الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرار روسي خطير.. ماذا يعني انسحاب موسكو من معاهدة التجارب النووية؟

الأسلحة النووية
الأسلحة النووية

وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين اليوم الخميس، على قانون بموجبه، يتم إلغاء مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية الحرب في أوكرانيا والأزمة مع الغرب، حيث هدفت معاهدة حظر التجارب النووية، التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تطبق نظرا إلى عدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

معاهدة حظر التجارب النووية

وأكدت وكالة تاس الروسية، إنه تم نشر الوثيقة التي وقع عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على موقع المعلومات القانونية الرسمية، وجاء في المذكرات المرفقة، بأن القانون المعتمد يهدف إلى استعادة التكافؤ في ما يخص الالتزامات الدولية في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية، وتم التوضيح أن الوثيقة تخلق أساسا قانونيا لانسحاب روسيا من صد التصديق على معاهد حظر التجارب النووية، ولكنها لا تعني خروجها منها.

ويصبح القانون ساري المفعول، في يوم نشره بشكل رسمي، وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء، فيما أعلن المتحدة باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن سحب التصديق على المعاهدة يجعل الوضع متساويا في مجال التجارب النووية لموسكو وواشنطن، التي لم تصدق قط على هذه الوثيقة.

وتعليقا على القرار الروسي، قال تيمور دويدار، رئيس وكالة التجارة الدولية في موسكو، إن الاتفاقية الخاصة بـ الحظر الشامل للتجارب النووية، تم توقيعها في أمريكا عام 1996، بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وإسرائيل والصين وروسيا، ولكن لم يتم تصديقها في البرلمانات التابعة لهذه الدول، لذلك ظلت معلقة، فيما وقعتها روسيا عام 2000 ثم صدق عليها البرلمان الروسي فيما بعد.

روسيا ترد على أمريكا

وأضاف دويدار، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن قرار روسيا جاء كرد فعل للولايات المتحدة والغرب، حيث أن أمريكا لا يهمها الأمر، سواء التوقيع أو الخروج وعد التصديق على المعاهدات، لذلك تم تغيير القانون في روسيا وإلغاء المشاركة في الاتفاقية وسحب الأمضاء من عقدها، مشيرا إلى أن حقول التجارب النووية في أمريكا بها تجهيزات وأعمال بناء.

وأوضح أن تخوفات الغرب من الخطوة الروسية، بسبب سياساته، لأن روسيا ليس لديها ما تخفيه، وكانت قد وقعت بالفعل على الاتفاقية، وقننت أوضاعها أمام العالم، ولكن لم يلتزم أحد، وبالتالي قد يتسع عالميا التسلح والانتشار النووي.

وكان مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، ألغى في 25 أكتوبر، التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وهو ما وصفته موسكو بانها خطوة لتحقيق التكافؤ مع الولايات المتحدة، وصوت مجلس الاتحاد لصالح الموافقة على مشروع قانون يلغي التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وتم إرسال مشروع القانون إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحصول على الموافقة النهائية عقب موافقة الدوما على مشروع القانون.

وكان بوتين، قد حذر الشهر الماضين من أن موسكو سوف تلغي قرارها الذي اتخذته عام 2000 بالتصديق على مشروع القانون، وذلك لاتخاذ موقف مماثل لموقف الولايات المتحدة التي وقعت على المعاهدة لكنها لم تصدق عليها، فيما كانت روسيا قد وقعت على المعاهدة في نيويورك في 24 سبتمبر عام 1996 وصدقت عليها في 27 مايو عام 2000.

العقيدة النووية الروسية

ومعاهدة الحظر الشامل للتجار النووية، التي أقرت عام 1996، تحظر جميع التجارب النووية في أي مكان في العالم، لكنها لم تنفذ بشكل كامل على الإطلاق، حيث لم تصدق عليها الولايات المتحدة، والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل وإيران، وهناك مخاوف واسعة النطاق من تحرك روسيا لاستئناف التجارب النووية لمحاولة ثني الغرب عن الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وقد أيد العديد من صقور السياسية في روسيا استئناف التجارب.

وفي منتصف أكتوبر، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ باليستية بهدف إعداد قواتها "لضربة نووية هائلة"، ردا على ضربة عدائية مماثلة.

وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي بحت" للأسلحة الذرية في حال وقوع هجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل، أو في حال تعرضها لعدوان بأسلحة تقليدية "يهدد وجود الدولة ذاته".

كذلك، علقت روسيا في فبراير مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائي يربط بين موسكو وواشنطن.