الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا لقب سيدنا إبراهيم بخليل الله؟.. بسبب هذا العمل فلا تستهين به كالكثيرين

لماذا سمي إبراهيم
لماذا سمي إبراهيم بخليل الله

يعد الاستفهام عن لماذا لقب سيدنا إبراهيم بخليل الله ؟، بوابة أحد أسرار فضائل الأعمال الصالحة، والتي أوصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالاسترشاد بها والحرص عليها واغتنامه، فحين تعرف أن إجابة سؤال لماذا لقب سيدنا إبراهيم بخليل الله ؟، تتلخص في عمل يسير يغفل عنها كثيرون فيما أن ثوابه الفوز بهذه الدرجة الرفيعة والمنزلة العظيمة واللقب المميز وهي أن يكون خليل الله عز وجل شأنه ، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن لماذا لقب سيدنا إبراهيم بخليل الله ؟، أو بمعنى آخر عن ذلك العمل الذي ترتب عليه هذه المنزلة .

لماذا لقب سيدنا إبراهيم بخليل الله

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن النبي إبراهيم –عليه السلام- حصل على لقب "خليل الرحمن"، بسبب عمل داوم على فعله.

وأوضح «عبد المعز» في إجابته عن سؤال : «لماذا لقب سيدنا إبراهيم بخليل الله ؟»، أن النبي إبراهيم -عليه السلام- كان يمشي مسافة ميل أو ميلين ليأتي بمن يأكل معه، منوهًا إلى أنه -عليه السلام- لم يأكل طعامًا وحده قط، ولذا حصل على لقب خليل الرحمن، ولم يكن الناس حينها مؤمنة أو موحدة بالله تعالى.

وورد أن الخلّة تعني المحبّة، وقد سمّى الله -عز وجل- النبيّ إبراهيم بالخليل لما اتّصف به بالعديد من الصفات التي جعلته بمجموعها يستحقّ أن يكون خليل الله، ومنها:

  • إخلاصه وصدق توجّهه ولجوئه إلى الله -تعالى-، وإحسانه في العمل.حبّه لله -تعالى-، وبغضه لِما نهى عنه، واعتماده وتوكّله الكامل على الله.
  • تحقيقه للتوحيد، وتبرّئه من الشرك وأهله.
  • حلمه ورحمته لِما يصدر عن قومه من الزلّات، وصبره الشديد على ذلك.
  • قيامه بجميع ما أمر به الله -تعالى- على الوجه الذي يُرضيه.
  • كثرة استغفاره ودعائه وتضرّعه واستعانته بالله -تعالى-.

وهناك الكثير من الصفات الأخرى التي أكرم الله -تعالى- بها خليله إبراهيم -عليه السلام-، قال ابن كثير -رحمه الله-: "وإنما سمي خليل الله؛ لشدة محبة ربه -عَزَّ وجَلَّ- له؛ لِما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها"، والخلّة أيضاً هي المحبة الكاملة التي ليس فيها خلل، وهي مرتبة عظيمة جداً، اصطفى الله -تعالى- بها سيّدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

لماذا سمي إبراهيم بخليل الله 

وأشار الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إلى أن سيدنا إبراهيم  -عليه السلام - سمي بخليل الرحمن لأن حب الله تخلل في كيانه، كالاسفنج التي تتشبع ماء،  كان محبا لله سبحانه وتعالى إلى درجة الخلة، منوهًا بأن السيدة سارة - عليها السلام- هي من دفعت سيدنا إبراهيم- عليه السلام- للزواج مرة أخرى؛ فهو لم يكن يريد ذلك لأنه كان يحبها- فوق الوصف- ولم يكن يصر على الإنجاب ولكن من أرادت ذلك هي السيدة سارة لبناء أسرة متكاملة.

وأضاف " جمعة"  أن النسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- كان من السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل ، أبو العرب وجد النبي - صلى الله عليه وسلم-، والصهر مع مارية القبطية عندما أسلمت وتزوجت النبي - عليه الصلاة والسلام- وأصبحت أم ولد، ولحقت بأمهات المؤمنين. 

خليل الله 

ورد أن  رتبة الخُلّة، مرتبة عظيمة الشرف والرفعة، بل هي أعلى مقامات العبد، فهي المحبة الكامنة التي تتخلل في جوانح الروح من المحبّ لمحبوبه؛ فلم يبقَ لأحد غيره مكانٌ في القلب إلا لذلك المحبوب، وقد عُرف أنّ خليل الله تعالى هو النبيّ إبراهيم عليه السّلام، حيث قال تعالى: (وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلً)، مع الإشارة المهمة أنّ هذه المرتبة والمنزلة اشترك فيها نبيّ آخر مع إبراهيم عليه السّلام، وهو نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلَّم، وهي خلةٌ من الله تعالى لعبدَيه إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسّلام، وقد جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم وصفه بهذه المنزلة في الحديث فقال قبل أن يتوفاه الله تعالى: (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا)، وقد أثنى الله تعالى على نبييْه إبراهيم ومحمد عليهما السلام ثناءً عظيماً رفيعاً في كتابه الكريم وفي السنة النبويّة.