الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منى أحمد تكتب: غزة على صفيح ساخن

صدى البلد

طوفان الأقصى المذل والمهين لإسرائيل ,رغم تجاوزعدد الضحايا الفلسطينيين لرقم الـ 100 ألف بين شهيد وجريح تبعات 7 أكتوبر، لم تتوقف محاولات التوسط لوقف إطلاق النار ومع كل جولة جديدة يلتقي خلالها الوسطاء وأطراف النزاع، يتكرر السؤال عن فرص كل جولة في تحقيق الهدف والتوصل إلى اتفاق.

وتبذل القاهرة مساعي كبيرة لحقن دماء الشعب الفلسطيني الأعزل، لكن تباين مواقف الحليف الأكبربين مزدوجين، فمن جانب هناك دعم لا محدود للكيان الصهيوني وهو من ثوابت أيديولوجيات السياسة الأمريكية.

ومن جانب آخر فمع إطالة أمد الحرب وقتل آلاف الفلسطينيين، وترك مئات الآلاف من الجرحى دون علاج وتشريد مثلهم، نزع غطاء الشرعية عن الحرب العادلة الذي تتدعيه إسرائيل، ليحرج الإدارة الأمريكية أمام الرأي العام الداخلي، في ظل انتخابات أمريكية مرتقبة في نهاية خريف 2024، وجاء سوء إدارة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليلقي بظلاله القاتمة ويضعف مكانة الرئيس جو بايدن أمام غريمه الجمهوري دونالد ترامب الذي لن يكون أفضل حالا في التعاطي مع مجريات الأحداث على الأرض .

وتريد واشنطن وضع حد للحرب في غزة للحفاظ علي نفوذها في المنطقة من جانب ،وعدم تطور الصراع الي حرب اقليمية من ناحية أخري والذي بدأت بودراه تلوح في الأفق ،في الوعد بتحقيق الرغبة الإسرائيلية بالقضاء علي حماس وقياداته في مرحلة لاحقة.

ومن هذا المنطلق تم إيفاد رئيس المخابرات المركزية الأمريكية، ليعطي دفعة للتفاوض بين حماس وإسرائيل لتهيئة الفرصة لهدنة إنسانية، رغم وقوف واشنطن عقبة أمام أي مشروع لوقف اطلاق النار في مجلس الأمن، لكنها الرغبة في إنقاذ سمعتها وتحسين صورة الإدارة الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية.

أبرز ما نص عليه المقترح الأمريكي الذي رفضته حماس، وقف مؤقت لإطلاق النار لستة أسابيع، وإطلاق سراح 900 فلسطيني معتقل منهم 100 من المحكوم عليهم بالسجن مدي الحياة، مقابل 40 رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة. 

وأبدى كل من الجانيبن الفلسطيني والإسرائيلي تحفظات علي المقترحات الأمريكية، تمثلت في الوقف المؤقت، فحركة حماس تريد وقفا مستداما للحرب، نقطة الخلاف الثانية كانت تحديد أسماء الرهائن الـ 40 الذين ستفرج عنهم حماس وهل هم من الأحياء أم الأموات، حماس ترغب في وقف إطلاق نار لحصر الرهائن المحتجزين في مناطق عدة، وهذا يتطلب بعض الوقت ، وأن كان يرجعه البعض لعدم وجود هذا العدد بين الأحياء لدي حماس. 

النقطة الخلافية الأخري هي رغبة اسرائيل والمفاوض الأمريكي في أن يكون من بين ال40المفرج عنهم عسكريين،وهو ما ترفضه حماس فالعسكريين لهم حسابات أخري لدي المقاومة الفلسطنية للتفاوض عليهم في مرحلة لاحقة، مقابل خروج جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاسرائيلية.

أحد نقاط الخلاف الهامة تحديد أسماء الفلسطينيين المفرج عنهم ،فهناك بعض الأسماء التي ترغب المقاومة في الإفراج عنهم وهو ما ترفضه إسرائيل ويعارضه الرأي العام الإسرائيلي. 

أحد المطالب الهامة لحماس هوعودة الفلسطينيين العالقين إلي منازلهم، والذي وضعت له إسرائيل شروطا قاسية، منها الخضوع للفحص الدقيق وهو ما تعتبره حماس ذريعة لاعتقال الآلاف دون وجه حق، فمن ناحية يفرجون عن الأسري بموجب الاتفاق الأمريكي، ومن ناحية يضعون آخرين بدلا منهم بموجب الفحص الدقيق. 

الوضع المتازم لاينذر بحلول وشيكة،فاسرائيل مع دخول عدوانها شهره السادس ،فشلت في تحقيق النصر، أوتحرير أي أسيرمختطف لدي الجانب الحمساوي،ولاتزال تبحث حكومة نتنياهو عن صورة المنتصر،ولن يتحقق هذا إلا باجتياح رفح آخر تحصينات حركة حماس.

وحماس يصعب عليها تقديم تنازلات، في ظل تمسكها بوقف دائم لاطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة،وعودة النازحين إلي الشمال دون قيود ،والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والأفراج عن المعتقلين الفلسطينيين مقابل تحرير الأسري، وهي الورقة الرابحة لديها في ظل صمود ميداني وخسائر يومية تكبدها للجيش الأسرائيلي.

عدم جدية الضغط الدولي علي أسرائيل يحول دون إنهاء الحرب علي الشعب الفلسطيني في غزة، رغم تصريحات قادة أوربا المنددة بوحشية الاحتلال الإسرائيلي أمام المجازر المرتكبة في حق النساء والاطفال والمدنيين العزل ،والتي صدرت لتجميل الصورة أمام شعوبهم المنتفضة للأنسانية المهدرة بقطاع غزة.

ولا توجد معطيات توحي بنتائج إيجابية  لجزلات المفاوضات والتي اصبحت تدور في حلقة مفرغة بين مطالب حمساوية  لن تتحقق وتعنت وصلف حكومة تل أبيب.

وقف العدوان علي غزة لن يتأتي إلا بالصمود الفلسطيني ,ويتوقف مشهد تحقيق الانتصار الأسرائيلي علي قوة  المقاومة,وتبقي  كلمة الفصل لصاحب النفس الأطول , وكلما أستطاعت المقاومة الوصول بقوات الأحتلال لمرحلة الأنهاك والأحراج الدولي أمام العجز في تحقيق الأهداف، استطاعت أن تحول المحنة الفلسطينية إلي منحة لتسويات سلمية.