الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية المادة (99).. طلب جوتيريش تفعليها بعد 52 عاما بسب كارثة غزة

غوتيريش
غوتيريش

دخلت الحرب على غزة يومها 62 مع استمرار القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات القطاع ولاسيما مدينة خان يونس جنوبا، وسط مخاوف من كارثة إنسانية أعمق.

غزة 

أماكن آمنة في غزة

يعيش قطاع غزة أوضاعا صعبة بعد انهيار الهدنة الإنسانية، حيث أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الموسع في جنوب غزة إلى نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين وتفاقم الظروف الإنسانية المتردية في القطاع.

كما منع القتال توزيع المواد الغذائية، بينما احتشد السكان في أماكن صغيرة جداً بسبب أوامر الإخلاء الجديدة، إضافة إلى ذلك دخل الجيش الإسرائيلي خان يونس ثاني أكبر مدن غزة، ونفذ بها عمليات عسكرية مجدداً ما زاد من معاناة النزوح.

وبدورها، أعلنت الأمم المتحدة تسليم مساعدات إنسانية محدودة فقط إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، بسبب القتال الكثيف، وقالت إن جميع خدمات الاتصالات توقفت بسبب انقطاع خطوط الألياف الضوئية الرئيسية، كما شددت على عدم وجود أماكن آمنة في غزة، حتى التي ترفع علم الأمم المتحدة.

وفي الضفة الغربية نفذت القوات الإسرائيلية، اليوم الخميس، عمليات اقتحام طالت عدة مناطق بينها مدينة رام الله، بينما أعلنت كتائب الأقصى أنها أصابت جنديين إسرائيليين في اشتباكات بمخيم طولكرم في الضفة الغربية، خلال عملية اقتحام، وفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.

كذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة عددا من عمال غزة القاطنين في بلدة فرعون جنوب طولكرم، ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن القوات داهمت عمارة سكنية في الحي الشرقي للبلدة، ونفذت تلك الاعتقالات.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت الليلة مدينة طولكرم من جهتها الغربية مدعومة بآليات عسكرية وجرافات وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين.

وقالت إن القوات تمركزت في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وفرضت حصارا مشددا عليه ومنعت مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الخروج، بينما حاصرت مخيم نور شمس ونشرت قناصتها على أسطح البنايات العالية على طول شارع نابلس المحاذي لمخيمي طولكرم ونور شمس ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وسط تحليق المسيّرات في سماء المدينة.

غزة 

اشتباكات بخان يونس 

كما داهمت القوات عددا من المنازل والمحال التجارية في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة، ومنعت تنقل المواطنين، وأوقفت مركباتهم وقامت بتفتيشها.

وفي جنين، اعتقلت قوات إسرائيلية، أمس الأربعاء، شابا من قرية رابا، شمال شرق المدينة، وآخر من مخيم جنين، بالتزامن مع اقتحامها قرى وبلدات في المحافظة.

وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت قرى وبلدات سيلة الظهر والعطارة وعرانة والجلمة وفقوعة والعرقة وزبوبا، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.

أما عند شرق بيت لحم اقتحمت قوة إسرائيلية مكونة من أربع دوريات أمس قرية الرشايدة وتمركزت وسطها ونصبت حاجزا عسكريا، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية، التي أشارت أيضا إلى اعتقال مواطن في منطقة البقعة بعيدا عن القرية أطلق سراحه لاحقا.

واتهمت حركة حماس إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتبادل الأسرى والمحتجزين، مؤكدة أنها احترمت تعهداتها في موضوع النساء والأطفال.

وأعلنت الحركة أن الدخول في مفاوضات جديدة للتبادل "مرهون بوقف تام للعدوان على قطاع غزة".

من المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، غداً الجمعة، لبحث تداعيات الحرب على غزة المندلعة منذ شهرين، وذلك بعد أن حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطوة نادرة، المجلس المؤلف من 15 عضوا، رسميا على استخدام كل نفوذه لمنع وقوع كارثة إنسانية في القطاع.

وللمرة الأولى منذ تعيينه أمينا عاما للأمم المتحدة في عام 2017، لجأ أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.

تسمح هذه القاعدة للزعيم الأممي بإحالة أي مسألة يعتقد أنها تهدد "السلام والأمن الدوليين" إلى مجلس الأمن.

خان يونس 

طلب تفعيل المادة (99)

وقال موقع أخبار الأمم المتحدة، إنه نظرا لحجم الخسائر في الأرواح في غزة وإسرائيل في غضون فترة وجيزة، أرسل غوتيريش خطابا إلى رئيس مجلس الأمن اليوم يفعل فيه للمرة الأولى المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، وهي مادة نادرا ما تستخدم في ميثاق الأمم المتحدة، حيث كان آخر استخدما لها في عام 1971 وقت الحرب الهندية الباكستانية أي قبل 52 عاما من الآن.

