الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تطور جديد في سد النهضة.. مخاطر التحركات الأحادية على الأمن المائي

صدى البلد

تعتمد مصر والسودان بشكل أساسي على مياه نهر النيل في الشرب والزراعة، ومن هنا تأتي مخاوف البلدين من سد النهضة وتأثيره  على حصة البلدين من مياه النهر.

مصر تقترب من نصف حد الفقر المائي 


يبلغ نصيب الفرد في مصر من المياه سنويًا نصف حد الفقر المائي عالميا، ويتم سد الفجوة بين الموارد المائية المتاحة المقدرة بنحو 60 مليار متر مكعب، والطلب على المياه المقدر بـ 115 مليار متر مكعب عن طريق إعادة استخدام 21 مليار متر مكعب، إضافة إلى استيراد نحو 34 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية لسد الفجوة الغذائية، إضافة إلى تحديات التغيرات المناخية من خلال ارتفاع مناسيب البحر وزيادة موجات الحرارة العالية وتزايد موجات الأمطار والجفاف. 

أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، أن ضرورة وجود تعاون مائي فعال عابر للحدود الذي يعد بالنسبة لمصر أمراً وجودياً، لكي يكون هذا التعاون ناجحاً، فإن ذلك يتطلب إدارة الموارد المائية المشتركة على مستوى الحوض باعتباره وحدة متكاملة، كما يتطلب مراعاة الالتزام غير الانتقائي بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق، لا سيما مبدأ التعاون والتشاور لضمان الاستخدام المنصف للمورد المشترك وتجنب الإضرار ما أمكن.

وشدد الدكتور هانى سويلم، وزير الري، فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر العربى الخامس للمياه بالسعودية واجتماعات الدورة الـ15 لـ المجلس الوزاري العربي للمياه، على أن مصر انخرطت على الصعيد الدولى بفاعلية فى جميع المبادرات الدولية المائية، وتمكنت من خلال رئاستها لمؤتمر المناخ وبالتعاون مع الشركاء الدوليين من وضع المياه فى قلب العمل المناخى العالمي، وتنظيم مائدة مستديرة رئاسية عن الأمن المائي.

وتبرز أخطار التحركات الأحادية غير الملتزمة بتلك المبادئ، التي يُعد أحد أمثلتها سد النهضة الإثيوبي الذي تم البدء في إنشائه دونما تشاور ودون إجراء دراسات وافية عن سلامته أو آثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على الدول المتشاطئة، وتستمر عملية البناء والملء بل والشروع في التشغيل بشكل أحادي، وهو ما يمثل خرقاً للقانون الدولي ولا يتسق مع بيان مجلس الأمن الصادر في سبتمبر عام 2021.


تطور جديد في سد النهضة


كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، آخر تطورات سد النهضة الهندسية، وأضاف أن “التخزين الرابع انتهى انتهى فى 9 سبتمبر 2023 عند منسوب 625 م بتخزين 24 مليار م3، بإجمالى تخزين 41 مليار م3، وعبور المياه أعلى الممر الأوسط”.

وأكمل الدكتور عباس شراقي: “تم تعلية جانبي سد النهضة إلى منسوب  635-640 م ومتبقي أقل من 10 أمتار  للوصول إلى المستوى النهائي 645 م وسعة تخزينية مقدارها 74 مليار م3، وفى حالة ترك ممر أوسط (مفيض مفتوح بدون بوابات) عند منسوب 640 م فإن التخزين النهائى سوف يكون عند نفس المستوى بحد أقصى 64 مليار م3”.

وتابع الدكتور عباس شراقي: أعمال الاستعدادات للتخزين الخامس والأخير بدأت نهاية أكتوبر الماضي بفتح بوابة التصريف الشرقية لتصريف المياه التي تتدفق أعلى الممر الأوسط بعد توقف التوربينين منتصف سبتمبر الماضي، إلا أن المياه ما زالت مستمرة أعلى الممر ما أدى إلى فتح بوابة التصريف الثانية لسرعة تجفيف الممر الأوسط، ويبلغ إجمالى التصريف اليومي حاليا نحو 70 مليون م3، وبالفعل انخفضت كمية المياه أعلى الممر وسوف تتوقف اليوم أو غدا".

وأشار أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إلى أنه فى ظل تعثر المفاوضات فإنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من رفع الممر الأوسط وجانبي سد النهضة إلى المستوى الأخير خلال عدة أشهر، وقد يصل التخزين الخامس إلى 23 مليار م3 دفعة واحدة وأخيرة، كما حدث هذا العام بتخزين 24 مليار م3.

وأكد الدكتور عباس شراقي على أنه فى حالة تشغيل التوربينين أو أى توربين آخر من الإحدى عشر توربينا الجاري تركيب بعضهم فإن مياه التشغيل سوف تصل إلى السودان ثم مصر.

وكتب الدكتور عباس شراقي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان “آخر تطورات سد النهضة الهندسية”، أن دراسات سد النهضة الأولى قد أجريت بواسطة مكتب الاستصلاح الأمريكي عام 1964، وتم وضع حجر الأساس 2 أبريل 2011، وكان مقررا افتتاح المرحلة الأولى بتشغيل توربينين فى نهاية 2014، والانتهاء من سد النهضة بأكمله فى 2017، إلا أن أول توربينين تم تشغيلهما فى فبراير وأغسطس 2022 بتأخير 8 سنوات، وهما يعملان بصورة متقطعة، وحاليا متوقفين منذ منتصف سبتمبر الماضى.

وانطلقت إثيوبيا في تشيد سد النهضة منذ أكثر من 10 سنوات على النيل الأزرق، ومن وقتها ويواجه السد أزمات متلاحقة، في الوقت الذي أكد الدكتور عباس شراقي استمرار أزمة توقف توربينات سد النهضة، التي بدأت منذ شهرين، رغم المخزون الكبير الذي قامت به إثيوبيا في الملء الرابع للسد يكفى لتشغيل 13 توربينًا.