الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة لافروف إلى كينيا.. ماذا تريد روسيا وأوكرانيا من دول القارة الأفريقية

لافروف
لافروف

تحاول روسيا وأوكرانيا زيادة نفوذهما داخل القارة الأفريقية في ظل الصراع القائم بينهما حاليا، وظهر ذلك من خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى كينيا عقب رحلة قام بها إلى القارة السمراء الأسبوع الماضي نظيره الأوكراني دميترو كوليبا شملت إثيوبيا ورواندا.

وزار لافروف مرتين افريقيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا في نهاية فبراير 2022 خلال جولات على عدة دول، وتسعى روسيا للحصول على الدعم خصوصا في إفريقيا حيث تحاول فرض نفسها بديلا من القوى الاستعمارية السابقة، الأوروبية خصوصا.

وزير الخارجية الروسى

ماذا تريد موسكو من أفريقيا

ووصل وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أول أمس الاثنين، فى زيارة عمل إلى العاصمة الكينية نيروبى فى إطار جولة إفريقية، وذلك في رابع زيارة يقوم بها للقارة الإفريقية خلال عام وذلك وفقاً لما ذكرته قناة روسيا اليوم الإخبارية.

وتعد هذه رابع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسي للقارة الإفريقية خلال عام، فقد زار في يوليو الماضي مصر وأوغندا وجمهورية الكونغو ثم عقب ذلك توجه إلى جنوب إفريقيا وإسواتيني وأنجولا وإريتريا ومالي وموريتانيا .

ومن المقرر أن تستضيف مدينة سان بطرسبورج الروسية في يوليو 2023 القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي.

وكانت قد أعلنت السلطات الكينية، ان نيروبي ستعزز علاقاتها التجارية مع روسيا وذلك خلال زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وكرر الرئيس الكيني وليام روتو "موقف كينيا الثابت بشأن احترام سيادة أراضي دول أعضاء، كما هو وارد في ميثاق الأمم المتحدة"، وأكد وليام روتو في بيان نشر في ختام اللقاء مع وزير الخارجية الروسي أن نيروبي "تدعو الى حل النزاع بطريقة محترمة للطرفين".

وعبر الرئيس الكيني أيضا عن أسفه لأن العلاقات التجارية بين نيروبي وموسكو ضعيفة رغم "القدرات الهائلة" معلنا عن توقيع اتفاق تجاري، بحسب البيان، لكن بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.

صدّرت كينيا بضائع بقيمة 55 مليون دولار الى روسيا في 2022 مقابل 266 مليون دولار للواردات بحسب أحدث ارقام للحكومة الكينية، وشدد روتو أيضا على أن تكون افريقيا ممثلة في مجلس الأمن الدولي حيث تشغل روسيا أحد المقاعد الدائمة الخمسة.

وزير الخارجية الأوكراني

أوكرانيا والتقرب من إفريقيا 

زيارة وزير الخارجية الأوكراني عدداً من الدول الأفريقية، للترويج لصيغة السلام التي وضعها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفتح آفاق جديدة للبلاد، قال وزير الخارجية الأوكراني ميترو كوليبا، إن العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع قارة إفريقيا توفر فرصا جديدة للتعاون.

وأضاف كوليبا: "نحن بحاجة إلى دعم إفريقيا على الساحة الدولية، كما أن إفريقيا تعتبر فرصة اقتصادية.. نريد أن تقوم المزيد من الشركات الأوكرانية بتصدير منتجاتها إلى إفريقيا، وكسب المال، وبالتالي إعادتها إلى أوكرانيا وخلق فرص عمل.. هناك فرص كبيرة هنا.. هذا هو تطوير الاتصالات، نحن نعمل على ضمان وجود المزيد من الطلاب الأفارقة في أوكرانيا بعد الحرب".

كما دعا كوليبا الأسبوع الماضي بعض الدول الإفريقية إلى التخلي عن مواقفها المحايدة بشأن الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في أوكرانيا، وأعلن مسعى كييف لتكثيف علاقاتها مع القارة، وقال كوليبا في مؤتمر صحفي في أديس أبابا، مقر الاتحاد الإفريقي "نتحدث مع أصدقائنا الأفارقة، ونحاول أن نشرح لهم أن الحياد ليس الحل".

وفي إثيوبيا حيث مقر الاتحاد الأفريقي دعا كوليبا، دولا أفريقية إلى دعم بلاده في أزمتها الحالية، ودعا كوليبا موزمبيق - صفتها دولة تشغل حاليًا مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي - للانضمام إلى تنفيذ صيغة السلام، وأعلن عن نية بلاده لفتح سفارات أفريقية جديدة، وتنظيم أول قمة مع دول القارة.

