الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابتزاز أخلاقي وسياسي.. هل أجبرت إسرائيل جوتيريش على التراجع عن دعم غزة

أنطونيو جوتيريش
أنطونيو جوتيريش

يتبنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش موقفا معتدلا تجاه ما يعيشه قطاع غزة من أوضاع إنسانية صعبة، الأمر الذي أزعج إسرائيل، التي طالبته على لسان عدد كبير من مسؤوليها بالاستقالة، خاصة بعد تصريحاته خلال جلسة مجلس الأمن، الثلاثاء.

صحيفة الأيام - مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة يدعو جوتيريش إلى الاستقالة
أنطونيو جوتيريش

مطالب بإقالة جوتيريش

ودعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، جوتيريش إلى "الاستقالة فورًا بعد تصريحاته"، وكتب إردان على وسائل التواصل الاجتماعي أن "جوتيريش ليس مناسبا لقيادة الأمم المتحدة"، مضيفا: "الإسرائيليون منزعجون من خطاب الأمين العام الذي قال إن العنف في غزة لم يحدث من فراغ، وإن الفلسطينيين يتعرضون لـ56 عامًا من الاحتلال".

كما أعلن إردان، أن إسرائيل سترفض منح تأشيرات لمسؤولي المنظمة الدولية، بعد تصريحات جوتيريش الأخيرة، واعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي أن تصريحات غوتيريش "بدا أنها تبرر هجوم حماس على إسرائيل".

وقال إردان لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء: “بسبب تصريحاته سنرفض إصدار تأشيرات لممثلي الأمم المتحدة، ولقد رفضنا بالفعل تأشيرة دخول لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، مضيفاً "حان الوقت لتلقينهم درسا”.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أعلن عقب جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك، إلغاء اجتماع كان مقررًا مع جوتيريش، وكتب كوهين على منصة إكس: “لن أجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة، بعد السابع من أكتوبر لا يوجد هناك مجال لنهج متوازن، يتعين محو حماس من على وجه الأرض”.

وطالبت خارجية الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، جوتيريش بالتراجع والاعتذار الفوري عن تصريحاته، بمجلس الأمن، ووصفت تصريحات الأمين العام بأنها “ألحقت الأذى بملايين الإسرائيليين”، وتابعت الخارجية في بيانها، أن كلمات جوتيريش تعكس موقفًا متحيزًا ومشوهًا تجاه إسرائيل، وتبرر الهجوم البشع في 7 أكتوبر.

وخوفاً من التهديدات الإسرائيلية، عاد جوتيريش ليتراجع عن تصريحاته قائلا إنه "صدم من إساءة فهم تصريحاته في مجلس الأمن الثلاثاء"، مؤكدا أنه من "الخطأ القول إنني كنت أبرر الأفعال الإرهابية لحماس"، موضحا أنه "تحدث أمس عن مظالم الشعب الفلسطيني ولكنها إنها لا تبرر الهجمات المروعة التي شنتها حماس".

وكان سكرتير عام منظمة الأمم المتحدة وجه انتقادات حادة لإسرائيل بسبب استمرار غاراتها الجوية دون انقطاع على قطاع غزة، رداً على الهجوم المسلح الذي شنته حركة حماس على إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقال جوتيريش، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، في نيويورك، إن "حماية المدنيين لا تعني إصدار الأوامر لأكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم والاتجاه جنوباً؛ حيث لا يوجد مأوى ولا غذاء ولا مياه ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه".

واعتبر جوتيريش أن الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وبلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الجاري لم يحدث من فراغ، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما.

وقال جوتيريش "من المهم أن ندرك بأن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، لقد تعرض الشعب الفلسطيني لاحتلال خانق على مدار 56 عاما، ورأوا أراضيهم تلتهمها المستوطنات وتعاني العنف، خُنِقَ اقتصادُهم، ثم نزحوا عن أراضيهم، وهُدمت منازلهم، وتلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم".

وفي إشارة إلى حركة حماس، ندد الأمين العام باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وهو ما يُعد جريمة حرب، وأضاف جوتيريش: "أشعر بقلق بالغ جراء الانتهاك الواضح للقانون الإنساني الدولي الذي نشهده في غزة؛ ليس هناك طرف في صراع مسلح فوق القانون الإنساني الدولي".

إسرائيل تطالب غوتيريش بالاستقالة بعد تصريحاته بشأن حرب غزة.. وكوهين: لن  أقابله
جوتيريش في رفح 

ابتزاز أخلاقى وسياسى

وحذر جوتيريش من انتشار الحرب في المنطقة، وأكد إدانته القوية للهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل، قائلاً إنها غير مبررة، وذكر أن المظالم المشروعة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من جانب حماس، كما أن هذه الهجمات المروعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

من جهته، دان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الانتقادات التي وجهها جوتيريش لحملة القصف الإسرائيلية على غزة، وقال الوزير الإسرائيلي "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟"، في جلسة خاصة لـ مجلس الأمن بشأن الأزمة.

كما طالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، باستقالة جوتيريش، وقال إردان على منصة إكس "أمين عام الأمم المتحدة، الذي يبدي تفهماً لحملة الق.تل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن، ليس مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة".

ومن جانبه، عبر متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الأربعاء عن ثقة الحكومة في الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وذلك بعد مطالبة سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة باستقالته.

ومن جانب آخر، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن الهجوم الذي يتعرض له سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من جانب إسرائيل يعكس محاولة مكشوفة للإرهاب والابتزاز الأخلاقي والسياسي، مؤكدًا أن الرجل عبر خلال كلمته أمام مجلس الأمن بالأمس عن موقف أخلاقي ومبدئي سليم يتفق وواجباته والأمانة التي يتحملها على رأس المنظمة الأممية.

جاءت كلمات أبوالغيط في تصريحات صحفية قبيل مغادرته نيويورك عائدًا للقاهرة بعد مشاركته في جلسة مجلس الأمن التي خُصصت لمناقشة تطورات الوضع في غزة.

وأكد أبوالغيط في تصريحاته أن كلمة جوتيريش جاءت معبرة عن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يُمثل ركيزة لعمل المؤسسة الأممية، وأنه يتفق تمامًا مع ما جاء فيها من أنه «في لحظة حاسمة كهذه لابد أن تكون المبادئ واضحة، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين وضمان عيشهم».

وأضاف أبوالغيط أن الهجوم المخزي الذي يتعرض له جوتيريش يهدف إلى اسكات كل صوت يصدح بالحقيقة الساطعة التي عبر عنها في كلمته عندما أشار إلى أن «هجوم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر لم يحدث من فراغ. حيث يعيش الشعب الفلسطيني في احتلال خانق منذ 56 عاماً وشهد أرضه تلتهمها المستوطنات رويداً رويداً». ودعا الأمين العام للجامعة العربية الجميع لمساندة جوتيريش في مواجهة الهجوم الفاشي الذي يتعرض له من إسرائيل بغرض اسكات صوته وابتزازه.

ومن جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، الدكتور ماهر صافي، إنه بالنسبة للأمم المتحدة وما صرح به جوتيريش هذه حقيقة، مضيفاً أن نتنياهو يحاول أن يرسل رسالة للخارج والداخل الإسرائيلي مفادها أن تل أبيب موحدة من خلال التجهيز للاجتياح البرى لغزة وإعادة الثقة فى جاهزية الجيش، ونية الحكومة فى إطالة أمد الحرب، لا سيما أن الإسرائيليين غاضبون من سياسته ويتهمونه بأنه سبب في كل ما حدث في غلاف غزة.

وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تشكيل حكومة الطوارئ في إسرائيل هدفه الأول إظهار القيادة السياسية في إسرائيل كجبهة موحدة إلا أنها في الواقع لن تستطيع إنهاء الانقسامات العميقة بين القوى السياسية في إسرائيل، ومن جانب آخر لن تستطيع تغيير سياسية الحكومة المتطرفة بقيادة نتنياهو والتي أدت بالأوضاع إلى الانفجار ولن تستطيع إعفاءه من حمل رسالتين مزيفتين أحدهما عن الوحدة الوطنية فى إسرائيل والآخر تتمثل فى إظهار القيادة الأمنية المعتدلة للحرب على غزة.

وأكد صافي أن الحقيقة الواضحة تقول إن إسرائيل ترتكب المجازر التي تجاوزت كل الحدود مخلفة ما يزيد عن 6 آلاف شهيد وأكثر من 18 ألف جريج وتدمير ما يزيد عن ٥٠٪ من البنية التحتية في قطاع غزة والتي تعتبر انتهاكات صريحة للقانون الدولي الإنساني.