الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو الليثي يكشف سبب بكاء وندم كمال الشناوي بعد وفاة والدته

صدى البلد

يواصل الإعلامي عمرو الليثي استعادة ذكرياته مع الفنان الراحل كمال الشناوي، مشيرا إلى علاقة الصداقة التي جمعته بالفنان الكبير.

وقال عمرو الليثي:" اعتدت أن أقابله يوميًا فى صالة الرياضة بفندق النيل هيلتون سابقا، ولكن فى هذا اليوم كان حزينا على غير عادته مهموما، كان ذلك اليوم هو يوم عيد الأم عام 1993، قال لى: اليوم أصعب يوم فى حياتى. فسألته ليه يا أستاذ كمال؟، فرد علي: بعيط فى اليوم ده على أمى، كأنى عيل صغير فقد أمه، فرددت عليه: الأم أغلى إنسانة فى حياتنا كلنا، فرد قائلا: أمى يا عمرو تمثل كل شيء فى حياتى ووجودى ونجاحى، لها الفضل الكبير فى نجاحى، ورغم كبر سنى؛ إلا أننى مازلت أشعر باحتياجى الشديد لها، فلا يوجد أحد يعوض الأم بأي شكل، فحبها لي لم يكن مشروطا، كانت الملجأ والملاذ، وكان لها فضل كبير علي لا يمكن أن أنساه أبدا.

وواصل اليثي: وأضاف الفنان كمال الشناوي: كنت فى مدرسة المنصورة الابتدائية، وكان معلمى الأستاذ عبدالعزيز السيد وهذا الأستاذ هو الذى اكتشف وجود ميول فنية لدى سواء فى التمثيل أو الغناء، فوجدت نفسى فنانا منذ أن كنت طفلا فى الثامنة من عمرى واشتهرت فى المنصورة باسم الشناوى، فكنت أرى الفرحة فى عيون أمى وكانت فخورة بى منذ الطفولة وحتى بعد أن أصبحت نجما مشهورا، لم توجه لى النقد أبدا، فحتى عندما لم أكن جيدا كفاية؛ كانت تقول لى «أنت عظيم»، فكانت تمدنى دائما بإحساس أنه يجب على أن أكون عظيما دائما لأجلها، وأحيانا كثيرة أشعر بأننى لم أكن جيدا كفاية تجاه أمى أو لم أعطها الذى يمكن أن أعطيه لها ولا يمكن أن أوفيها حقها فلقد قدمت لى الكثير.

ولا أنسى أيامها الأخيرة ومرضها وذهبت بها لدكتور إسماعيل السباعي، وكان استشاريا فى أمراض الأورام، وما إن رآها حتى رحب بها ترحابا شديدا وبدون أن يكشف عليها قال لها «ما شاء الله إنتى كويسة»، وكلامه بعث الطمأنينة فى نفسى حتى انتعش الأمل فى قلبى وكتب روشتة ولكنه قال لى بينى وبينه «كمال.. الحالة متأخرة جدا».

وكانت الصدمة قوية ولكن حرصت بعد ذلك على أن آخذها معى فى السيارة لمشاهدة مسرحيتى «مصيدة للإيجار» رغم اعتراض والدى الذى رأى أننى أتعبها بذلك وعند عودتنا من المسرح كانت تعلو الابتسامة وجهها الجميل وفعليا كانت بتشفى ولم تكن تشعر بالألم الذى تشعر به فى سريرها، وفى يوم ٨ مارس وكان المرض اشتد عليها توفاها الله، وكانت المسرحية مازالت تعرض ورغم الحالة التى كنت فيها إلا أن أزواج أخواتى ألحوا عليا للنزول للعرض لأن الناس بدأت تتوافد على المسرح ورغم الحيرة التى وقعت فى نفسى من موافقتى على النزول إلا أن ما حدث كان غريبا.

فيقال إنى مثلت فى ذلك اليوم أحسن من أى يوم آخر ولكن تسرب خبر وفاة أمى للصالة وبعد نزول الستارة بكيت بكاء شديدا وحملنى زملائى على أكتافهم والجمهور استمر فى التصفيق، وكان سر بكائى على أمى التى تركتها وجيت أمثل، فما فعلته كان خطأ وعزانى الجميع، وكان آخر ما قالته لى أمى «ربنا معاك يا ابنى».. رحم الله الفنان العظيم كمال الشناوى ووالدته وجميع أمواتنا.