حل الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، ضيفا على الإعلامية لميس الحديدي في برنامج " كلمة اخيرة " المذاع على قناة " أون"، وتحدث أبو الغيط عن الأوضاع في غزة وسوريا ولبنان ومختلف القضايا العربية.
انتهاكات الاحتلال بغزة
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن المجتمع الدولي تجاهل قضية فلسطين لسنوات، وإن الولايات المتحدة دفعت العرب بفكرة "طبعوا مع إسرائيل والقضية الفلسطينية سوف تحل نفسها".
وقال أبو الغيط، أن الشعب الفلسطيني لم يقبل بتلك الأوضاع، واستفاق الجميع على ما حدث في 7 أكتوبر، وأوضح أن التدمير الذي حدث في غزة يُجرّمه القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، وأن المأساة الكبرى أن يُقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني ولا أحد يتحدث عنهم في العالم.
تابع: " وصل بي الحال عيني عينك وعلى مستوى الاجتماعات الكبيرة قلت للعالم الغربي : يبدو إن حقوق الإنسان لديكم نوعان: إنسان أوروبي مثل المولدفاي أو الاوكراني له وضع وإنسان عربي أو إفريقي.له وضع أخر ".
تحديات أمام القضية الفلسطينية
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الدول العربية تمر بأصعب فترات المائة عام الأخيرة، مضيفا: “أبلغ من العمر 82 عاماً، ولم أشهد في السبعين عاماً الأخيرة دولاً عربية على شفا الضياع، وأخرى بها حروب أهلية”.
وقال أبو الغيط ،: “لم أشهد وضعاً تتسم فيه القضية الفلسطينية بهذا القدر من التحدي الهائل، كما أنني لم أرصد على مدى 50 عاماً إسرائيل بهذا القدر من التوحش في الإقليم”.
وأشار إلى أن الكثيرين يقارنون ما جرى في عام 1967 وما يجري الآن، قائلاً: "حرب 67 مثّلت هزيمة مخيفة للعالم العربي، والدول العربية حينها ضُربت ضرباً مبرحاً، ولكنها استطاعت، على الأقل في فترة تالية وعلى مدار عدة سنوات، أن ترد على إسرائيل".
وواصل: "على سبيل المثال وليس الحصر، مصر قامت بعمل عسكري كبير ضد إسرائيل واستعادت كل الأراضي المصرية، تم استعادتها بالكامل".
وأوضح أنه في الوضع الراهن، فإن دولة مثل سوريا، التي فقدت الجولان في 1967، فقدت المزيد من الأراضي بتواجد إسرائيلي عدواني غير شرعي وغير قانوني في جبل الشيخ وجنوب الجبهة السورية، وهذا وضع غير مريح.
وأضاف: "السودان أيضاً يعيش حرباً أهلية، والعراق يخرج الآن فقط من آثار احتلاله في 2003، وكذلك الحال في ليبيا التي لها حكومتان، واليمن الذي به مجموعة غير شرعية وحكومة شرعية ويعاني انقساماً".
وشدد على أن الإقليم يعاني من تدخلات خارجية من دول إقليمية ودولا كبيرة مثل إيران على سبيل المثال.
ورداً على سؤال الحديدي: "هل ستكون كل تلك الأوضاع حاضرة على أجندة قمة بغداد رقم 34؟" قال: "بالفعل، ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة العربية في بغداد، وهي قمة عادية لها جدول أعمال، وبالتالي ليست استثنائية تخص موضوعاً واحداً، ولن تكون قاصرة على القضية الفلسطينية، لأن قمة "فلسطين" عُقدت مرتين خلال 12 شهراً في الرياض والقاهرة".
وتساءلت الحديدي: "ماذا ننتظر من هذه القمة؟"، ليرد: “مجرد اجتماع القادة العرب لمناقشة أوضاعهم يمثل رسالة بأن العرب موجودون، وأن الدول العربية، التي تمتد شرقاً وغرباً بمسافة ووقت سفر يتجاوز 13 ساعة من مسقط وحتى أغادير بالمغرب، موجودون”.
القمة العربية
أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن الحضور في القمة العربية لن يكون كاملا على مستوى الرؤساء وأريد أن اقول أن الحضور يتحدد في اليوم السابق للقمة.
وقال أبو الغيط : الأمين العام للجامعة لديه بند يتيح له التقدم بالمبادرات وأنا كأمين عام يتدخل في الخلافات العربية وفقاً لميثاق الجامعة وتقديره للموقف، بحسب الوضع في كل مشكلة ".
وأضاف أبو الغيط :" في بعض الاحيان أتقدم بالمبادرة وفقاً للموقف على الارض حيث أرى حينها أنه يجب أن نركن للهدوء والمبادرة لحل الخلافات وفي أحيان أخرى لايكون هناك دور على سبيل المثال الخلافات الجزائرية المغربية هو وضع منذ 50 سنة في خلافات ونقاشات وإحتدام على قضية " الصحراء “ والاطراف في المشكلة لاتفضل التدخل ”.
وتابع أبو الغيط:" هناك أمور أخرى وقضايا مثل الازمة السودانية الاماراتية الجامعة العربية مُكلفة هي والأردن بإعداد مقترحات للتوفيق بين السودان والإمارات".
ترامب وحرب غزة
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن أمله في أن تثمر زيارة ترامب للمنطقة عن فرض وقف لإطلاق النار في غزة، قائلاً: "أملي كبير أن يفرض ترامب وقف إطلاق النار في غزة كنتيجة مباشرة لزيارته للمنطقة، وأملي كبير في المضيفين أن يسعوا لإقناعه وتلقينه بظروف المنطقة، وبالعلاقة الفلسطينية الإسرائيلية، وبالتهديدات التي يمكن أن تصيب المنطقة برمتها جراء هذا التوحش والأداء الإسرائيلي غير المسبوق."
وقال أحمد أبو الغيط، :" لا ينبغي لأي سياسي أو خبير في العلاقات الدولية أن يدعي القدرة على فهم سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو التنبؤ بما قد يصدر عنه".
وأوضح أبو الغيط قائلاً: "لقد راقبت ترامب بإمعان شديد خلال فترته الأولى في الحكم، وخلال الفترة الحالية، وتأكدت من أنه لا ينبغي لأي سياسي أو مشتغل بالعلاقات الدولية أن يتصور أو يزعم أنه قادر على فهم ما يمكن أن يصدر عن ترامب من نوايا وأفكار ومبادرات. لا شيء ينبغي توقعه، وينبغي في المقابل توقع كل شيء."
وتابع أبو الغيط، :" لا ينبغي الإسراع في التوقعات، وعلينا مراقبة نتائج زيارة ترامب بكل عناصرها، لنرى ماذا سيقدم للعرب، وماذا سيقدم العرب له؟".
احتدام بين أمريكا وإسرائيل
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنه يرصد حالة من الاحتدام المكتوم بين أمريكا وإسرائيل، مشيراً إلى أنه لاحظ هذا الأمر شخصيًا منذ فترة.
وقال أبو الغيط، إن واشنطن بادرت بالتواصل مع حماس بدون إخطار إسرائيل، كما أنها لم تُبلغ تل أبيب بنيتها عقد اتفاق مع الجانب الحوثي لوقف إطلاق الصواريخ ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، ومن ثم توقف القصف الأمريكي.
وأضاف: "طلبوا من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحضور إلى واشنطن، وهو لا يعرف السبب، وربما كان يتصور أن الحديث سيتطرق لتوجيه ضربات لإيران، لكن تم إبلاغه بأن المفاوضات بدأت مع إيران حول الملف النووي."
وأردف: "عندما سُرب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي حينها، مستفسرًا عن كيف يمكن أن يكون هناك تنسيق أو جهد أمريكي-إسرائيلي مشترك ضد إيرانحول الضربات ، قرر ترامب عزل مستشار الأمن القومي بسبب تواصل نتنياهو معه بشأن هذا التنسيق."
