الرغم من أننا اتخذنا أساليب عديدة لمحاربتها ومواجهتها والدولة وضعت جهود كبير في القضاء عليها وعلى العاملين بها حيث قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم باتخاذ العديد من الإجراءات لمواجهة الظاهرة خاصة بعد انتشار بعض السلوكيات الغير مناسبة لعادات وتقاليد المجتمع المصري داخل مراكز الدروس الخصوصية ومن قبل المنشغلين بها.

أسباب انتشار الدروس الخصوصية

وصرحت عويس في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أننا يجب علينا في البداية تحديد أسباب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، والتي جاءت على مدار سنوات طويلة تركت تلك المشكلات وأدت إلي توغل تلك الظاهرة بشكل كبير في المجتمع المصري حتى أصبحت سرطان، ولذلك فإن معالجتها بالتأكيد سوف يستغرق بعض الوقت حتى نستطيع أن نتعافي منه، وأن من أسباب انتشار الظاهرة هو وجود كثافات كبيرة داخل بعض المدارس الأمر الذي يعيق المعلم والطالب من التركيز والحصول علي المعلومة بشكل كامل، حيث أن العدد الكبير يحرم كلآ من الطالب والمعلم من التواصل مع الآخر بشكل فعال، من الأسباب التي أدت إلي انتشار الدروس الخصوصية هو ضعف رواتب المعلمين الأمر الذي يعتقده المعلم مبررا لفرض وإجبار الطلاب على الدروس الخصوصية.

مراكز الدروس الخصوصية

وأضافت إلي أن من انتشار الدروس الخصوصية قلة عدد المعلمين في المدارس، بالإضافة أيضا إلى عدم تمتعهم بالمهارات الجديدة ومواكبتها لطرق التدريس الحديثة والتي أصبح التكنولوجيا عنصر رئيسي بها، بإضافة أيضا إلي صعوبة المناهج وضعف التأسيس عند الطلاب تدفعهم إلي طلب الدروس الخصوصية وجميع هذه العوامل متشابكة تؤدي إلى زيادة الطلب على الدروس الخصوصية.

إجراءات القضاء على الدروس الخصوصية

وأكدت ميرفت عويس الخبيرة التربوية، على أن الدولة المصرية ووزارة التربية والتعليم اتخذت العديد من الإجراءات لمواجهة الدروس الخصوصية، أولها كان التوسع في إنشاء المدارس لتقليل الكثافات الطلابية داخل الفصول حيث نحرص على أن يكون التواصل بين الطالب والمعلم فعال، بإضافة إلي العمل علي حل مشكلات المعلمين، والعمل على زيادة عدد المعلمين عن طريق مسابقة تعيين المعلمين والتي انطلقت بتوجيهات من الرئيس لزيادة عدد المعلمين في المدارس، بإضافة إلي أن الوزارة تقوم بتقديم تدريب للمعلمين بصورة مجانية وعلى منصات الوزارة عبر الإنترنت حتي تكسب المعلم مهارات جديدة وتطلعه على أحدث طرق التدريس الفعالة.

وتتابع أن وزارة التربية والتعليم  ضمن خطتها لمحاربة الدروس الخصوصية قامت بتوفير عدد كبير من المنصات التعليمية التي يمكن أن يستفيد منها الطالب سواء في المدرسة أو في المنزل وفي أي وقت، وأن تلك المنصات تقدم شرح متميز للمقررات الدراسية وفق طرق التعليم الحديثة التي تعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين وتغني الطالب تماما عن الدروس الخصوصية.

وترى الخبيرة التربوية أننا علينا أن إذا أردنا التخلص من ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية فعلينا أن نعيد الطالب إلى المدرسة مرة أخرى حيث أن جميع الطلاب أصبحوا الآن لا يذهبون إلى المدارس واخذت السناتر التعليمة مكان المدرسة وعلى الرغم من أن مراكز الدروس الخصوصية يكون كثافة الطلاب بها أكبر من المدرسة ولكن يتهافت عليها الطلاب وولي الأمر لأن السنتر بيه انضباط ينقص المدرسة حيث أن مدارسنا أصبحت تفتقر إلي ذلك الدور ولم يعد الطالب يهاب المدرسة كما كنا قديما على الرغم من جهود وزارة التربية والتعليم التأكيد على ضرورة عودة الطالب المدرسة وعمل العديد من الأنشطة داخل المدارس لجذب الطالب وتفعيل طرق للعقاب لمنع الغياب لإ أن غياب الطالب عن المدرسة هو من أهم وأكبر أسباب انتشار الدروس الخصوصية.

