EN 
في مهمة للوصول إلى القمر، تفاجأ الروبوت الياباني "the Hakuto-R Moon" بوجود فوهة بركان على السطح، مما أدى إلى اصطدامه بالأرض بسرعة كبيرة.
كان من المقرر أن يهبط الروبوت على سطح القمر بعد 15 دقيقة من بدء الهبوط على سرعة 120 كيلومتر في الساعة، ولكن تحديثًا متأخرًا في برنامج المهمة أدى إلى نفاد الوقود اللازم للحفاظ على سرعة المركبة، مما أدى إلى اصطدامها بالسطح بعد اكتشاف الفوهة البركانية.
القمر يخدع روبوت
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يتميز الروبوت بالقدرة على القيادة الذاتية، حيث يستخدم جهازين لتحديد موقعه وهما وحدة القياس بالقصور الذاتي وجهاز تحديد المدى بالليزر.
وقد أدرك المهندسون بعد التحليل اللاحق للمهمة وجود تعارض بين هذين المصدرين للمعلومات، وتبين أن الارتفاع المقدر فوق القمر والمسافة التي أبلغ عنها جهاز تحديد المدى بالليزر تختلف بمقدار 3.1 ميل، مما أدى إلى توجيه برنامج الروبوت لتجاهل جهاز تحديد المدى في حالة وجود تباين.
يذكر أن "the Hakuto-R Moon" هو روبوت مخصص للهبوط على سطح القمر، تم بناؤه من قبل شركة ispace اليابانية، ويستخدم في عدة مهام تتضمن البحث عن المياه والموارد الأخرى على سطح القمر.
ويعد هذا الحادث تحذيرًا بشأن أهمية التخطيط الدقيق والتحكم المناسب في المهام الفضائية، وضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق أهداف البحث الفضائي بأمان ونجاح.
خسائر فادحة لشركة اي سبيس
لكن في الوقت نفسه، تعرضت شركة ispace اليابانية لخسائر مالية بقيمة 100 مليون ين ياباني (حوالي 711000 دولار) بعد فشل مهمة هبوط الروبوت Hakuto-R Moon على سطح القمر. وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فقد تم اتخاذ قرار نقل موقع الهبوط من سهل مسطح على سطح القمر إلى فوهة أطلس في اللحظة الأخيرة، مما أدى إلى عدم توقع البرنامج للتضاريس المحددة لموقع الهبوط واصطدام الروبوت بالسطح.
وتساءل هذه الواقعة تساؤلات حول جودة التخطيط والتحكم المناسب في المهام الفضائية، وضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق أهداف البحث الفضائي بأمان ونجاح.
وأوضح كبير مسؤولي التكنولوجيا في ispace، ريو أوجي، أن المشكلة جاءت من قرار نقل موقع الهبوط المستهدف في اللحظة الأخيرة، وعدم احتساب التضاريس المحددة للموقع الجديد في برنامج المهمة.
وأضاف أن عمليات المحاكاة المصممة للاختبار على برنامج المسبار لم تأخذ في الاعتبار التضاريس المحددة لموقع الهبوط، مما أدى إلى القياساتذتها المتضاربة والفشل في الهبوط.
وبالرغم من هذه الخسائر المالية، إلا أن الشركة تتطلع للمستقبل وتخطط لمحاولتين أخريين للوصول إلى القمر، واحدة في العام المقبل باستخدام مركبة هبوط تعتمد على تصميم Hakuto-R، وأخرى في عام 2025 بالتعاون مع شركة Draper Labs الأمريكية، والتي تملك عقداً لتوصيل الأجهزة العلمية إلى القمر لحساب ناسا.
ويعتبر هذا الحادث تحذيرًا لأهمية التخطيط الدقيق والتحكم المناسب في المهام الفضائية، وضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق أهداف البحث الفضائي بأمان ونجاح.
