في خطوة تثير الجدل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والعلاقات الرقمية، أطلقت العارضة البريطانية السابقة كاتي برايس نسخة رقمية من نفسها تُدعى “جوردان” وهو اسمها الفني في بدايات شهرتها، عبر منصة OhChat، وهي شركة ناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم ما تصفه بـ"الخيال غير المراقب" للمستخدمين.
برايس وصفت تجربتها بأنها "مخيفة وجذابة"، مؤكدة أن النسخة الرقمية تشبهها بالكامل: الصوت، الشكل، وحتى الشخصية. "إنها حرفيًا أنا"، تقول برايس، التي اشتهرت في أواخر التسعينيات كعارضة في مجلات الإثارة والصحف الشعبية.
توأم رقمي لا ينام ولا ينسى
منصة OhChat، التي تأسست في أكتوبر 2024، تتيح للمستخدمين التفاعل مع شخصيات رقمية تشبه المشاهير، من خلال النصوص، الملاحظات الصوتية، والصور.
وتختلف مستويات التفاعل حسب نوع الاشتراك، والذي يبدأ من 4.99 دولار شهريًا للنصوص، ويصل إلى 29.99 دولار للتفاعل الكامل مع الشخصية.
برايس اختارت أن تكون شخصيتها الافتراضية على المستوى الثاني من أربعة مستويات داخل المنصة، مما يعني تفاعلات جنسية وظهور بصور شبه عارية، لكن دون الوصول إلى محتوى إباحي كامل.
المنصة تتيح للمشاهير التحكم الكامل في حدود التفاعل.
نموذج تجاري يدر المال دون عناء
تتلقى برايس، كغيرها من المشاهير على المنصة، 80% من عائدات النسخة الرقمية الخاصة بها، فيما تحتفظ OhChat بنسبة 20%.
ويقول المدير التنفيذي للشركة، نيك يونغ، إن بعض المشاهير يحققون بالفعل آلاف الدولارات شهريًا دون أن يقوموا بأي جهد يذكر.
وأضاف يونج: "إنها أداة قوية جدًا، ويمكن استخدامها بطرق جيدة أو سيئة. نحن نستخدمها بطريقة أراها إيجابية ومثيرة."
كل ما يحتاجه المشاهير لإنشاء توأم رقمي هو تقديم 30 صورة والتحدث إلى روبوت لمدة 30 دقيقة، لتقوم المنصة بعدها ببناء الشخصية خلال ساعات باستخدام نموذج لغوي من شركة Meta.
جوردان: شخصية متاحة 24/7
بالنسبة لبرايس، تمثل النسخة الرقمية وسيلة لتعزيز الحضور الرقمي وتوسيع مصادر الدخل، حتى أثناء النوم. وتقول: "أنا أنام، أما هي فلا، هي متاحة دائمًا".
وتصف ذلك بالشعور بالقوة، لأن الشخصية الافتراضية تمنح المشتركين ما لا يمكنها هي تقديمه باستمرار على منصات مثل OnlyFans.
حدود الأخلاق... ومخاوف من التعلق العاطفي
المنصة تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية، خاصة في ظل القلق المتزايد بشأن الاعتماد العاطفي على شخصيات الذكاء الاصطناعي.
باحثون من جامعة كامبريدج وأوكسفورد حذروا من تحول العلاقة بين المستخدم والشخصية الرقمية إلى نوع من "المسرح الخوارزمي"، حيث يعتقد المستخدم بوجود علاقة متبادلة بينما لا يوجد شيء من هذا القبيل.
وكانت قضية مراهق انتحر بعد علاقة افتراضية مع روبوت محادثة قد أثارت الجدل عالميًا في العام الماضي. في المقابل، لا تنكر OhChat هذا الجانب، لكنها تؤكد على أنها "شفافة" مع المستخدمين، بحسب المدير التنفيذي نيك يونغ.
"نعم، نحن لا نُذكر المستخدم في كل لحظة أنه يتحدث مع ذكاء اصطناعي، لكن الأمر واضح من البداية ومن خلال تجربة الاستخدام كاملة"، يقول يونغ.
المخاطر على السمعة والهوية
الخبراء يحذرون من تعرض الشخصيات العامة مثل كاتي برايس لخطر فقدان السيطرة على صورتهم الرقمية.
وفي حال تم اختراق الشخصية أو تلفظت بما هو مسيء بسبب خلل تقني، فقد تكون العواقب كارثية على السمعة.
وتؤكد شركة OhChat أنها تعتمد على قواعد سلوك صارمة لكل شخصية، تشمل حدود التفاعل الجنسي، ولدى كل منشئ محتوى الحرية الكاملة في إيقاف أو حذف نسخته الرقمية في أي وقت.
المستقبل: كل مشهور له توأم رقمي
بالنسبة ليونغ، فإن المستقبل واضح: "لن أندهش إذا كان لكل صانع محتوى أو شخصية مشهورة توأم رقمي خلال السنوات المقبلة، هذا هو الاتجاه الحتمي، ونحن نريد أن نكون من يقود هذه الموجة".
منصة OhChat لا تقدم فقط تسلية رقمية، بل تفتح بابًا واسعًا لمناقشة حدود الهوية والخصوصية والعمل الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي.