الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدكتور نادر نور الدين لـ "صدى البلد"| فيضان النيل خلال أيام ..دورة النهر طبيعية… والدولة اتخذت إجراءات تساعد في ترشيد المياه

صدى البلد

الدكتور نادر نور الدين:

  • الحديث عن جفاف النيل كلام غير صحيح والصورة المنتشرة غير دقيقة 
  • فيضان النيل تأخر ولكنه قادم خلال أيام 
  • دورة نهر النيل طبيعية ومن قبل حدث عدم قدوم الفيضان لسنوات عديده والدليل في القرآن 
  • انشاءنا 17 محطة تحلية مياه بحار ونتج منها مليار متر مكعب 
  • الدولة تستهدف انتاج 5 مليار متر مكعب سنويآ من خلال تحلية المياه 
  • حددنا مساحة الأرز التي تزرع سنويآ بحيث تكون 1.1 مليون فدان، بدلآ ما كان 2 مليون فدان
  • تثبيت حجم زراعة قصب السكر وعدم زيادتها
  • استبعاد زراعة الموز لترشيد الموارد المائية في الزراعة

 

قدس المصريون القدماء نهر النيل ولقبوه باسم «الإله حابى » أى مانح الخصب والنماء فهو مصدر حياتهم ووجودهم، لذلك نجد المؤرخ الإغريقى الشهير «هيردوت » الملقب بأبو التاريخ يلخص أهمية نهر النيل بالنسبة للمصريين فى مقولته الشهيرة «مصر هبة النيل » أى أن النيل هو من وهب مصر الحياة وبدونه لما قامت تلك الحضارة العظيمة.

وعظم المصري القديم من نهر النيل واقام له الاعياد فرحنآ في قدومه وفضيانه مع الدعوات أن يكون الفيضان رحيم بهم ولا يهلكهم، وكان عدم فيضان النيل يمثل كابوس لا يريد المصريين أن يحلموا به في كل العصور والأزمنة، وحينما يوافى النيل أرضه قادما من المنابع كانت البلاد تتزين بالأفراح والبهجة منذ العصر الفرعوني وما تلاه من عصور، ومن أجل ذلك جعل المصريون أحد أركان الدينونة في الحياة الأخرى إذ بعدما يبعث الشخص سوف يقسم بأنه لم يلوث مياه النيل وهو مايعرف «بقسم النيل » ومن يخالف ذلك يصب عليه غضب الآلهة.

ولعب فيضان النيل دوراً محورياً في حياة المصريين عبر كل العصور، كل هناك الف المحاولات للمحاوله للسيطره علي فيضانه حتي استطاعنا في العصر الحديث من التحكم فيه بفضل انشاء السد العالي.

وانتشر في الايام الماضية الكثير من الحديث عن ظاهرة تحدث لأول مرة في تاريخ مصر ولعلها من أهم التحديات التي تواجهها في التاريخ المعاصر، وهي عدم قدوم الفيضان في تاريخه المعروف والتي هو "عيد وفاء النيل"، ظهرت بعض الصور تشرح أن النيل اصبح علي وشك الجفاف.

وهو هذا الأمر تواصل موقع صدى البلد مع الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، للحديث عن حقيقة جفاف نهر النيل وهل بالفعل هذه هي المره الأولي في التاريخ التي  يأتي عيد وفاء النيل دون حدوث فيضان وعن الاجراءات التي تم اتباعها للحفاظ علي مياه النيل وكيف نحافظ.

وقال الدكتور نادر نور الدين، أن في البداية علينا أن نفرق بين جفاف النيل وبين عدم حدوث فيضان، وأن الصوره المنتشره تشير إلي صورة لنهر النيل في السودان عام 2020، وهو الموسم الاول للملئ والذي خزنت فيه اثيوبيا ٥ مليار متر مكعب وبالتالي تدفقت فيه المياه غزيرة في النهر ومبكرا الي السودان، ثم ينشر بجوارها صوره للنهر في السودان في اوائل سبتمبر 2023 ويصفه بالجفاف مع ان واضح في الصورة وجود مياه في النهر، ميشرآ إلي أن تأخر الفيضان لظروف الملئ الرابع نعم ولكن فيه جفاف لأ والغريبة ان السودان لم تتحدث عن الجفاف بينما البعض مننا يتحدث بالنيابه عنها.

