الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر تسمية أعلى قمة في العالم لجبل إيفرست باسم المسّاح چورچ إيفرست

جورج إيفرست
جورج إيفرست

يصادف في مثل هذا اليوم ميلاد المسّاح الويلزي، الذي سمي جبل إيفرست باسمه، تيمنًا به چورچ إيڤرست في ٤ يوليو ١٧٩٠م.

كان السير (جورج إيفرست) أعظم مساح خرائط في التاريخ البريطاني، ففي عام 1823 تولى منصب المشرف على المسح في الهند، ثم حصل على منصب مساح عام للهند بعد سبع سنوات. 

حصل (إيفرست) على شرف فريد نظراً لخرائطه متناهية الدقة للهند، وهذا الشرف هو تسمية جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم، تيمنا به.

يعود اهتمام (إيفرست) بالمسح إلى أيامه في المدرسة العسكرية في إنجلترا، حيث تفوق الشاب في تدريبه الهندسي وبدأ في جولةٍ لسبع سنوات في البنغال من 1806 إلى 1813، وفي عام 1814 انتقل إلى جزر الهند الشرقية الهولندية حيث ساعد في إكمال المسح المثلثي لجزيرة (جافا) الأندونيسية لمدة عامين، ولكنه عاد بعد ذلك إلى الهند في عام 1818 حيث قضى السنوات الـ25 القادمة في مساعدة البريطانيين لإعداد خريطة لشبه القارة بأكملها.

وسرعان ما أصبح مساحاً عاماً للهند في عام 1830 ما سمح له بالحصول على المزيد من الموارد لمواصلة مسح البلد على مستوى أوسع.

أخذ (إيفرست) قياسات دقيقة لهذا البلد واسع المساحة الذي يتميز بتنوع مناخي كبير جعل المساحين يشقون طريقهم عبر الغابات الكثيفة والصحاري الجافة، وفي إحدى المرات مرض (إيفرست) فتوقفت عملية المسح تماما إلى أن تعافى وعاد إلى وظيفته.

لم يكن (إيفرست) مجرد مساح بل كان مخترعاً، وقام بإدخال العديد من التحسينات على معدات المسح باعتباره مهندساً، حيث عملت فرقه على إجراء قياسات دقيقة من جبال الهيمالايا على طول الطريق إلى الطرف الجنوبي من شبه القارة الهندية، وهو إنجاز مذهل بالنظر إلى أنه أجري عن طريق أخذ قياسات على الأرض دون مساعدة من أشعة الليزر عالية التقنية أو الأقمار الصناعية أو الصور الجوية، وكانت عمليات المسح تجري بواسطة أداة المزواة البدائية قبل أن يعمد (إيفرست) إلى تطوير وتحسين هذه الأجهزة.

كان (إيفرست) أيضا غاية في الدقة، فلم يترك أي منطقة حتى يتأكد من حصوله على قراءات وبيانات دقيقة عنها، فساعدت بذلك معلوماته في إعداد الخرائط الأكثر دقة للهند.

تسمية جبل إيفرست باسم چورچ إيفرست

تقاعد (إيفرست) من منصبه كعقيد في الجيش في سنة 1843، ونتيجة لعمله الشاق تمت تسمية جبل إيفرست تيمنا به في عام 1856 حين اكتشف عالم رياضياتٍ كان يعمل على مشروع ”المسح المثلثي العظيم“ في الهند يدعى (رادهاناث سيخدار) أن قمة الجبل كانت أعلى قمة في العالم في عام 1852، وأرسل النتائج التي توصل إليها إلى (أندرو سكوت) الذي خلف (إيفرست) كمسّاح عام.

بعد أربع سنوات لاحقة، قرر (أندرو سكوت) تسمية أعلى قمة في العالم تيمنا بـ(إيفرست)، وكان ذلك نابعا عن شعوره بأنه أقل ما يمكن فعله لشكر وتقدير المجهودات الجبارة التي بذلها الرجل في سبيل الإشراف على مسح شبه القارة الهندية برمتها.

أصبح جبل إيفرست هو الاسم الإنجليزي لأعلى قمة في العالم، على الرغم من أن السكان المحليين كانوا يسمونه بإسم آخر من قبل، حيث كان يسمى بـ(تشومولونغما) من قِبل التبتيين و(ساجارماثا) من قبل النيباليين وأخيراً صار للإنجليز اسم له، على الرغم من أن (إيفرست) نفسه عارض الأمر.

بعد خمس سنوات من تسمية جبل (إيفرست)، تم تقليد (جورج إيفرست) لقب ”فارس“ من الملكة (فيكتوريا) نفسها شكرا وعرفانا لكل ما قدمه لأجل بريطانيا، وبعد خمس سنوات أخرى، أي في عام 1866، توفي (إيفرست) في إنجلترا بعد حياة مُرضية اختتمت بموت هادئ.


-