الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لتطوير الجودة والإنتاج.. المفتي: النبي علمنا الأخذ بأسباب العلم في كل زمان

المفتي
المفتي

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن سيدنا النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، عاش مع صحابته الكرام مدة زمنية تصل إلى 23 سنة، منها 13 سنة في مكة المكرمة، و10 سنوات في المدينة المنورة، لافتا إلى أنه وخلال هذه الفترة الزمنية، وضع سيدنا النبي تصورا لمفهوم وتصرفات وقواعد التعامل مع ولي الأمر.

وأوضح المفتي خلال لقاء تلفزيوني: "تصرفات سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم،  قسمت إلي أربعة أقسام، فقد تصرف مبلغا شرعا عن الله عز وجل، باعتباره نبيا، وفي هذا التصرف تأتي التصرفات الثلاثة الباقية، فقد يتصرف مع الناس بصفته حاكما وواليا، وإن كان هذا التصرف لم يأت فى نص، إلا أنه جاء مغلفا بصورة الوحي الشريف، لأنه يدرب الناس ويعلمهم فى كيفية الإدارة، ولم يحبذ أن يأتى هذا فى نص محدد ومجدد، وترك الأمر للناس يجتهدون فى الإدارة وتطور عصورهم".

وأضاف: "سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم،  كان فى تقديري بمثابة المعلم، وعندما جاء موسم تقبير النخل فقال لهم لا تقبروه، فلما قل إنتاج البلح، ذهبوا عليه، فقال لهم أنتم أعلم بشؤون دنياكم، وكان هدفه من هذا أن يعطي رسالة، وهو ضرورة الأخذ بأسباب فى العلم فى كل زمان ومكان، حتى يطوروا الجودة والإنتاج".

 

ولفت فضيلة المفتي إلى أن للشريعة الإسلامية منهجها الرَّصين، وضوابطها الواضحة في احتواء النوازل والمستجدات على مدى القرونِ السالفةِ، حيث إنها تعتمد على مبادئَ التيسيرِ والسماحةِ، وسهولةِ التطبيقِ، وتنزيلِ الأحكام الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة على الواقعِ بما يوافق حالةَ الإنسان الخاصةَ وظروفَ المجتمعات بشكل عامٍّ، وهذا  يُعدُّ من أهم خصائص الشريعة الإسلامية بصفة عامة، وقد أثمرَ ذلك بالضرورة صلاحيةَ هذه الشريعة لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومرونتَها الكبيرة في مواجهة النوازل والقضايا التي تَستَجِدُّ؛ ذلك لأن الشريعة الإسلامية ربانيةُ المصدر، قد جاءت بواسطة الوحي من لدن الحكيم الخبير تبارك وتعالى، مراعيةً لمصالح العباد، نافيةً لجميع صور التشدد والغُلُوِّ والتضييق.


وشدد فضيلته على أن  الجماعات المتشددة ضيَّعت قواعد مستقرة وأمورًا ثابتة عند علماء المسلمين في تفسير النصوص، فلم تفهم هذه الجماعاتُ الغاياتِ من تصرفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وخصوصية بعض المواقف دون غيرها، وهي مسألة جلية وضَّحها كثير من العلماء، فقد فرَّقوا بين تصرفات النبي الكريم في أنحاء أربعة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يتصرف بمقتضى كونه مبلِّغًا عن ربه، وقد يتصرف بمقتضى كونه قاضيًا، أو كونه مفتيًا، أو كونه وليًّا وإمامًا للمسلمين في حالات أخرى، وهذه أمور كانت حاضرة وبقوة ومعروفة عند الصحابة الكرام.