الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل قوله تعالى عن أصحاب النار (لابثين فيها أحقابا).. أنهم غير مخلدين؟

أصحاب النار
أصحاب النار

هل يدل قوله تعالى عن أصحاب النار (لابثين فيها أحقابا).. أنهم غير مخلدين في النار؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط. 

ماذا يدل قوله تعالى:«لابثين فيها أحقابا»؟ 

وبين العالم الأزهري أن خلود الكافرين في النار أمر معلوم من القرآن والسنة، قال تعالى عن المنافقين والكافرين (ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﻭاﻟﻜﻔﺎﺭ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺣﺴﺒﻬﻢ ﻭﻟﻌﻨﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﻋﺬاﺏ ﻣﻘﻴﻢ} .

وقال إن الحقب قدر كبير من الزمن قيل هو ثمانون عاما وقيل غير ذلك، موضحا أن الآيات الكريمة التي ورد فيها النص السابق هي ( ﺇﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺻﺎﺩا {21} ﻟﻠﻄﺎﻏﻴﻦ ﻣﺂﺑﺎ {22} ﻻﺑﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻘﺎﺑﺎ {23} ﻻ ﻳﺬﻭﻗﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺩا ﻭﻻ ﺷﺮاﺑﺎ {24} ﺇﻻ ﺣﻤﻴﻤﺎ ﻭﻏﺴﺎﻗﺎ {25} ﺟﺰاء ﻭﻓﺎﻗﺎ {26} ) .

وأضاف: ربما يفهم البعض أن كلمة ( أحقابا ) تدل على أن عذابهم له نهاية ، وهو فهم غير صحيح، لذلك قال ابن الجوزي في حل ذلك الإشكال ما يلي .
قال رحمه الله تعالى : هل يدل ذلك على عدم الخلود في النار ؟، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻛﺮ اﻷﺣﻘﺎﺏ، ﻭﺧﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﻧﻔﺎﺩ ﻟﻪ؟ ﻓﻌﻨﻪ ﺟﻮاﺑﺎﻥ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺣﻘﺐ ﺗﺒﻌﻪ ﺣﻘﺐ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻﺑﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺣﻘﺎﺏ ﺃﻭ ﺧﻤﺴﺔ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ، ﻫﺬا ﻗﻮﻝ اﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﻭاﻟﺠﻤﻬﻮﺭ. ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺯﻣﺎﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻭاﻟﻨﺎﺭ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺪﺩ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻏﺎﻳﺔ. ﻛﻘﻮﻟﻪ: ﺑﻜﺮﺓ ﻭﻋﺸﻴﺎ، ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩاﺧﻠﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺪﺩ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ.

ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻘﺎﺑﺎ ﻻ ﻳﺬﻭﻗﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﺣﻘﺎﺏ ﺑﺮﺩا ﻭﻻ ﺷﺮاﺑﺎ ﻓﺄﻣﺎ ﺧﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﺪاﺋﻢ. ﻫﺬا ﻗﻮﻝ اﻟﺰﺟﺎﺝ.

ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ اﻷﺣﻘﺎﺏ ﺣﺪ ﻟﻌﺬاﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻤﻴﻢ ﻭاﻟﻐﺴﺎﻕ، ﻓﺈﺫا اﻧﻘﻀﺖ اﻷﺣﻘﺎﺏ ﻋﺬﺑﻮا ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاﺏ .
 

من آداب الدعاء اغتنام الأوقات الفاضلة 

وبين «مرزوق» أن من أعظم الأوقات الفاضلة شهر رمضان كله من أوله إلى آخره  ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺠﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻓﺮﻗﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ، ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻋﺘﺒﺔ ﻫﺎﺑﻪ ﻓﺴﻜﺖ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺗﻔﺘﺢ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺗﺼﻔﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ "ﻗﺎﻝ: " ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻚ: ﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ اﻟﺨﻴﺮ ﺃﺑﺸﺮ، ﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ اﻟﺸﺮ ﺃﻗﺼﺮ، ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ " انظر المسند رقم ١٨٧٩٥ وصححه الشيخ الأرناؤوط  هذا وقد تحدثت عن الخطأ الذي يقع فيه البعض في التقصير في أعمال الخير في ذلك الشهر.

وتابع: يكفي أن يقرأ المسلم هذا الحديث ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﻗﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﻗﻰ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﻗﺎﻝ: (ﺁﻣﻴﻦ) ﺛﻢ ﺭﻗﻰ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: (ﺁﻣﻴﻦ) ﺛﻢ ﺭﻗﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺎﻝ: (ﺁﻣﻴﻦ) ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﻤﻌﻨﺎﻙ ﺗﻘﻮﻝ: (ﺁﻣﻴﻦ) ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ؟ ﻗﺎﻝ: (ﻟﻤﺎ ﺭﻗﻴﺖ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﺟﺎءﻧﻲ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺷﻘﻲ ﻋﺒﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺎﻧﺴﻠﺦ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﺁﻣﻴﻦ.

 
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺷﻘﻲ ﻋﺒﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﻭاﻟﺪﻳﻪ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺧﻼﻩ اﻟﺠﻨﺔ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺁﻣﻴﻦ. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺷﻘﻲ ﻋﺒﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻋﻠﻴﻚ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺁﻣﻴﻦ) انظر الأدب المفرد للإمام البخاري رقم ٦٤٤ وهو حديث  ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﻴﺮﻩ.