الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكراه.. مصطفى صادق الرافعي| معجزة الأدب العربي

مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق الرافعي

يصادف اليوم العاشر من مايو ذكرى وفاة مصطفى صادق الرافعي، المُلقب بمعجزة الأدب العربي، صاحب العزيمة القوية، الذي عاصر كبار الشعراء، وتحول بذكاء وحكمة من كتابة الشعر إلى النثر.  

وُلد مصطفى الرافعي في يناير عام 1880، في بهتيم بمحافظة القليوبية، وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة «المحافظين» وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي.

تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجرًا تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم  بمحافظة القليوبية.

 

نشأته 

 

دخل الرافعي المدرسة الابتدائية في دمنهور حيث كان والده قاضيا بها، وحصل على الشهادة الإبتدائية بتفوق، ثم أصيب بمرض يقال أنه التيفود، وخرج من هذا المرض مُصابًا في أذنيه، واشتد به المرض حتى فقد سمعه نهائيًا في الثلاثين من عمره.

لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامي على أكثر من الشهادة الابتدائية، مثله مثل العقاد في تعليمه، فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية. كذلك كان الرافعي صاحب عاهة دائمة هي فقدان السمع، ومع ذلك فقد كان الرافعي من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وتعلم على يد والده وكان أكثر عمل عائلته في القضاء، وكان الرافعي كاتبًا ومقدرًا ماليًا لرسوم القضايا والعقود في محكمة طلخا. 

 

حياته 

 

لم يستمر الرافعي طويلًا في ميدان الشعر، فقد انصرف عنه إلى الكتابة النثرية لأنه وجدها أطوع. وأمام ظاهرة انصرافه عن الشعر، يتبين أنه كان على حق في هذا الموقف؛ فعلى الرغم مما أنجزه في هذا الميدان الأدبي من نجاح، ورغم أنه استطاع أن يلفت الأنظار، إلا أنه في الواقع لم يكن يستطيع أن يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره، وخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.

ولعل الرافعي هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربي التقليدي، فقد كان يقول: «إن في الشعر العربي قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه»؛ وهذه القيود هي الوزن والقافية، وكانت وقفة الرافعي ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل. 

ميادين الرافعي 

 

الميدان الأول الذي انتقل إليه الرافعي، الذي كان مقيدًا بالوزن والقافية، هو ميدان  «النثر الشعري الحر» في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره. 

أما الميدان الثاني الذي خرج إليه الرافعي فهو ميدان «الدراسات الأدبية»، وأهمها كان كتابه عن تاريخ آداب العرب، وهو كتاب بالغ القيمة، ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث، لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1911.

ثم كتب الرافعي بعد ذلك كتابه  «تحت راية القرآن»، وفيه يتحدث عن إعجاز القرآن، ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم «في الشعر الجاهلي».

يأتي الميدان الأخير الذي تجلت فيه عبقرية الرافعي وهو مجال المقال الذي أخلص له في الجزء الأخير من حياته وأبدع، وهذه المقالات جمعها الرافعي في كتابه «وحي القلم». 

 

مؤلفاته 

 

ديوان «الرافعي» في ثلاثة أجزاء، وقدم لكل جزء منها بمقدمة في معاني الشعر تدل على مذهبه ونهجه، وصدرت طبعته الأولى بين عامي1903،1906.

ديوان «النظرات»،  ديوان شعري صدرت طبعته الأولى عام 1908.

كتاب «ملكة الإنشاء»، وهو كتاب مدرسي يحتوي على نماذج أدبية من إنشائه، أعدّ أكثر موضوعاته وتهيأ لإصداره في سنة 1907، ونشر منه بعض النماذج في ديوان النظرات، فيما ضاعت أصوله.


«تاريخ آداب العرب»، وله ثلاثة أجزاء، صدرت طبعته الأولى في جزءين عام 1911، وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان في عام 1940، ويراه أكثر الأدباء كتاب الرافعي الذي لا يعرفونه إلا به.

«إعجاز القرآن والبلاغة النبوية»، وهو الجزء الثاني من كتابه «تاريخ آداب العرب»، وقد صدرت طبعته الأولى باسم «إعجاز القرآن والبلاغة النبوية»، عام 1928.

«حديث القمر»، أول ما أصدر الرافعي في أدب الإنشاء، وهو أسلوب رمزي في الحب تغٌلُب عليه الصنعة، أنشأه بعد رحلته إلى لبنان في سنة 1912 حيث التقى لأول مرة بالآنسة الأديبة "ماري يني".

«المساكين»،  سطور في بعض المعاني الإنسانية ألهمه إياها بعض ما كان في مصر من أثر الحرب العامة، صدرت طبعته الأولى عام 1917.

نشيد سعد باشا زغلول، وهو كتيّب صغير عن نشيده «اسلمي يا مصر»، الذي أهداه إلى سعد زغلول في سنة 1923،

«رسائل الأحزان»، وهو كتاب أنشأه في سنة 1924، يتحدث فيه عن شيء مما كان بينه وبين فلانة، على شكل رسائل يزعم أنه من صديق يبثّه ذات صدره.


«السحاب الأحمر»، وهو الجزء الثاني من قصة حب فلانة بعد القطيعة، صدر بعد رسائل الأحزان بأشهر.


«تحت راية القرآن»، مقالات الأدب العربي في الجامعة، والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين،  وصدر في عام 1926.

«على السفود»، وهو رد على عباس محمود العقاد.

 

وفاته 

 

تُوفي  مصطفى صادق الرافعي في العاشر من مايو  عام 1937، عن عُمر ناهز 57 عامًا.