الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف دافع فاروق شوشة عن لغة الضاد؟..تفاصيل

صدى البلد

يصادف اليوم ذكرى ميلاد الإذاعي والأديب الراحل فاروق شوشة، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، وصاحب أشهر البرامج الإذاعية التى تغنت فى اللغة العربية، منذ بداية ستينيات القرن الماضى، ومقدم البرنامج الإذاعى الشهير "لغتنا الجميلة".

 فاروق شوشة ولغة الضاد

بدأ فاروق شوشة مسيرته مع الإذاعة المصرية، وتقلد مناصب مختلفة حتى تولى رئاسة الإذاعة في عام 1994. كان أيضًا أستاذًا للأدب العربي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

بالإضافة إلى برنامجه "لغتنا الجميلة" على الإذاعة، قدم فاروق شوشة برنامجًا تلفزيونيًا يسمى "أمسية ثقافية" ابتداءً من عام 1977، وكان أول ضيف في البرنامج هو الكاتب الراحل نجيب محفوظ، وأجرى مقابلات مع عدد من أبرز رموز الثقافة المصرية، مثل يوسف إدريس وأمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودي.

شارك الراحل فاروق شوشة في العديد من المناصب الهامة، فكان عضوًا في مجمع اللغة العربية ورئيسًا للجنتي النصوص في الإذاعة والتلفزيون، وعضوًا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيسًا لجنة المؤلفين والملحنين، وشارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية.

كان لشوشة اهتمامًا كبيرًا بالشعر، وقد اعتمد على موهبته وإبداعه في إصدار عدد من دواوين الشعر المميزة، مثل "إلى مسافرة" عام 1966، و"العيون المحترقة" عام 1972، و"لؤلؤة في القلب" عام 1973، و"في انتظار ما لا يجيء" عام 1979، و"الدائرة المحكمة" عام 1983، و"الأعمال الشعرية" عام 1985، و"لغة من دم العاشقين" عام 1986، و"يقول الدم العربي" عام 1988، و"سيدة الماء" عام 1994، و"وقت لاقتناص الوقت" عام 1997، و"الجميلة تنزل إلى النهر" عام 2002.

كما قام الراحل بتجربة في شعر الأطفال في ديوانه "حبيبة والقمر"، وكتب أيضًا مؤلفات نثرية مثل "أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي" و "أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي" و "العلاج بالشعر" و "لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة" و "مواجهة ثقافية" و "عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية)".

حصل فاروق شوشة على العديد من الجوائز والتكريمات،من بينها جائزة كفافيس العالمية في عام 1991، وحصوله على جائزة النيل في عام 2016، وهي أعلى وسام يُمنح للأدباء في مصر.

كان الراحل فاروق شوشة يؤمن بأن اللغة العربية ستبقى جميلة، وأنها لن تفقد سحرها وتألقها عبر الزمن،كان يعتقد أن التحديات التي تواجهها اللغة العربية لن تزيدها إلا قوة وتعلّقًا من قبل أهلها، وسوف تستمر في الانتشار بفضل ثرائها وجمالياتها الفريدة، وظلت هذه الثقة رفيقة له حتى رحيله عن عالمنا في 14 أكتوبر تشرين الأول عام 2016 في قرية الشعراء، مسقط رأسه في محافظة دمياط. وتظل هذه الثقة متواصلة في سيرته وفي ذاكرة محبيه وقرائه في العالم العربي، حيث يبقى اسمه مرتبطًا بما أحبه وهو "اللغة العربية" و"الجمال".