الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة إنسانية داخل المتحف البريطاني.. وهذه علاقة مصر بها

واقعة غريبة أعلن عنها، أمس السبت، جورج أوزبون رئيس المتحف البريطاني، حيث أعلن عن سرقة 2000 قطعة أثرية من المتحف، اختفت على مدى سنوات، وتتم الآن محاولات استردادها. 

 

المتحف البريطاني 

اختفاء القطع النادرة 

جاءت تصريحات رئيس المتحف بعد أن أعلن المدير هارتويج فيشر في 16 أغسطس الجاري، عن فقدان قطع من المتحف يعود بعضها للقرن الخامس قبل الميلاد، وبعدها استقال بسب الضغوط الواقعة عليه.

وقال أوزبرون، إن مقتنيات المتحف ليست مدرجة بالكامل في قوائم أو مسجلة بشكل علمي دقيق، وهو وضع ليس غريبا على مؤسسات كبيرة جمعت مقتنياتها على مدى مئات السنين، وهناك بحث جنائي جارٍ لمعرفة ما سُرق، مضيفا: "نعتقد أن الأمر يتعلق بنحو ألفي قطعة لكن يجب أن أقول إن هذا رقم مبدئي للغاية وما زلنا نبحث بنشاط، وبدأنا بالفعل في استعادة بعض المسروقات، وذلك دون ذكر أي تفاصيل حول ما تم استرداده أو كيفية ذلك".

وصرح أوزبورن تصريحا خطيرا لهيئة الإذاعة البريطانية حين قال: “نحن نعتقد أنه يتم سرقتنا منذ فترة طويلة، وكان يمكن أن نبذل مجهودًا أعلى من ذلك لمنع تلك السرقات”.

وشكلت سرقة المتحف البريطاني صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية، في ظل اختفاء مئات القطع الأثرية النادرة التي يعود تاريخ بعضها للقرن الخامس عشر قبل الميلاد.

وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة الحديث عن استرجاع الآثار المصرية الموجودة بالخارج في ظل انهيار حجة الحفاظ على هذه الآثار والمخاوف من تعرضها للسرقة حال تكرار هذه الحادثة، لا سيما وأن المتحف قد تلقى تحذيرات منذ عام 2021، بوجود شكوك حول تهريب قطع منه دون أن تلقى تلك التحذيرات الاستجابة الكافية.

المتحف البريطاني 

متاحف عالمية بمصر

وقال شريف شعبان، المسئول الأثري بالإدارة المركزية للمعلومات والتحول الرقمي بوزارة السياحة والآثار، إن سرقة الآثار المصرية والحيازة غير القانونية لها بالمتاحف العالمية تعد من أكثر المشكلات التي تؤرق قطاع الآثار في مصر.

وأوضح شعبان، في تصريحات صحفيه له، أنه حتى أواخر القرن الماضي كانت القطع المصرية تخرج دون رقابة في ظل صراع استعماري للسيطرة على الآثار المصرية، وبالأخص من جانب المتحف البريطاني، الذي يضم العديد من الآثار المصرية والتي لا تلقى الاهتمام الكافي، لافتا إلى عبارة ساخرة تقال عن المتحف البريطاني أنه لا يضم أي أثر بريطاني.

وشدد على أن الحديث عن تأمين الآثار المصرية في المتاحف العالمية أمر يحتاج للمراجعة، فرأس نفرتيتي بمتحف برلين تعرضت للإهانة أكثر من مرة رغم مطالبة الحكومة المصرية بعودة الرأس إلى وطنه الأم مصر بعد سرقتها على يد الألماني بورخاردت عام 1912.

وأكد أن حيازة الآثار المصرية داخل المتاحف العالمية عمل غير أخلاقي قبل أن يكون غير قانوني، ومزاعم الغرب بخضوع الآثار المصرية للحماية في متاحفه باتت واهية وسرقة المتحف البريطاني دليل واضح على ذلك.

