الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منى أحمد تكتب: الأمل

منى أحمد
منى أحمد

في السنوات الأخيرة ومع نهاية كل عام يأمل فيه الجميع أن يكون نهاية لإحباطات وإخفاقات، أصبحت تطالعنا أخبار وتنبؤات العام الجديد بالأسوأ عاما بعد عام ، بدءا من الكوارث الطبيعية ومرورا بالحروب والتوترات إلى الجائحات التي لم نسمع عنها.


هكذا نستقبل العام الجديد بمزيد من الحذر والترقب والقلق ،الذي يصل عند البعض إلي حد التشاؤم، وبدلا من زراعة الأمل أخذا بمقولة تفاءلوا بالخير تجدوه تحول استقبال العام بآمال وطموحات وليدة إلي حالة انقباض.


ومع ما يحيط بالعالم من صراعات وأزمات اقتصادية وسياسية إلي تحورات لجائحات صحية، كلها أحداث ألقت بظلالها القاتمة علي الوجوه التي غابت عنها الابتسامة وغلفها العبوس، وشيئا فشيء غابت البهجة ومعه الأمل في قادم مبشر، وواقع أفرز بدوره ضغوطا إنسانية نتطلع جميعا لتغيرها ولو بالأمنيات .


وأصبحنا أحوج ما نكون لصناعة الأمل فلا توجد قوة في الحياة تغير المجتمعات نحو الأفضل أكبر من الأمل،  تلك الكلمة السحرية التي تقتحم القلوب قبل العقول فهي الوحيدة القادرة علي تحويل كل التحديات في الحياة إلى نجاحات وبدايات جديدة .


وصناعة الأمل هي  صناعة الحياة ، ومسؤولية  فردية ومجتمعية تبدأ من داخلنا أولا ، حيث تحريك الراكد فكل منا مسؤول ومؤتمن ، والأشياء الصغيرة تصنع آمالاً كبيرة تكون فارقة في حياة من حولنا.
فلنبدأ من أنفسنا بالابتسامة لكونها برقية  وسفيرة أمل ورسالة تسامح ،نحاول من خلالها أن ننشر الفرح في محيطنا ودوائرنا القريبة ، وأن نعلم  ثقافة الأمل ونجعلها ثقافة مجتمعية وقيمة حياتية ورؤية إنسانية لتجاوز المحن ، وقهر المخاوف وكسر حواجز التحدي والإحباط وصولا لبلوغ الآمال، وفتح أبواب للنور والجمال ، ولنحذر من وهم الخوف والتردد والجهل والعجز وفقدان الثقة بالذات ، والانسياق لأصحاب الطاقات السلبية  فهم لصوص الأمل. 


الأمل كلمة ذات سحر عجيب هي أكسير الحياة مفتاح البناء والتقدم ، ونحن في مرحلة فاصلة علي المجتمع بكل مكوناته ، نحتاج معها لصناعة ثقافة جديدة عنوانها التفاؤل حتي  يتجاوز أزماته، ولنحارب اليأس بكل إفرازاته وأدواته حتي نعطي بصيص أمل حقيقي قد نكون  فقدنا ملامح الطريق إليه ، بعيدا عن الشعارات الجوفاء حتي نستطيع مواجهة الصعاب والتحديات، ولنقدم نموذجاً حضارياً يبشر بانفراجة في كل مناحي الحياة .  


امنحوا الأمل لليائسين ابعثوا الروح ، وليكن التفاؤل هو كلمة السر في غد مشرق ليتحول الفشل والإحباط لطاقة عمل جبارة ، تكون قادرة على الإنجاز والتخيل والأبداع وصناعة المعجزات، فهل نبدأ  وننهض هذا ليس بالصعب لكن الأصعب هو ترجمة الأمل إلى واقع وهو التحدي الحقيقي ، أم أننا أمام حالة تعثرت فيها صناعة الأمل .