قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نسرين حجاج تكتب: "مصطفى فهمي: الفنان الذي جمع بين الرقي والبساطة"

نسرين حجاج
نسرين حجاج
×

في ذكرى مرور أربعين يومًا على رحيل الفنان القدير مصطفى فهمي، نتذكر فنانًا مبدعًا أثرى حياتنا بأعماله المميزة وترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن. كان المرحوم مصطفى فهمي ينتمي إلى عائلة عريقة من البشوات، حيث كان والده محمود بيه فهمي وجده محمد باشا فهمي. هذا الأصل العريق ينعكس في رقيه وأخلاقه وتربيته العالية.

الصفات الشخصية والإنسانية
كان الفنان مصطفى فهمي مثالًا للأخلاق الحسنة، حيث كان دائم الابتسامة ومحبًا للحياة. إذا قابلته في الشارع وطلبت صورة، ستجده مرحبًا ويمزح معك، لتأخذ أحلى صورة بأحلى ابتسامة. تميز بتواضعه في مواقع التصوير، وهي سمة أصيلة فيه كرجل نشأ في بيت كريم. كان يحرص على إبقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء، ومع ذلك، شعر بالحزن عندما تم تناول حياته في وسائل الإعلام بشكل غير دقيق وظالم.

لم يكن من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي ولا يحب صفحات النميمة، لكنه كان يطلع بالصدفة من الأصدقاء على ما يُنشر. كان عاشقًا للحياة، محبًا للألوان والماء والرياضة، وكان يصف نفسه بأنه "كائن نهاري" لأنه لا يفضل السهر إلا في المناسبات. كان دائمًا مبتهجًا ومتفائلًا، ولا يحب الحزن أو المرض أو المستشفيات.

مواقف إنسانية مؤثرة
• كتبت جارة مصطفى فهمي عن موقف مؤثر حدث معها، حيث كانت ترافق خالتها التي أجرت عملية جراحية، وصعدتا السلم الطويل. فجأة، تفاجأتا بالفنان مصطفى فهمي يقف مبتسمًا ويفتح لهما باب المصعد. تقول الجارة إن خالتها شعرت بسعادة غامرة وكأن قلبها قد جُبر بلطفه. أكملت الجارة قائلة: "يا رب، أشهدك أن هذا الرجل طيب ويجبر الخواطر." ودعت الله أن يجعلها جارته مرة أخرى، لأنه كان إنسانًا جميلًا وحنونًا.

* تتلقى دينا مصطفى فهمي يوميًا مئات الرسائل التي تعبر عن حب الناس لوالدها الراحل. لكن رسالة صوتية واحدة لفتت انتباهها بشكل خاص، كانت من حارس العمارة القديمة التي كان يسكن فيها والدها. في الرسالة، ترحم الحارس على والدها وشاركها ذكريات إنسانية معه، مشيدًا بتواضعه وكرمه وحبه للآخرين. هذا الموقف يتكرر ملايين المرات مع أشخاص تفاعل معهم والدها، حيث كان يعامل الجميع بلطف واهتمام، بغض النظر عن مكانتهم. كان مصطفى فهمي قلبًا نابضًا بالحب والابتسامة، يحتضن الجميع، البسيط قبل الغني.

•سألت الفنان مصطفى فهمي يومًا: "ألا تنزعج من المعجبين الذين يستوقفونك باستمرار أثناء سيرك أو تناولك الطعام ويرغبون في التقاط الصور معك؟" فأجاب بابتسامة دافئة وحنان: "هذا تعبير عن حبهم لي، وهو حقهم عليّ. لا يهم إذا كنت حزينًا أو سعيدًا، بل يجب أن أحتفي بحبهم وأرسم الابتسامة على وجهي حتى لو كنت متعبًا، لأن كل ما يريدونه هو تلك الصورة، التي ستكون ذكرى جميلة لهم، وسأفرحهم بها."

مسيرته الفنية والإجتماعية 
أخطأ الإعلام في تحديد عمر الفنان القدير مصطفى فهمي، حيث وُلد في عام 1947، مما يعني أنه كان يبلغ من العمر 77 عامًا. كان يحب الخروج ويخشى الوحدة، لذا كان يفضل صحبة الأصدقاء والأنشطة الاجتماعية، ولم يكن يحب الكآبة أو الشكوى المستمرة. كان يخصص ساعتين يوميًا للرياضة، محبًا للتمارين وملتزمًا بنظام غذائي صحي.
كان الفرق بينه وبين أخيه الفنان حسين فهمي هو قلة ظهوره الإعلامي، حيث كان يفضل أن يظهر في أدواره فقط، خفيفًا كالنسمه. عندما يلتقطه أحد ليتصور معه، كان الأمر أشبه بالعثور على كنز، فهو محبوب للغاية. لاحظنا جميعًا رسائل الرثاء التي عبرت عن مدى تميز حضوره وطيبته وبهجته، فقد كان يشع نورًا في أي مكان يظهر فيه.

مصطفى فهمي، الفنان الذي ترك لنا إرثًا جميلًا وراقيًا في مكتبة الأفلام والمسلسلات. بدأ مشواره الفني كمساعد تصوير في فيلم "أميرة حبي أنا"، وبدأ التمثيل بالصدفة في فيلم "أين عقلي". تميزت مسيرته الفنية بمشاركته في العديد من الأعمال المميزة التي أثرت في قلوب الجماهير، مثل "دموع في عيون وقحة"، "أميرة حبي أنا"، و"الحفار". ومن أحدث أعماله فيلم "أهل الكهف" و"السرب". 
إليك بعضًا من أعماله البارزة:
• "دموع في عيون وقحة"
* "أميرة حبي أنا"
* "الحفار"
* "أهل الكهف"
* "أين عقلي"
* "قصة الأمس"
* "حياة الجوهري"
* "نبتدي منين الحكاية"
* "أيام في الحلال"
* "أيوب"
* "إمرأة قتلها الحب"
* "لصوص خمس نجوم"
* "عمليات خاصة"
* "سوق الزلط"
* "أحلام البنات"
* "الحب وأشياء أخرى"
* "القلب يخطئ أحيانا"
* "بنات سعاد هانم"
* "دمعة على خد الزمن"
* "حلم العمر كله"
* "البحث عن السعادة"
* "مدرسة الحب"
* "السرب"
هذه الأعمال وغيرها رسخت حبه في قلوب الجماهير. أما على الصعيد الشخصي، فقد تكونت أسرته من ابنيه عمر ودينا، من زوجته الأولى السيدة باتريزيا، التي تحمل الجنسية الإيطالية.
وداعًا برنس الشاشة المصرية، مصطفى فهمي، الإنسان الخلوق، رقيق القلب، وديع الملامح، جميل المحيا والسريرة. برحلتك الفنية الخالدة في عالم السينما والتلفزيون، لمست قلوبنا بحبك وبأخلاقك الدمثة التي ستظل مثالًا يُحتذى به. بإبتسامتك الساحرة، ستبقى في قلوبنا بذكراك العطرة وإرثك الفني الذي لن ينساه الزمن. نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته.