الولايات المتحدة تحذر إسرائيل: "الحرب المحدودة" مع لبنان قد تؤدي إلى تدخل إيراني

حذرت إدارة بايدن إسرائيل مؤخرًا من فكرة الانخراط في "حرب محدودة" مع لبنان، محذرة من أن مثل هذا الصراع قد يؤدي إلى التدخل الإيراني. ويأتي هذا التحذير وسط تصاعد المناوشات بين إسرائيل وحزب الله، والتي اشتدت منذ 7 أكتوبر، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تحدثوا إلى أكسيوس.

تصاعد التوترات
يشهد الوضع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية تقلباً متزايداً، مع قيام الجانبين بتوسيع نطاق هجماتهما في الأسابيع الأخيرة. أطلق حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي على مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا من الحدود، مما أدى إلى دمار وتهجير كبير. ولم يعد أكثر من 60 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من الشمال إلى ديارهم بعد بسبب الأعمال العدائية المستمرة.

الجهود الدبلوماسية الأمريكية
تسعى الولايات المتحدة وفرنسا بنشاط إلى إيجاد حل دبلوماسي لتهدئة التوترات، لكن التقدم كان بطيئا. وشدد المسؤولون الأميركيون على أن وقف إطلاق النار في غزة أمر بالغ الأهمية لاستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر على مخاوف الولايات المتحدة الخطيرة بشأن التصعيد المحتمل، مشيراً إلى أن الصراع الموسع سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح وزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.

التدخل الإيراني المحتمل
أبلغت إدارة بايدن إسرائيل أن الغزو البري للبنان، حتى لو اقتصر على المناطق القريبة من الحدود، قد يؤدي إلى تدخل إيراني. وتشمل السيناريوهات التي تمت مناقشتها إمكانية إغراق لبنان بمسلحين من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن، وانضمامهم إلى الصراع ضد إسرائيل.

الرد الإسرائيلي
ويتعرض الجيش الإسرائيلي لضغوط متزايدة لتصعيد رده على هجمات حزب الله. صرح الميجور جنرال أوري جوردين، قائد القيادة الشمالية لجيش الدفاع الإسرائيلي، بالتزام جيش الإحتلال الإسرائيلي باستعادة الأمن في شمال إسرائيل. ومع ذلك، أكد مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن التركيز يظل على هزيمة حماس في غزة وتجنب الحرب في لبنان، مع أي تحول في هذه السياسة قد يكون له عواقب بعيدة المدى.

التداعيات الاستراتيجية
إن الصراع الدائر له آثار أوسع على الاستقرار الإقليمي. وقد أدت الهجمات الناجحة التي شنها حزب الله بالطائرات بدون طيار والصواريخ منذ شهر مايو إلى تفاقم الوضع، وقد يؤدي الصراع المطول إلى استنزاف الموارد الإسرائيلية ويؤدي إلى اتفاق مماثل للاتفاق الذي يجري السعي إليه حالياً. وعرض الجيش الإسرائيلي خيارات لتوسيع القتال، بما في ذلك غزو بري محتمل يهدف إلى إبعاد قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن الحدود.

وتسلط تحذيرات إدارة بايدن الضوء على التوازن الدقيق المطلوب لإدارة الصراع الحدودي الإسرائيلي اللبناني دون إثارة حرب إقليمية أوسع تشمل إيران. ولا يزال الوضع محفوفا بالمخاطر، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد والتوصل إلى حل مستدام.