نفت وكالة "تسنيم" الإيرانية ما تردّد عن تعرّض محطة "منتظر قائم" لتوليد الكهرباء في مدينة كرج، الواقعة غرب العاصمة طهران، لأي هجوم أو عمل تخريبي.
وأكدت الوكالة أن الحريق الواسع الذي اندلع مساء السبت بالمحطة، والذي أثار ذعراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، نجم عن عاصفة جوية قوية ضربت المنطقة، وليس بفعل اعتداء خارجي كما روّجت بعض المصادر.
وبحسب بيان الوكالة، فإن العاصفة تسبّبت في انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من مناطق كرج، فيما باشرت فرق الطوارئ والإمداد عمليات الصيانة لإعادة الخدمة إلى وضعها الطبيعي في أسرع وقت ممكن.
المحطة المتضررة تُعد من أكبر محطات توليد الطاقة في المنطقة بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 1600 ميغاواط، وهو ما أثار مخاوف جدية من احتمال تأثير الحريق على استقرار شبكة الكهرباء غرب طهران. وقد تناقلت مواقع إيرانية صوراً ومقاطع مصورة تُظهر ألسنة اللهب وهي تتصاعد من داخل منشآت المحطة، وسط حالة استنفار كبيرة لفرق الإطفاء والإغاثة.
ورغم ضخامة الحريق، لم تُعلن حتى اللحظة الجهات الرسمية عن وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية، مع استمرار التحقيقات لتحديد الأسباب الدقيقة للاشتعال، وما إذا كانت الأحوال الجوية وحدها كافية لتفسير الحادث بهذا الحجم.
بالتزامن مع حادثة محطة الكهرباء، اندلع حريق آخر واسع النطاق داخل مصنع لصناعة الكرتون في منطقة نظر آباد بمحافظة البرز، وفق ما أفادت به وكالة أنباء "مهر" الإيرانية. وذكرت التقارير أن الحريق طال 12 موقعاً داخل المصنع، من دون أن تُعرف بعد أسباب الحادث أو ما إذا كان على صلة بما جرى في محطة الكهرباء.
المشاهد التي التُقطت من موقع الحريق أظهرت تصاعد سحب كثيفة من الدخان واللهب، فيما واصلت فرق الدفاع المدني محاولاتها الحثيثة للسيطرة على النيران.
المشهد الميداني في مدينة كرج ازداد تعقيداً بسبب زلزال بلغت قوته 4 درجات على مقياس ريختر، ضرب المدينة في توقيت متزامن تقريباً مع اندلاع الحريق. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن سكان طهران شعروا بالهزة الأرضية، ما زاد من حدة الذعر في صفوف السكان، لا سيما في ظل أجواء عاصفة وغبار كثيف غطى سماء المنطقة.
وأكدت تقارير محلية أن الزلزال وقع حوالي الساعة التاسعة مساءً، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء، فيما تسابق السلطات الزمن للسيطرة على الوضع وإعادة الخدمات الأساسية، وسط ترقب لإعلان نتائج التحقيقات في ملابسات الحرائق المتزامنة.