أتت خطوة غوتيريش، الأربعاء، بعد أن كرر دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، وفقاً لموقع "أكسيوس".

كما كتب غوتيريش في رسالته إلى مجلس الأمن، أن العالم يواجه خطرا شديدا لانهيار النظام الإنساني، مشدداً على أن الوضع يتدهور بسرعة ويتحول إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة.

وأضاف أنه يجب تجنب مثل هذه النتيجة بأي ثمن، مكرراً دعوته إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلاً: "هذا أمر ملح".

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المادة (99) هي ليست مادة جديدة ولكنها إحدى المواد المهمة التي يمكن اللجوء اليها في حالة تعطل مجلس الأمن عن اصدار قرار من الفيتو الأمريكي للتعامل مع أي فيتو سواء أمريكي أو روسي أو أي دولة من دول مجلس الأمن.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه المادة تعطل آلية مجلس الأمن، وبالتالي يمكن أن تعطل ما يعرف باسم المادة الأساسية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، مؤكدا أن الميثاق حدد مهام مباشرة بالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة التدخل وطرح بعض الرؤى والتصورات ومناقشة بعض القضايا تحت بند الإلزام، ولكن المادة (99) تختلف عن مواد الفصل السابع والمواد الخاصة بالمتحدون من أجل السلام.

وتابع: الأمين العام للأمم المتحدة يستشعر حرجا كبيرا بعد أن شهدا آليه الفشل المتتالية، ففي الحقيقة فشلت كل الآليات للتعامل مع المشاريع الروسية الأمريكية وغيرها، معقبا: السلام والأمن الدولي مهددان بصورة كبيرة، فيجب التعامل مع هذه المادة.

وأضاف أن هناك آليات يتبعها الأمين العام للأمم المتحدة لهذا من خلال مجلس الامن للتشاور مع الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا وفق ما يدعوا إليه نص الميثاق وصلاحيات المخول لها للأمين العام للتعامل معها في كل الأحوال بعد ان وصلت كل الخيارات والمشروعات في مجلس الأمن الي حائط صد، والقرار العربي التي صدر بالأغلبية كان له دلالات رمزية ولكنه لم يفعل ولم ينفذ بصورة كبيرة.

وجاءت هذه التطورات بعدما تفاقمت الظروف الإنسانية السيئة بالفعل في القطاع بشكل كبير منذ انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر 7 أيام فقط بين إسرائيل وحماس في الأول من ديسمبر الجاري، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

الدكتور طارق فهمي 

اجتماع لمجلس الأمن

 وبينما دخلت العشرات من شاحنات المساعدات التي تحمل الإمدادات الإنسانية والوقود إلى غزة عبر مصر منذ يوم الثلاثاء، إلا أن قدرة الأمم المتحدة على تلقي حمولات المساعدات الواردة تضررت بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب عدة عوامل، بما في ذلك نقص الشاحنات.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن من بينها انقطاع الاتصالات والأعمال العدائية.

ويشار إلى أنه بعد وقت قصير من تعميم غوتيريش لرسالته، أعلنت الإمارات وروسيا أنهما تدعوان إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن يوم الجمعة.

ووزعت الإمارات في وقت لاحق مشروع قرار على الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن يستشهد برسالة غوتيريش ويطالب "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".

كما طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد تفعيل الأخير المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة.

ودعا بوريل عبر منصة "إكس"، أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن الدولي والشركاء الذين يشاركونهم الفكر إلى دعم الأمين العام للأمم المتحدة على مجلس الأمن التحرك فورا لمنع الانهيار الكامل للوضع الإنساني في غزة.

إلا أن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، هاجم غوتيريش، واصفا رسالته بأنها "انحطاط أخلاقي جديد".

واتهم إردان الأمين العام للأمم المتحدة باستخدام المادة (99) فقط للضغط على إسرائيل.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أمس الأربعاء، أنه قرر إلغاء تأشيرة إقامة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز.

يأتي هذا في حين ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من 16200 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة.

في حين دعت الولايات المتحدة، التي تتمتع بحق النقض الفيتو في مجلس الأمن، إسرائيل مراراً وتكراراً إلى تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وضغطت على الحكومة الإسرائيلية للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة لكنها لم تدع حتى الآن إلى وقف كامل لإطلاق النار، قائلة إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل.