قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد مقـ.تل عارضة أزياء كولومبية.. هل تواجه أمريكا اللاتينية حربًا على النساء؟

عارضة الأزياء الكولومبية
عارضة الأزياء الكولومبية

أثار مقتل عارضة الأزياء الكولومبية الشابة ماريا خوسيه إستوبينيان (22 عامًا) موجة من الغضب والصدمة في كولومبيا، بعد أيام قليلة فقط من مقتل المؤثرة المكسيكية فاليريا ماركيز خلال بث مباشر، في مشهد يعيد تسليط الضوء على تفشي ظاهرة جرائم قتل النساء (فيميسايد) في أمريكا اللاتينية.

وبحسب ما أعلنته ماجدا فيكتوريا أكوستا، رئيسة اللجنة الوطنية للنوع الاجتماعي في القضاء الكولومبي، فقد قتلت إستوبينيان في 15 مايو الجاري داخل منزلها في مدينة كوكوتا الواقعة شمال شرق البلاد قرب الحدود مع فنزويلا، على يد رجل تنكر في هيئة عامل توصيل، وأطلق النار عليها فور فتحها الباب.

وقالت أكوستا في مؤتمر صحفي: "كانت شابة طموحة، أمامها حياة كاملة لتعيشها، لكن أحلامها قطعت فجأة، كما يحدث مع الكثير من النساء في هذا البلد"، مشيرة إلى أن الضحية سبق وتعرضت للعنف الأسري وكانت على وشك الحصول على تعويض قانوني عن ذلك.

وأضافت أن اللجنة "تدين الجريمة بشدة" وستعمل على ضمان تحقيق العدالة، مؤكدة أن العنف القائم على النوع في كولومبيا بلغ مستويات مقلقة، وسط انتشار الإفلات من العقاب وصعوبة وصول الناجيات إلى العدالة والرعاية.

من جانبها، أعلنت الشرطة المحلية أنها تحقق في تسجيل فيديو التقط من كاميرا مراقبة قرب منزل الضحية، يظهر فيه رجل يفر من المكان وقت وقوع الجريمة. وقال الكولونيل ويليام كوينتيرو، قائد شرطة كوكوتا، إن المشتبه به سبق وهدد الضحية، وهناك شكاوى رسمية ضده، مؤكدًا اتخاذ "إجراءات عاجلة" لتحديد ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي في كولومبيا بالغضب، وسط مقارنات بمقتل المؤثرة المكسيكية فاليريا ماركيز (23 عامًا)، التي قتلت بالرصاص داخل صالون تجميل خلال بث مباشر عبر "تيك توك" في مدينة زابوبان المكسيكية، في 13 مايو الجاري. وتحقق السلطات المكسيكية في الحادث بوصفه جريمة قتل على أساس النوع، رغم عدم استبعاد سيناريوهات أخرى.

وتعكس هذه الجرائم الواقع المؤلم للنساء في المنطقة؛ حيث وثقت منظمة العفو الدولية عام 2020 أن ربع جرائم قتل النساء في المكسيك كانت ناتجة عن فيميسايد، مع تسجيل حالات في جميع ولايات البلاد الـ32.

أما في كولومبيا، فتشير تقارير لجنة النوع الاجتماعي إلى آلاف الحالات من العنف المنزلي والجنسي والنفسي، إضافة إلى الإهمال والترويع، وسط تصاعد مقلق في معدلات اختفاء النساء. فقد تم الإبلاغ عن اختفاء 41 امرأة بين يناير وأغسطس من العام الماضي، 34 منهن في كوكوتا وحدها – المدينة التي كانت تعيش فيها إستوبينيان.

يذكر أن شمال شرق كولومبيا يشهد اضطرابات أمنية متصاعدة نتيجة الصراعات المسلحة بين الفصائل، خاصة في منطقة كاتاتومبو، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف نحو كوكوتا، حيث نشرت السلطات قوات من الجيش ووحدات خاصة للسيطرة على الأوضاع.

وتبقى قصة ماريا خوسيه إستوبينيان شاهداً مأساوياً جديداً على واقع تعيشه آلاف النساء في أمريكا اللاتينية، في ظل استمرار العنف الذكوري وغياب الردع.