لبنان في 3 سنوات.. قصة بلد أوجعته الأزمات بعد مأساة مرفأ بيروت

تحل اليوم ذكرى الحادث الأليم الذي وقع في العاصمة بيروت يوم الرابع من أغسطس 2020، حيث وقع انفجار هائل في مرفأ بيروت وصف بأنه الانفجار الأقوى غير النووي في التاريخ .

ووقع ذلك الانفجار الذي هز بيروت في الساعة ٦ مساءاً من ذلك اليوم، بسبب كميات كبيرة من نترات الأمونيوم تقدر بحوالي   2750 طنًا كانت مخزنة بالعنبر رقم 12 بالمرفأ منذ 2014، وتسبب في مقتل 214 شخصاً وإصابة 6500 آخرين، وتشريد حوالى 300 ألف شخص.

انفجار مرفأ بيروت بلبنان

انطلقت مسيرة اليوم الجمعة من مقر فوج إطفاء بيروت باتجاه تمثال المغترب، إحياء لذكرى 4 أغسطس ، وكان مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا قد شهد تجمعًا لمئات المواطنين ونشطاء المجتمع المدني استعدادًا للانطلاق بمسيرة باتجاه تمثال المغترب مقابل مرفأ بيروت لإحياء الذكرى الثالثة لانفجار 4 أغسطس ، وتقدم المشاركين أهالي الضحايا الذين رفعوا صور أبنائهم، الى جانب عدد من النواب.

وكانت قد دعت جمعية أهالي ضحايا انفجار بيروت، أبرز المجموعات الممثلة لعائلات الضحايا، اللبنانيين إلى المشاركة في مسيرة بعنوان "العدالة رغماً عنهم، من أجل العدالة والمحاسبة... مستمرون" وإلى ارتداء اللون الأسود، والتي انطلقت اليوم الجمعة من أمام مقر فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا وصولاً الى المرفأ عند الخامسة والنصف.

ويشار إلى أنه قد قال رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان نجيب ميقاتي، فى تغريدة له عبر "تويتر": "لأن الحقيقة وحدها تُبلسم الجراح، فإنّ الأمل، كل الأمل، بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت، فترقد أرواح الشهداء بسلام ويتعزى المصابون وذوو الضحايا".

جاءت تصريحات ميقاتى بمناسبة إحياء اللبنانيين الذكرى الثالثة لفاجعة انفجار مرفأ بيروت، والتى تحل اليوم الجمعة.

كما أصدر محافظ مدينة بيروت القاضى مروان عبود مذكرة لتنكيس الأعلام فى الساحات العامة وغيرها فى مدينة بيروت، كما طلب من المواطنين الوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا انفجار المرفأ.

كما طالب المحافظ أصحاب المحال السياحية "مطاعم، مقاهى، ملاهى ليلية، حانات"، عدم إقامة السهرات الصاخبة واستبدال البرامج بما يتناسب مع هذه الذكرى الأليمة تضامناً مع عائلات الشهداء والجرحى سائلاً الله أن يحفظ مدينتنا بيروت ووطننا الحبيب لبنان .

وكان مجلس الوزراء اللبنانى قد أصدر قرار بإغلاق الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات بمناسبة ذكرى فاجعة انفجار مرفأ بيروت.

وكتب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تغريدة عبر "تويتر" ، قال فيها:" رئيس"القوات اللبنانية": العدالة لبيروت بكل ما أوتينا من قوات"، وأرفق بهذه العبارة صورة مرفأ بيروت عقب الانفجار.

أين وصل ملف التحقيقات

لا تزال تفاصيل أسباب حدوث الانفجار عند الساعة السادسة و8 دقائق من يوم الثلاثاء ذلك، مجهولة حتى اليوم، مع عدم اكتمال التحقيق.

فقد عدة أشخاص من الموظفين في المؤسسة الرسمية، حياتهم في ذلك اليوم داخل مبنى الشركة الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن المرفأ، وتضرر 640 مبنى تاريخيًا في الانفجار بحسب منظمة اليونسكو, حوالي 60 منهم كانوا معرضين لخطر الانهيار. 

كما تعهدت المنظمة بقيادة جهود الترميم الدولية وقدرت التكلفة الإجمالية للترميم بـ 300 مليون دولار.

ووقع أكثر من 300 منظمة لبنانية ودولية وأفراد وناجون وأسر ضحايا، رسالة مفتوحة إلى مجلس حقوق الإنسان في للأمم المتحدة للمطالبة بتشكيل بعثة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق في انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بانفجار 4 أغسطس.

وقال عبدالله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إننا نعلم أن انفجار بيروت لم يكن انفجارا عاديا، ونعلم أن الحقيقة لن تظهر لأن إسرائيل هي من ضربت مرفأ بيروت، والمجتمع الدولي قام بإخفاء الدليل وما حدث بعد الانفجار.

وأضاف نعمة - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": أن ما حدث في مرفأ بيروت يدفع ثمنه لبنان والشعب اللبناني بفضل القادة السياسيين الذين اوصلوا لبنان إلى ما وصل اليه والمشكلة هو أن كل فريق يرمي الكرة على الفريق الآخر ، مشيراً إلى أن اسرائيل اعتدت على مرفأ بيروت بضرب المخزن الموجود فيه زخائر ، وكلنا نعلم ان لبنان يأتي إليه السلاح من امريكا وفرنسا وبريطانيا وجميعها بشكل هبات للجيش اللبناني ، يعني لبنان لم يصنع السلاح وضرب مرفأ بيروت كان اعتداء سافر قامت به اسرائيل على لبنان بحجة أن حزب الله هو من يضع هذه المواد المتفجرة وهو السبب والمسبب في انفجار هذه المواد التفجرية ليقوم الشعب اللبناني على حزب الله.

وأكمل نعمة: كلنا نعلم ان المواد المتفجرة في مرفأ بيروت ، تقول الدولة اللبنانية انها على علم بوجودها، وهذا يعني ان الدولة ايضا مسؤولة، ولكن الحقيقة أن الانفجار حدث ولم يعلم احد انه سيكون كبير الحجم وهذا ما سبب بإخفاء الحقيقة والتي لم تظهر ، مشيراً إلى أن لبنان دفع ثمنا كبيرا وما زال يدفع ، وبيروت لم تعد بيروت كما كانت قبل الانفجار.

وتابع: الدولة اللبنانية والقادة السياسيين هم المسؤلون عن تبين الحقيقة، والمجتمع الدولي قد ساعد على اخفاء الحقيقة ، وتسائل لماذا تم تفجير مرفاء بيروت، ولماذا ارادو قتل الشعب اللبناني، وما هدف الانفجار في مرفاء بيروت.

من جانبه قال الدكتور محمد الطعان الكاتب اللبناني ، إن الوضع في لبنان متأزم اقتصادياً و اجتماعياً، لافتاً إلى انه لا يعتقد أن الانفجار قد اثر  على الوضع الا انه زاد على مأساة لبنان الاجتماعية و السياسية وزاد الماساة الاجتماعية.

وأضاف الطعان - خلال تصريحان لـ"صدى البلد"، أنه لا يعتقد أن ما حدث بمرفأ بيروت حدث عفوي بل هو حدث متعمد بالتأكيد ، مشيراً بأن التحقيق لن يصل الى نتيجة، كما هو الحال في أمور كثيرة حدثت.

لبنان تنهار.. ميقاتي: لن نستطيع دفع الرواتب ولا تأمين الدواء بنهاية الشهر

بسبب حرق المصحف.. إعلان عاجل من لبنان بشأن السويد والدنمارك