وامتنع 22 بلدا من أصل 54 عضوا في الاتحاد الإفريقي عن التصويت أو لم يشارك في التصويت على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى انسحاب روسيا من أوكرانيا، وصوّت بلدان هما إريتريا ومالي ضد القرار.

جدير بالذكر أنه كان قد أكد وزير الدفاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، رامو كلود بيرو، أن بلاده تجري مباحثات مع موسكو بشأن بناء قاعدة عسكرية روسية على أراضيها، لافتا إلى أن المحادثات متواصلة.

جنوب أفريقيا وروسيا

جنوب أفريقيا وموسكو

وبحسب اسوشتيد برس، فقد  تركز المزيد من الاهتمام على علاقة جنوب إفريقيا بموسكو، حيث إن هناك مخاوف واضحة في الغرب من أن الاقتصاد الأكثر تقدمًا في إفريقيا يتماشى مع روسيا، ويجذب البلدان النامية الأخرى معها في وقت تتصاعد فيه التوترات العالمية.

وظهرت هذه المخاوف إلى العلن في وقت سابق من هذا الشهر عندما دعا السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا إلى مؤتمر صحفي في بريتوريا، واتهم الدولة بتزويد روسيا بالأسلحة لحربها في أوكرانيا.

ونفت حكومة جنوب إفريقيا هذه المزاعم، لكن زيارة سفينة شحن روسية إلى أعلى قاعدة بحرية في جنوب إفريقيا بالقرب من كيب تاون في ديسمبر قيد التحقيق.

في حين أن جنوب إفريقيا لم تعلن بعد موقفها الرسمي فيما يتعلق بمذكرة توقيف بوتين، قالت وزارة خارجيتها، اليوم الثلاثاء، إن أولئك الذين يسافرون لحضور اجتماع الخميس لوزراء خارجية دول البريكس والقادة الذين يحضرون القمة الرئيسية في غضون ثلاثة أشهر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كلايسون مونييلا، في إشارة غير مباشرة إلى بوتين، إن الامتيازات "لا تلغي أي مذكرة قد تكون أصدرتها أي محكمة دولية ضد أي شخص حضر المؤتمر".

وهذا يعني أن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ستظل سارية إذا زار بوتين في أغسطس، حتى لو كان من غير المرجح أن تعتقله جنوب إفريقيا.

يلتقي وزيرا الخارجية الروسي والصيني مع نظرائهما من الكتلة الاقتصادية لـ"مجموعة بريكس" في جنوب إفريقيا، الخميس المقبل، تمهيدا لقمة أكبر لزعماء الدول النامية في جنوب إفريقيا في أغسطس المقبل، والتي يعقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واقترحت جنوب إفريقيا، إذا قرر السفر لحضور قمة البريكس التي تعقد يومي 22 و 24 أغسطس لرئيسية في جوهانسبرج، على الرغم من أنها ملزمة بالقيام بذلك بصفتها أحد الموقعين على معاهدة روما الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية.

أفريقيا ووقف إطلاق النار

وأعلنت جنوب إفريقيا، في 16 مايو 2023 عن خطة مقترحة لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، المستمر منذ 15 شهرا.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، إن نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وافقا على استقبال بعثة من زعماء أفارقة، لبحث خطة سلام المقترحة لحل الصراع.

وأضاف خلال إفادة صحفية مقتضبة مع رئيس وزراء سنغافورة: "أظهرت مناقشاتي مع الزعيمين استعدادهما لاستقبال الزعماء الأفارقة وإجراء مناقشة حول سبل إنهاء هذا الصراع".

وتابع راموفوزا: "ستتوقف فرص نجاح هذا على المناقشات التي ستُجرى"، معتبرا أن "التكهن بنتائجها أمر صعب".

وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش جرى إطلاعه على المبادرة، التي "يدعمها عدد من الرؤساء الأفارقة، من بينهم رؤساء السنغال وأوغندا ومصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا".

ولم يكشف رئيس جنوب إفريقيا عن تفاصيل الخطة علنا، لكن موقف أوكرانيا المعلن هو أن أي اتفاق سلام لا بد أن يرتكز على انسحاب جميع القوات الروسية من أراضيها.

وقال فينسنت ماغوينيا، المتحدث باسم رئاسة جنوب أفريقيا، إن المبادرة تتطلع إلى وقف القتال ووضع إطار عمل لسلام دائم.

ويقود المبادرة الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي العام الماضي، ومن المتوقع توجه بعثة السلام إلى موسكو وكييف مطلع يونيو.

وتقول جنوب إفريقيا، التي تعد من أقرب حلفاء موسكو في القارة، إنها محايدة، وامتنعت عن التصويت على قرارات للأمم المتحدة تتعلق بالحرب.