الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماريان جرجس تكتب: أفراح الوطن العربي

ماريان جرجس
ماريان جرجس

كانت الساحة الدولية تقتصر على الأفراح والأحداث الملكية الغربية فقط، فكان العالم يتابع حفل زفاف أو تتويج في إنجلترا أو أوروبا  فحسب، ولم تتجه أنظار العالم إلى العالم العربي في مثل تلك الأحداث، ولكن جاءت أجواء الأفراح والبهجة هذا العام من الأردن ؛ المملكة الهاشمية، بشكل يدعو للفخر ويضع أقدام الوطن العربي على الساحة الدولية  وخاصة على الصعيد الاجتماعي.


ومنذ أيام تابعنا حفل زفاف ولى عهد الأردن والذي اتسم بالرقى والأناقة والبساطة والفخامة البسيطة.
هو ليس حفلا بهيجًا داخل الوطن العربي فحسب، ولكن  لديه أصداء كثيرة جدًا ورسائل عديدة ، فمثل تلك الأحداث تقدم صورة رائعة عن الوطن العربي أمام العالم  وتساويه بنظيره الغربي، فكما هم يقدمون ثقافتهم وتقاليدهم ، نحن نقدم أيضًا ثقافتنا وتقاليدنا لتشكل صورة عن الوطن العربي مختلفة وجديدة.


فإنتاج السياسية وما تفرزه من مواقف لا يتوقف فقط على تلك الشعارات العصماء والمواقف السياسية التي تتُخذ داخل أروقة مجلس الأمن وجامعة الدولة العربية والقمم العربية والغربية ولكن إنتاج السياسية أيضًا يشمل كيف نصدر للعالم صورة الاجتماعيات في  الوطن العربي، الحياة الاجتماعية المتوسطة المتزنة ليست المتطرفة وليست المتبرجة، بل التي تتميز بالوسطية والأصول والتقاليد ، من المهم جدًا أن تتشكل صورة الوطن العربي في ذهن المواطن الغربي، لنثبت أننا موجودون ! أننا متقدمون، أننا أصحاب ثقافة، فضلا عن المكاسب الثانوية الأخرى لمثل تلك الإحداث ، مثل توطيد العلاقات بين الدول العربية بعضها البعض ، زيادة السياحة ، نشر أجواء الفرح في البلدان العربية ، تحصين العقل والوعي العربي من التطرف والشرذمة ، فأي دولة تمتلك حياة اجتماعية صحية وسوية ومتزنة ، فهي تمتلك مصلا ضد التطرف والإرهاب ، فالإرهاب لا يبدأ بحمل السلاح بل ينتهي به ، فالإنسان لا يحمل السلاح إلا أذا تمرد على حياته ورأى في مجتمعه ما يلزم أن يحمل سلاحا ويحارب شعبه وأهله ودولته ظنا منه أنهم في حاجة إلى تقويم سلوكهم !

 

ولا سيما أن تلك الأحداث البهيجة تلقى بمنتهى الإيجابية على اقتصاد الدولة وجذب الاستثمار  لأنها علامة على استقرار تلك الدولة التي استطاعت إقامة زفافا بهذا الحجم وبهذا الشكل الأنيق والراقى واستضافت ملوك وزعماء ورؤساء ووفود من كل أنحاء العالم.


حان الوقت أن يكون للوطن العربي شخصية عربية مثل الغرب وهُوية اجتماعية تميّزه ، فالعالم في فترة تشكيل جديدة للموازين وهنا يأتي الوقت المناسب كي يضع الوطن العربي أقدامه وثقله وموارده وثقافته وهوُيته بمنتهى النديّة الصحية أمام الغرب ، لنكتفي بدور التابع والمستهلك ويصبح الوطن العربي مكونًا فاعلا عالميا.


فشكرًا للأردن الشقيق على هذا الزفاف الراقي الأنيق البهيج الذي هفهفت رياحه العربية على العالم.