واوضح أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إنه تعجب كثيرًا من حديث المصريين حول أن مصر للمرة الأولى في التاريخ لم يأت لها فيضان في شهر أغسطس هذا العام، وهو أمر عار تماما من الصحة، وأن دورة نهر النيل تصل إلى 20 سنة، ثابتة عبر التاريخ، وهي كالتالي؛ (7 سمان، و7 عجاف، و6 في المتوسط)، أنه جاء أغسطس بأكثر من مرة دون فيضان، وهذه دورة ثابتة لنهر النيل، سواء من خلال قصة النبي يوسف التي خلدها القرآن الكريم بسبع سنوات عجاف، والشدة المستنصرية لم تشهد مصر أي مياه إطلاقا، مؤكدا أن بعض القنوات بدأت في إثارة الجدل حول قصة الفيضان وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، مؤكدآ علي أن نهر النيل سوف يفيض في خلال الايام القادمة.

وتابع أستاذ الزراعة، أن آخر دورة جفاف كانت سبع سنوات في بدايات تولي الرئيس السابق محمد حسني مبارك من 1981 حتى 1988، والتي لم يدخل فيها مصر فيضان 7 سنوات، حتى أنه في عام 1988 تم إعلان حالة الطوارئ، ومنع غسيل السيارات في الشوارع، وتم منع رش المياه في المقاهي.

أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن مصر اتخذت إجراءات عديدة للحفاظ علي الموارد المائية وعدم إهدار مياه النيل والموارد المائية.

وقال الدكتور نادر نور الدين أن الدولة المصرية اتخذت استراتيجية من 3 محاور بشأن الموارد المائية، الأول يكمن في تنمية الموارد المائية المتاحة، المحور الثاني منع الإهدار وترشيد استهلاك المياه، والمحور الثالث هو تغيير السياسات الزراعية.

كيف عملت مصر علي تنمية الموارد المائية 

أوضح نور الدين في تصريحات خاصة لـ “ًصدى البلد”، أنه بخصوص المحور الأول وهو تنمية الموارد المائية المتاحة تم العمل علي إنشاء 17 محطة تحلية مياه بحار وأن تلك المحطات بدأت في إنتاج نحو مليار متر مكعب، واننا كنا قبل تلك المحطات كنا نتج 100 مليون متر مكعب فقط اي أننا ضعفنا انتاجنا من تحلية المياه 10 مرات.

واضاف: ان الدولة المصرية تستهدف في عام 2030 أن نصل إلي 3 مليار متر مكعب ، ثم إلي 5 مليار متر مكعب في عام 2050 من المياه التي تم تحليتها من محطات تحلية مياه البحر، مشيرآ إلي أن تلك المياه تعد كمية كبيرة للغاية تعادل ما تنتجه الإمارات التي لا تمتلك إلي موارد مائية  وتعد تاني أكبر دولة في تحلية المياه بعد السعودية وامريكا.

وأشار أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إلي معالجتنا لمياه المخلفات واننا في العام الماضي عالجنا مياه مصارف بحر البقر والذي صنف عليه انه أكبر مشروع تحلية واننا إنتاجنا من مشروع تحلية مياه مصارف بحر البقر 2.1 مليار متر مكعب مياه مياه معالجة نظيفة معالجة ثلاثيآ، وان الدولة المصرية سوف تقوم بعد شهرين بإفتتاح محور ترعة الحمام مصارف غرب الدلتا وأن هذا المشروع سوف يوفر لنا 3 مليار متر مكعب من المياه المعالجة اي أن الإجمالي أكثر من 5 مليار مياه معالجة.

وأكمل إلي أن هناك تعليمات للبحث عن المياه الجوفية حتي يتم استخدامها في مشروعات التي تتم في الصحراء المصرية مثل مشروع غرب غرب المنيا والذي يقام علي 600 ألف فدان وأن تلك المساحة لن تأخذ شئ من مياه النيل وسوف يكون الإعتماد علي المياه الجوفية بها، وأنه ما زال هناك مزيد من الإكتشافات والبحث يتم عن المياه الجوفية.

كيف عملت مصر على منع إهدار المياه وترشيد الإستهلاك

واوضح نور الدين في تصريحات خاصة لـ “ًصدى البلد”، أن بخصوص المحور الثاني منع الإهدار وترشيد استهلاك المياه، فالدولة المصرية عملت علي تبطين الترع وأن تلك الترع كانت ترع طينية مليئة بالمسام التي تهدر المياه سواء كان عن طريق النشع أو الرشح على الأراضي من حولها أو علي الأراضي الزراعي، واننا قومنا بسد تلك المسام وتبطين الترع، مشيرآ إلي أن تبطين الترع وفر علي مصر من 5 إلي 7 مليار متر مكعب من المياه كانت تهدر سنويآ.

تبطين الترع ساعد في معالجة بعض الأراضي الزراعية وزاد من انتاج المحصول بها 

واضاف أن المتدفقات في السد العالي بعد مشروع تبطين الترع قلت بنحو 10%، وأن المياه الآن لم تعد تهرب من المسام ولم نعد نفقدها كما كان سابقآ، مشيرآ إلي أن المياه التي كانت تنشع علي الأرض الزراعية كانت تغمر التربة من الداخل بالمياه الأمر الذي يعمل علي تقليل وتراجع انتاج الارض الزراعية بسبب زيادة المياه داخل التربة ونقص الهواء، وأن تبطين الترع انقذ كثير من المياه التي كانت تهدر وعالج بعض الأراضي الزراعية التي كانت قد قل إنتاجها.

والفت أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن الدولة المصرية لم تقف عند تبطين الترع فقط بل أنه ايضآ تم إصدار قانون أن تروي الأرض الزراعية الصحراوية والتي تبلغ 3 مليون فدان أن تروي بالري الحديث فقط (التنقيط او الرش) ويمنع استخدام الري بالغمر فيها، بإضافة إلي اننا بدءنا في الدخول في منطقة جنوب الدلتا نظام الري الحديث في الأراضي الزراعية القديمة لترشيد استهلاك المياه.

كيف عملت مصر علي ترشيد الموارد المائية في السياسات الزراعية

ما عن المحور الثالث بخصوص السياسات الزراعية، فاوضح نور الدين، أن الدولة المصرية عملت علي تقليل واستبعاد المحاصيل المستنزفة للمياه أو عالية الإستهلاك للمياه، كما قمنا بتحديد مساحة الأرز التي تزرع سنويآ بحيث تكون 1.1 مليون فدان، بدلآ ما كان 2 مليون فدان وهذا لنوفر قدر من المياه.

واضاف اننا قمنا ايضآ بتثبيت حجم زراعة قصب السكر وعدم زيادتها لأنه يستهلك قدر كبير من المياه، علي الرغم من أن مصر لديها عجز 20% في إنتاج السكر واننا نستورد مليون طن كل عام لسد احتياجاتنا، فقد قلنا أن أي أي عجز في زراعة محصول السكر نعوضه عن طريق زراعة بنجر السكر لأنه أقل استهلاكا للمياه علي عكس القصب، وعملنا علي تثبيت المساحات الحالية المزروعة في الصعيد بسبب الخبرات المتراكمة لأهل الصعيد في زراعة القصب وعلي مدار آلاف السنين منذ القدماء المصريين.

استبعاد زراعة الموز في الصيف لإستهالكه الكثير من المياه

وأكمل أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن الإجراء الثالث الذي تم إتخاذه من جانب الدولة المصرية في السياسات الزراعية لترشيد المياه هو منع زراعة الموز الصيف ورجعوه محصول شتوي فقط، واننا كنا قد طورنا انتاج الموز بحيث نستطيع زراعته على طوال العام ولكن الموز من المحاصيل التي تستهلك الكثير من المياه لذلك كان الإكتفاء بزراعته في الشتاء فقط، كما انه يكون في فصل الصيف أكثر عرضه للتلف عن فصل الشتاء، وبذلك نكون قد تحكمنا في أكثر ثلاث محاصيل مستهلكه للمياه.