مشيرة إلى أن تفعيل دور المدرسة من الأمور المهمة التي يجب على الوزارة التأكيد عليها، وأن التفعيل يتم من خلال المتابعة المستمرة والاهتمام برصد وتسجيل الغياب أول بأول واتخاذ إجراءات قوية تجاه المخالفين لذلك، وأنه يجب جعل المدرسة مكانا جذابا بتكثيف الأنشطة المدرسية والتطوير مهارات التعلم الذاتي لدى الطلاب بإضافة إلي انتقاء المعلمين المسئولين عن الشرح في المدارس ومحاسبة المقصرين.

الدروس الخصوصية

ومن جانبه يرى الدكتور علاء الجندي، الخبير التربوي والمدرس المعتمد بوزارة التربية والتعليم، أن من أسباب الدروس الخصوصية يقصر على النظرة التي تكون عند الطالب وولي الأمر حول مفهوم النجاح في التعليم المصري وأنه يقتصر على الدرجات فقط وليست مسألة تعلم وتربية وبات الأمر مسابقة تحصيل أرقام، لا علاقة لها بالواقع.

وصرح الجندي  في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن من الأسباب الكبيرة في انتشار الدروس الخصوصية هو مشكلة غياب الطلاب عن المدرسة وأنها تعد من من أهم المشكلات التربوية وأنها تسببت في اعتماد الطلاب على مراكز الدروس الخصوصية، والتي أصبحت بمثابة مدرسة موازية، وأتعجب من هذا الأمر لأنه فى أغلب السناتر تكون أعداد الطلاب فى الحصة أكبر بكثير منها داخل الفصل المدرسين، مشيرا إلي أن المشتغلين بالدروس الخصوصية بدأ بعضهم في اللجوء إلى أساليب غير تربوية وتتعارض مع الذوق العام من أجل استقطاب الطلاب والحصول على الشعبية والانتشار وبعيدة كل البعد عن النواتج التعليمية المستهدف تحقيقها فى ضوء المشروع القومي لتطوير التعليم تحت رؤية مصر 2030، معلين بذلك المنفعة المادية ووضعها فوق أي اعتبارات أخرى تربوية .

وأشار إلى أن هناك معلمين داخل مراكز الدروس الخصوصية يعملون فى مهنة التدريس وهم ليسوا بمعلمين ويفتقدون إلى معرفة وفهم الأهداف التربوية والتعليمة التي يجب أن نعطيها للطلاب، وما هي نواتج التعليم التى نهدف إلى قياسها، لذلك نراهم يلجأون إلى استخدام مشاهير مطربين مشاهير السوشيال ميديا للترويج لأنفسهم واستقطاب أكبر قدر من الطلاب، وأن كثيرا من هؤلاء المشاهير لا يرتقوا أن يكونوا قدوة نربي أبناءنا عليها، وهذا الأمر الأساسي الذي يجعل الطلاب يقبلون عليهم وينصرفون عن المدرسة.

وتابع، أن الوزارة أدركت هذا الخطر، وقامت بإتخاذ إجراءات عديدة لمحاربة هذا الأمر وقامت بعمل مجموعات مدرسية والعمل علي تحسينها عن طريق وزيادة مدتها وترك الحرية للطلاب اختيار المعلم المناسب له، وقامت بعمل اختبارات شهرية حتي تحرص على أن يحضرها الطلاب وتعيدهم إلى المدرسة مرة وفرض الإنضباط وقياس تحقيق نواتج التعليم الذي نهدف إلي قياسه.

واستطرد الدكتور علاء الجندي، الخبير التربوي، إلى أنه يجب على أولياء الأمور مساندة الوزارة في الإجراءات التي يتم اتخاذها لمحاربة الدروس الخصوصية وأن يكون هناك حالة من التفاهم ما بين الطرفين، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على توفير مصادر التعلم لجميع الطلاب بشكل مجاني ، لتكون بديلا مجانيا ومضمونا عن الدروس الخصوصية، وأن هناك عددا من المنصات التعليمية التي توفر للطلاب مصادر تعلم إضافية إلى جانب كتاب المدرسة التقليدي.

بينما يقول الدكتور محسن فراج الخبير التربوي والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن الدروس الخصوصية أصبحت مرض في المجتمع، وأن الوزارة تعمل دائما على الحد منها في ظل سعي الوزارة لتطوير المنظومة التعليمية بدأت من المناهج وصولا للمعلم.

وأشار إلي أن من أكبر أسباب انتشار الدروس الخصوصية هو غياب الطالب عن المدرسة مشيرا إلي أن المدارس ليست مهمتها العلم فقط بل هي تربي وتعلم العديد من المهارات المختلفة قبل التعليم وأن المعلم هو من درب على ذلك و يعي أهمية التربية و تطوير المهارات قبل العلم.