وقال إن مصر أصبحت لديها سلسلة من المتاحف العالمية على أعلى مستوى مثل متحف الحضارة بالفسطاط، والمتحف الكبير، ولا تزال تعمل على ضمان وجود متحف في كل محافظة.

وأضاف: “حوادث سرقات الآثار داخل المتحف البريطاني تعطي لمصر كل الحق في المطالبة باستعادة آثارها المهربة سواء في المتحف البريطاني أو غيره، خاصة في ظل قدرة مصر الكاملة على حمايتها”.

المتحف البريطاني 

الآثار المصرية المسروقة 

وأكد أن أبرز الآثار المصرية في المتحف البريطاني هي:

  • حجر رشيد الذي عن طريقه تمكنا من فك طلاسم اللغة المصرية القديمة.
  • تمثال نصفي شهير للملك رمسيس الثاني.
  • بعض أحجار كساء الهرم الأكبر.
  • مومياوات من عصر ما قبل الأسرات.
  • جزء من لحية أبو الهول.
  • تمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث.

يشار إلى أن هارتويج فيشر مدير المتحف البريطاني في لندن استقال بسبب وقوع عمليات سرقة وفقد إلى جانب تلف بعض القطع من مجموعة المتحف، معترفا بأن المؤسسة لم تستجب بشكل شامل عندما تم تحذيرها من السرقات في عام 2021.

وكان المؤرخ الفني والتاجر البريطاني إيتاي جراديل، حذر رؤساء المتحف من أنه يتشكك في وجود أثار تم تهريبها من المتحف، لكنهم أكدوا له أنه لا يوجد شيء خاطئ.

والمحققون في المملكة المتحدة يسابقون الزمن لاستعادة القطع المسروقة من المتحف البريطاني والتي تتضمن مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، ما يجعل عمرها الآن أكثر من 3000 عام، في عمل تشتبه السلطات أنه داخلي.

حجر الرشيد 

ثمانية ملايين عمل 

كانت صحيفة "التليجراف" البريطانية قد أفادت بأن عملية السرقة تمت في فترة زمنية تعود إلى عام 2019 على الأقل حينما تم إغلاق المتحف أمام الجمهور لمدة 163 يوما خلال وباء كورونا.

يذكر أن المتحف البريطاني تأسس عام 1753، ويضم في مجموعاته المكونة من 8 ملايين قطعة حجر رشيد الشهير الذي أتاح فك رموز الهيروغليفية، ويُعتبر إحدى أكثر نقاط الجذب استقطابا للزوار في المملكة المتحدة، ويقع في منطقة بلومزبري بلندن، وهو مؤسسة عامة مكرسة لتاريخ البشرية والفن والثقافة. 

تُعد مجموعة المتحف الدائمة التي تضم نحو ثمانية ملايين عمل فني من بين الأكبر والأكثر شمولًا في العالم، وتم الحصول على أغلبها خلال عصر الإمبراطورية البريطانية، ويوثق المتحف قصة الثقافة البشرية من بدايتها حتى الوقت الحاضر. 

واستند المتحف في بداياته إلى أعمال الطبيب والعالم الأيرلندي السير هانز سلون، وافتتح لأول مرة للجمهور في 1759، في مونتاجو هاوس، في موقع المبنى الحالي، كان توسعه على مدى السنوات الـ250 التالية إلى حد كبير نتيجة لتوسع الاستعمار البريطاني، وأدى ذلك إلى إنشاء العديد من المؤسسات الفرعية، أولها متحف التاريخ الطبيعي في عام 1881.

في عام 1973، فصل قانون المكتبات البريطانية لعام 1972 قسم المكتبة عن المتحف البريطاني، لكنه استمر في استضافة المكتبة البريطانية المنفصلة في نفس غرفة القراءة ومبنى المتحف حتى عام 1997، المتحف هيئة عامة غير وزارية ترعاها إدارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة، وكما هو الحال مع جميع المتاحف الوطنية في المملكة المتحدة، لا يتقاضى أي رسوم للدخول، باستثناء بعض المعارض الخاصة.

المتحف البريطاني