الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل صلت السيدة خديجة الصلوات الخمس.. وكيف كانت الصلاة قبل المعراج؟

هل صلت السيدة خديجة
هل صلت السيدة خديجة الصلوات الخمس؟

هل صلت السيدة خديجة الصلوات الخمس؟ سؤال يبحث عنه البعض، خاصة ممن يقرأون أن الصلوات الخمس قد فرضت ليلة الإسراء والمعراج، فـ هل صلت السيدة خديجة الصلوات الخمس؟، وهل لم يعرف المسلمون الصلاة قبل ليلة الإسراء والمعراج؟

هل صلت السيدة خديجة الصلوات الخمس؟

السيدة خديجة هي أم المؤمنين الأولى بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم واسمه جندب بن هدم بن رواحه بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي،  ولدت رضي الله عنها عام 68 قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك قبل علم الفيل بخمس عشرة سنة تقريبا وهذه السنة توافق علم 556 ميلاديًا كانت تدعى في الجاهلية "الطاهرة" فكأن الله تعالى طهرها وجهزها لدورها الخالد وقد تزوجت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هالة وأنجبت له هند بنت أبي هالة وهالة ابن أبي هالة، ثم خلف عليها عتيق بن عابد وأنجبت له هند بنت عتيق. 

وقد مكثت السيدة خديجة رضي الله عنها تصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة التي كانت و هي ركعتان في الغداة و ركعتان في العشي و ذلك قبل ان تفرض لصلوات الخمس في ليلة الاسراء ذكر الإمام ابن اسحاق –رحمه الله- قال " حدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت منه عين من ماء مزن فتوضأ جبريل ومحمد عليهما السلام ثم صلى ركعتين وسجد أربع سجدات، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم وقد قر الله عينه وطابت نفسه وجاءه ما يحبه من الله عز وجل فأخذ بيد خديجة حتى أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل ثم ركع ركعتين وسجد أربع سجدات هو وخديجة ثم كان هو و خديجة يصليان سرا. 

متى فُرِضت الصلوات الخمس؟

قالت دار الإفتاء إنَّ ما فُرِض في ليلة المعراج هو الصلوات الخمس، أمَّا أصل الصلاة فكان موجودًا من أول البعثة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى في مبدأ البعثة؛ ففي الحديث عن عفيف الكندي رضي الله عنه قال: "كنت امرأً تاجرًا، فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لأبتاع منه بعض التجارة، وكان امرأً تاجرًا، فوالله إني لعنده بمنى، إذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر إلى الشمس، فلما رآها مالت -يعني قام يصلي- قال: ثم خرجت امرأةٌ من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل، فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء، فقام معه يصلي. قال: فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قال: فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد. قال: قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. قال: فقلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي، وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته، وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى، وقيصر". قال: فكان عفيف رضي الله عنه-وهو ابن عم الأشعث بن قيس رضي الله عنه- يقول -وأسلم بعد ذلك، فحسن إسلامه-: "لو كان الله رزقني الإسلام يومئذٍ، فأكون ثالثًا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه" رواه أحمد في "مسنده"، والطبراني في "الكبير".

وقد علق الإمام ابن حجر على هذا الأمر بقوله في "فتح الباري" (7/ 203، ط. دار المعرفة): [إن فرض الصلاة اختلف فيه؛ فقيل: كان من أول البعثة، وكان ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، وإنما الذي فرض ليلة الإسراء الصلوات الخمس.. وقد تقدم في ترجمة خديجة رضي الله عنها في الكلام على حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الخلق أن عائشة جزمت بأن خديجة ماتت قبل أن تفرض الصلاة، فالمعتمد أن مراد من قال: (بعد أن فرضت الصلاة): ما فرض قبل الصلوات الخمس إن ثبت ذلك، ومراد عائشة رضي الله عنها بقولها: (ماتت قبل أن تفرض الصلاة)؛ أي: الخمس. فيُجمَع بين القولين بذلك، ويلزم منه أنها ماتت قبل الإسراء] اهـ