الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موسوعة بشرية.. تعرف على آينشتاين العرب علي مصطفى مشرفة

على مصطفى مشرفة
على مصطفى مشرفة

يصادف اليوم 11 يوليو 1898، ذكرى ميلاد الأستاذ الدكتور علي مصطفى مشرفة "آينشتاين العرب"، والذي قال عنه العالم ألبرت آينشتاين: "لقد كان الدكتور مشرفة موسوعة بشرية حوت الكثير من النبوغ الذي قلت مشابهته في العالم بأسره"، وقال أيضا: “ كان عقل مشرفة يحوي كثيرا من أسرار الذرة، لكن القدر شاء له ألا يبوح بها!!”.

علي مصطفى مشرفة

ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة في دمياط، غرس فيه والده منذ نعومة أظفاره الدين والخلق الكريم، وحبب إليه العلم والاطلاع في شتى المجالات المختلفة، في سنة 1909م توفي والده بعد تعرضه لأزمة مالية أودت بكل ما تملك الأسرة، وكان ذلك قبل امتحان الشهادة الابتدائية لمشرفة بثلاثة أشهر، ولكنه تغلب على الصدمة ونال الابتدائية بتفوق وكان ترتيبه الأول على القطر المصري.

انتقلت الأسرة بعد ذلك إلى القاهرة، وقبل امتحان البكالوريا بشهرين توفيت والدته، ولكنه بنفس العزيمة حصل على شهادة البكالوريا بتفوق، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري، وذلك عام 1914م. 

في مثل نفس العام 1914، التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة المعلمين العليا، التي اختارها حسب رغبته رغم مجموعه العالي في البكالوريا.

اختيار علي مصطفى مشرفة لبعثة علمية

وفي عام 1917، اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه، فقرر "علي" السفر بعدما اطمأن على إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس الداخلية.

التحق "مشرفة" بكلية نوتنجهام Nottingham ثم بكلية "الملك" بلندن ، حيث حصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923، ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراه الفلسفة) من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة.

رجع مشرفة مرة اخرى إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرسًا بمدرسة المعلمين العليا، إلا أنه وفي أول فرصة سنحت له، سافر ثانية إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراه العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.

في عام 1925 رجع إلى مصر، وعين أستاذًا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة "أستاذ" في عام 1926 على الرغم من قانون الجامعة الذي يمنع منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين ..

تولى "مشرفة" منصب عميدًا الكلية عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة.

إنجازات علي مصطفي مشرفة

وعن إنجازاته، فقد بدأت أبحاثه تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وكان لم يتجاوز 25 عاماً، فقد تم نشر أول بحثين له في عام 1922، وهما البحثان اللذان نال عليهما درجة دكتوراة فلسفة العلوم. 

وفي عام 1923م، قدم مشرفة 7 أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك، ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc.

ولإيمان مشرفة  بأهمية دور العلم في تقدم الأمم فقد كان حريصا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه، والتي كانت تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها جميع الناس.

من أهم كتب مشرفة: الميكانيكا العلمية والنظرية، والهندسة الوصفية، ومطالعات علمية، والهندسة المستوية والفراغية، وحساب المثلثات المستوية، والذرة والقنابل الذرية، والعلم والحياة، والنظرية النسبية الخاصة.

وكان لمشرفة إسهامات خاصة في مجال إحياء التراث الإسلامي أيضًا، وكان من أشهر تحقيقاته: “كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي”، وهو الكتاب الذي ظل عمدة ومرجعًا لعلماء الشرق والغرب طيلة قرون عديدة، وقد قدم مشرفة لهذا الكتاب بمقدمتين: الأولى عن "الجبر قبل الخوارزمي"، والثانية عن "الخوارزمي وكتابه في الجبر والمقابلة"، ثم عرض كتاب الخوارزمي؛ فشرح الجزء الخاص بالجبر، وعلَّق عليه، وحلَّل مسائله، وعبر عن المعاني العلمية والفنية بعبارات الاصطلاح الحديث، أما المسائل التي لا ترتبط بصُلب العلم فقد اكتفى فيها بالنقل دون التعليق ..

توفى الدكتور "علي مصطفى مشرفة" عن عمر ناهز 52 عامًا، يوم الاثنين 27 ربيع الأول الموافق 15 يناير 1950، باتت ظروف وفاته المفاجئة غامضة للغاية وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى أنه مات مقتولا.

ويقول آينشتاين تعليقا على وفاته: "إنه لخسارة للعالم أجمع".

 وقدمت الإذاعة فى أمريكا مشرفة على أنه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون أسرار الذرة.