وشدّد أبو الغيط على أن "كل تلك المشاهد تعكس وجود أمر معقد في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، وليس كما تبدو أنها (سمن على عسل)."
وعلّقت الإعلامية لميس الحديدي قائلة: "على الأرض هناك أكثر من 52 ألف شهيد، وقصف مستمر لتجويع الشعب الفلسطيني، وإيقاف المساعدات... كلها شواهد تتناقض مع هذا الخلاف؟"، فرد قائلاً: "الإدارة الأمريكية لم تطلب من إسرائيل وقف القتال حتى الآن، لكن يبدو أيضًا أن هناك خلافًا آخر بين أمريكا وإسرائيل حول توزيع المساعدات."
وحول أهمية وجود مسؤولية عربية في توزيع المساعدات وإيصالها، علق أبو الغيط: "وصول المساعدات للشعب الفلسطيني مسؤولية المجتمع الدولي أولاً وأخيراً، والمجتمع العربي يساعد في حل الأزمة طبقًا لقدراته الدبلوماسية والسياسية."
مصلحة القضية الفلسطينية
أكد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، أن المؤتمر الدولي المقرر انعقاده في شهر يونيو المقبل في نيويورك، يبحث في تهيئة السياق الذي يسمح ببزوغ الدولة الفلسطينية.
وأضاف،: "نبحث في مؤتمر نيويورك الإصلاح الفلسطيني وتهيئة الإدارة الفلسطينية للضفة وغزة، حيث سيُعقد على مدار ثلاثة أيام، وسيشهد سبع موائد مستديرة."
وأشار أبو الغيط، إلى أن: "إصلاح السلطة الفلسطينية نوقش كثيرًا في دوائر كثيرة، وجامعات كثيرة، ودوائر فلسطينية متعددة، وليس مجالًا للحديث فيه الآن، وما أقصده أنه لا بد أن تكون هناك منهجية واضحة سياسية واقتصادية واجتماعية للحديث عنه، ولا بد من فهم طبيعة الشعب الفلسطيني والوضع الفلسطيني للحكم، فهل هو إصلاح كافٍ أم غير كافٍ؟".
ولفت أبو الغيط إلى أن الإمكانيات الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة الغربية محدودة جدًا، معلقًا: "السلطة الفلسطينية توظف أفرادًا للعمل، فهي توظف أفرادًا لكي تخدم مجتمعًا لا موارد له، ويصعب عليّ أن أتصور أي مجتمع مرّ بأسوأ أوضاع حياتية كما مرّ بها المجتمع الفلسطيني في الـ18–20 شهرًا الأخيرة، وكذلك المجتمع السوداني في الحرب الأهلية الأخيرة.
وعن موقف حماس ومستقبلها في قطاع غزة، قال أبو الغيط: "إذا كانت المصلحة الفلسطينية والشعب الفلسطيني تتطلب قرارات صعبة؛ فعلى حماس الاستجابة".
وتابع: “إذا رأى الشعب الفلسطيني تنحي حماس؛ فعليها أن تفعل”، وشدّد على أن السلطة الفلسطينية هي التي يجب أن تدير قطاع غزة، متابعًا: "إسرائيل تقول 'لا' حتى يُفرض عليها قول 'نعم'."
وحول توقعات الاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع يونيو؛ كشف أن عددًا من الدول الأوروبية موافقة على الاعتراف بدولة فلسطين، وأن اعتراف فرنسا، إن حدث؛ سيكون له تأثيرا.
وأجاب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول مقارنة ما يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، وما تقدمه الجامعة العربية لفلسطين، وذلك خلال لقائه معها في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON.
قال أبو الغيط: "رأيت في بعض الصحف مقارنة بين فيتنام وغزة، وما أريد أن أوضحه أن مساحة غزة لا تتجاوز 50 كلم طولًا و10 كلم عرضًا، وبالتالي هي مساحة لا تسمح بحرب عصابات أو بحرية حركة كبيرة، كما كان الحال في الجزائر في نضالها الثوري العظيم، أو في فيتنام أو جنوب شرق آسيا في الخمسينيات والستينيات. غزة محاطة بالكامل، ما عدا الحدود مع مصر".
