يعتقد كثيرون أن الفارق بين الصيدلي والعامل داخل الصيدلية هي مقدرته على قراءة الروشتة المعقربة التي يكتبها بعض الأطباء، إلا أن هذا غير صحيح، فلا يصح أبدا أن يقضي الصيدلي أكثر من نصف ساعة في محاولة قراءة روشتة، ما يجعله قد يخطئ ويصرف للمريض دواء آخر.
تعميم الروشتة الطبية الإلكترونية
وفي هذا الصدد، تقدمت الدكتورة حنان حسني يشار، عضو مجلس النواب، بطلب إبداء اقتراح برغبة، إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، لإلغاء روشتة الأطباء التقليدية "المكتوبة" وتعميم الروشتة الطبية الرقمية على جميع الأطباء في مصر.
وقالت النائبة، في مقترحها: "ونحن في طريقنا نحو الرقمنة والذي قطعنا فيه شوطًا كبيرًا، يجب أن تصل الرقمنة إلى القطاع الطبي في مصر، ومن ثم آن الأوان لإلغاء الروشتة المكتوبة بخط اليد والاعتماد بدلًا منها على الروشتة الإلكترونية".
وكشفت أن الكتابة المشوهة للأدوية على الروشتة الطبية التقليدية، قد تؤدي إلى خطأ جسيم بأن يعطي الصيدلي دواءً مختلفًا للمريض، مع وجود آلاف الأنواع من الأدوية، بخاصة إذا كان هناك ضغط في العمل أو صيدلي صغير غير متمرس، فيضع نفسه والطبيب أيضا في مسئولية خطيرة في هذه الحالة، لافتة إلى أن الروشتة المطبوعة إلكترونيًا تضمن تفادي صرف أدوية خاطئة وتحافظ أكثر على حياة المريض.
طوق نجاة من خط الأطباء
وأضافت أن الروشتة تُعد أولى خطوات العلاج، غير أنها قد تصبح كارثة تهدد حياة المريض، إذا كانت مكتوبة بخط سيئ وتعثر الصيدلى في قراءتها أو تشابهت عليه الأحرف فصرف دواءً للمريض غير الذي يقصده الطبيب، فإذًا الحل الجذري يكون بالروشتة المطبوعة إلكترونيًا، واستندت إلى دراسة صادرة عن المعهد الوطني لكلية الطب والأطباء في الولايات المتحدة؛ فإن الأخطاء الناتجة عن صرف روشتات الأدوية المكتوبة بخط اليد من أطباء، بشكل غير مفهوم، تتسبب في وفاة نحو 7 آلاف شخص سنويًا في أمريكا، كما أن نحو نصف مليون شخص يعانون إصابات سنوية بسبب الدواء الخطأ.
ويقول الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إن "الروشتة المطبوعة إلكترونيًا" تعد فكرة جيدة، مشيرًا إلى أن كثير من الأطباء مُرحبين بتطبيق هذه الفكرة، ولفت إلى أن "الروشتة المطبوعة إلكترونيًا" تساعد في بناء قاعدة بيانات كاملة عن كل المرضى.
وأضاف حسين لـ "صدى البلد"، أن الروشتة "المطبوعة إلكترونيًا" تحمي المريض من الخطأ، وتحمي الصيدلي من الوقوع في الخطأ جراء عدم معرفة قراءة خط الطبيب، معتبرًا أن الروشتة المطبوعة إلكترونيًا حماية للمنظومة كلها.
وأوضح حسين، أن الروشتة المطبوعة إلكترونيًا تم تطبيقها في دول الخليج والأردن، مشيرًا إلى أن تطبيق هذه الروشتة في مصر يتطلب تعاون ثلاث جهات هم "قطاع العلاج الحر بوزارة الصحة ونقابة الأطباء ونقابة الصيادلة".
سرعة فهم الصيدلي الصحيح للأدوية
من جانبه، قال الدكتور خالد أمين، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إن مقترح الروشتة الإلكترونية يعد أمر جيد ولكنه ليس محل اهتمام في الفترة الحالية، وذلك بسبب عدم قدرة جميع الأطباء على توفير الأجهزة الخاصة بكتابة تلك الروشتة الإلكترونية، وعلى رأسها عيادات الأقاليم.
وأضاف أمين لـ "صدى البلد"، أن الروشتة الإلكترونية إن لم يكن هناك ضوابط لها، ستكون سبب التهرب في حال حدوث أزمة أو مشكلة ناتجة عن أخذ دواء غير مطابق للمواصفات.
وأوضح أن نقابة الأطباء لم تتلقي أي نقاش هاص بتلك الروشتة، فهناك قضايا أهم أكثر من أمر الروشتة، مؤكدا أن الأطباء ليست ضد أي اقتراحات من شأنها التطوير من المهنة والتطوير من الطبيب وأمور تساعد المرضى.
من جانب آخر، أيد الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة الصيادلة، المطالبات بإلغاء الروشتة المكتوبة بخط اليد واستبدالها بالمطبوعة من قبل الأطباء، قائلا: "هناك أخطاء طبية بسبب عدم وضوح الروشتة، وفي مصر لدينا 80 ألف صيدلية، ونعاني يوميا من الكتابة التي تأتي من الأطباء بالروشتة، وأحيانا نحتاج متخصصين لفك لوغاريتمات وطلاسم الروشتة مثل فك حجر رشيد".
توفر 2.5 مليار جنيه إهدار بالأدوية
وأضاف الدكتور محفوظ رمزي، في تصريحات له، أن هناك بعض الكتابات السيئة للأطباء في الروشتة، مشددا بلغة تحذيرية: "هناك أدوية يكتبها الأطباء بها أخطاء، هناك أخطاء بالجرعات وتوقيتات الأدوية، وأحيانا حرف واحد خطأ في الدواء قد يكون مميت".
وأكمل رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة الصيادلة: "هناك حالة توفت منذ شهرين بسبب حرف واحد خاطئ في روشتة أحد الأطباء، ولماذا التسرع في كتابة الروشتة، وهناك روشتات لا تقرأ من قبل الأطباء؟".
وتابع: "نناشد كل الجهات المسئولة بكتابة الأدوية بالأسماء العلمية لها، وهذا الأمر سيريح الصيادلة كثيرا عند صرف الأدوية، وفي مصر حجم تداول الدواء في العام يتخطى الـ100 مليار جنيه، وحال كتابة الاسم العلمي للدواء، سنوفر على الدولة 2.5 مليار جنيه إهدار بالأدوية".
جدير بالذكر، أن الروشتة الإلكترونية هى روشتة مطبوعة إلكترونيًا وليست مكتوبة بخط اليد لتفادي عقبات الخط السيئ للأطباء من صرف أدوية خاطئة أو جرعات أعلى من المسموح به ما يؤثر على حياة المرضى.
ومن المعروف أن الروشتة أو الوصفة الطبية تعتبر الخطوة الأولى للعلاج، ربما قد تتحول إلى كارثة لا سيما عندما يكون خط الطبيب سيئا وما أكثرهم، فيبدأ الصيدلي في محاولة معرفة اسم الدواء، ولكن احتمالية الخطأ واردة، وبعض الأدوية تتشابه في أسمائها بدرجة كبيرة، بحسب الدكتور أحمد الجويلي، منسق حملة "أنا صيدلي أنا فاهم شغلي".