الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاحتفال بالمولد النبوي.. أهميته وكيفيته وما سنة الرسول غير الصيام

الاحتفال بالمولد
الاحتفال بالمولد النبوي 2023

يقترب الاحتفال بـ المولد النبوي 2023 مع دخول شهر ربيع الأول 1445 هجريا، حيث اعتاد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على الاحتفال بمولد الهدى والنور مولد الهادي البشير النذير مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاهد لنشر مبادئ الإسلام وإرساء قواعده، حيث يوافق الاحتفال هذا العام يوم الأربعاء 27 سبتمبر الجاري الثاني عشر من ربيع الأول 1445.

الاحتفال بالمولد النبوي 2023

وهذه الاحتفالات لا مانع منها شرعًا بحسب دار الإفتاء المصرية؛ لأنها تذكر المسلمين في كافة أرجاء الدنيا بما كان عليه صاحب الذكرى من خلق قويم ونهج مستقيم، وكيف كان مولده نورًا أضاء الدنيا وأخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان واليقين.

وبينت: إذا كان المسلمون يحتفلون بذكرى المولد الشريف على طريقتهم الخاصة احتفالًا يختلط فيه الخير بالشر والنافع بالضار فإننا نقول لهم: لا بد وأن يراعى في مثل هذه الاحتفالات الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه، ولا يتحقق ذلك إلا بصيرورة هذه الاحتفالات ندوات علمية وتوعية يعرف فيها المسلمون تاريخ إسلامهم وأسلوب نبيهم الحافل بالعظات والعبر والجهاد والكفاح والصبر على تحمل الشدائد، ويلتمسون التعاليم السامية التي ينتفع بها الإنسان في حياته وبعد مماته.

كما يجب أن يراعى في هذه الاحتفالات عدم اختلاط الرجال بالنساء، وأن لا يحدث هرج ومرج وألا ترتكب الفواحش، وبما يتنافى مع آداب الإسلام وتعاليم النبي المحتفى به عليه الصلاة والسلام، وأن يكون الرسول الكريم هو القدوة في هذه الاحتفالات حتى يكون عملنا مرضيًا له صلى الله عليه وآله وسلم في قبره الشريف ومرضيًا لله رب العالمين.

ما الهدف من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، وقد نقل الإمام السيوطي عن إمام القراء الحافظ ابن الجزري من كتابه "عرف التعريف بالمولد الشريف" قوله: [إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة إثنين لإعتاقه ثُوَيْبَةَ عندما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جُوزِيَ في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ يُسَرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم] اهـ.

وبحسب دار الإفتاء فإنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة.

كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» رواه مالك في "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".