وأكد: "مصر حاربت وتحملت مسؤولية كبيرة، ولا ينبغي لأحد أن يتصور أنه يمكن أن يعود الحديث عن دعم فلسطين بالسلاح كما حدث من قبل الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا".
فقاطعته الحديدي قائلة: “أنا لا أتحدث عن هذا، بل أتحدث عن دعم الجامعة العربية السياسي، الذي لا يشبه دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا”.. ليرد أبو الغيط: "الدعم السياسي العربي هائل، ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والبحرين يتحركون عالميًا كثيرًا لدعم فلسطين".
وحول التغطية الإعلامية لما يحدث في غزة، قال أبو الغيط إن "التغطية الإعلامية لأحداث غزة والضفة في الـ 20 شهرًا الماضية ربما توازي تغطيات الإعلام لأحداث العالم العربي خلال 20 عامًا".
وأوضح أن "التعامل بالعقل والتحرك الدبلوماسي في القضية الفلسطينية؛ أفضل من دعوات الجهاد ضد إسرائيل"، مشيرًا إلى أن "أدوات الضغط الدبلوماسي العربي متاحة في الأمم المتحدة".
سوريا والجامعة العربية
أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن السماح لسوريا بالعودة للجامعة العربية وبدء الحوار معها؛ محاولة عربية لدعمها.
وأوضح أبو الغيط، في معرض رده على سؤال الإعلامية: هل تخيلت هذا السقوط السريع لنظام الأسد؟: أن النظام السوري السابق نخر السوس جسده منذ سنوات طويلة، قائلاً: “ السوس نخر جسد نظام الأسد منذ سنوات فضلا عن الحديث عن الفساد”.
وأشار إلى أن تخلي روسيا وإيران عن نظام الأسد، كان سريعًا، وأن الرئيس السوري السابق فقد شرعيته وولاء الشعب، وحتى جيشه لم يحارب للدفاع عنه.
وكشف أبو الغيط، أن الغرب يطالب الجماعة الحاكمة في سوريا حاليًا بعدم فرض رؤيتها على المجتمع السوري.
وعن أي لقاءات جمعت بينه وبين الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، قال: "التقيت الرئيس الشرع.. ولم يجر بيننا حوار".
موقف الجامعة العربية من قضايا المنطقة
تطرق الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى تطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة، ودور الجامعة العربية في دعم الاستقرار والشرعية.
قال أبو الغيط إن الجامعة العربية تدعم لبنان وتسعى لتخليصه من أي سيطرة أو نفوذ غير شرعي، مشددًا على أهمية الحفاظ على استقلال القرار اللبناني.
وفيما يتعلق بالسودان، أوضح أبو الغيط أن الجامعة العربية تدعم المؤسسات الشرعية في البلاد، وتؤيد الحفاظ على الجيش السوداني كعمود فقري للدولة.
وحول العلاقات مع تركيا، قال أبو الغيط: "العلاقات مع تركيا طيبة وتشهد تحسنًا مستمرًا، كما أن مواقف أنقرة في القضية الفلسطينية واضحة جدًا."
وأضاف أن وزير الخارجية التركي يشارك في جميع أنشطة العالم الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية، مشيرًا إلى أن العلاقات مع تركيا لا يشوبها شيء سوى بعض التحفظات التي تبديها بعض الدول الأعضاء في الجامعة مثل إعتراض العراق على شرعية الوجود التركي على أراضيها لكن هناك مواقف أخرى متفقين فيها مثل القضية الفلسطينية .
وتناول أبو الغيط المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدًا أن العالم – بما فيه الدول الأوروبية – لا يملك دورًا فعّالًا في هذه المفاوضات.
وأوضح أن المفاوضات بين واشنطن وطهران "صعبة جدًا"، وأن الموقف الأمريكي متشدد، ويقوم على رفض تخصيب اليورانيوم، مع تلويح بأن البديل هو المواجهة العسكرية