أكد مجمع البحوث الإسلامية أن السرحان لا يبطل الصلاة، طالما أُديت أركانها وواجباتها، لكنه ينقص من أجرها، ويُعد من اختلاسات الشيطان التي يسرق بها التركيز من العبد أثناء أداء الفريضة.
وأوضحت الفتوى أن الخشوع وإن لم يكن ركنًا من أركان الصلاة، إلا أنه من لوازمها وأعظم مقاصدها، داعيةً المسلمين إلى الاستعانة بالله لطرد وساوس النفس والشيطان من خلال التفل الخفيف على اليسار ثلاث مرات والاستعاذة بالله، إذا ما شعر المصلي بتشتت الانتباه.
كما أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن جمهور العلماء لا يرون وجوب إعادة الصلاة في حالة غياب الخشوع، لكنها تفقد كثيرًا من روحها وثوابها، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن العبد ليُصلي، فما يُكتب له إلا عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها." بحسب مدى خشوعه.
وشددت الفتوى على ضرورة أن يحرص المسلم على جمع قلبه في الصلاة وتدبر معاني الآيات التي يقرأها، عملًا بقول الله تعالى: "قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون".
كيفية الخشوع في الصلاة
معنى الخشوع في الصلاة هو السكون فيها، وفيه يظهر المصلي التذلل لله عز وجل بقلبه وجميع جوارحه، و الخشوع في الصلاة يكون بحضور القلب وانكساره بين يدي الله تعالى، وكمال الخشوع في الصلاة يتحقق بتصفية القلب من الرياء للخلق في الصلاة.
الخشوع في الصلاة يكثر ثوابها أو يقل حسبما يعقل المصلي في صلاته، إضافة إلى استشعار الخضوع والتواضع لله عز وجل عند ركوعه وسجوده، وأن يمتلئ قلبه بتعظيم الله عز وجل عند كل جزء من أجزاء الصلاة، وأن يبتعد المصلي في صلاته عن الأفكار والخواطر الدنيوية، والإعراض عن حديث النفس ووسوسة الشيطان؛ ذلك أن الصلاة مع الغفلة عن الخشوع والخضوع لله عز وجل لا فائدة فيها.
كيفية الخشوع في الصلاة
وضع الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، روشتة شرعية ل الخشوع في الصلاة، وعلاج السرحان وشرود الذهن أثناء الصلاة، من 3 أمور تعين المسلم على الخشوع في الصلاة.
وقال «الورداني» في إجابته عن سؤال: «دائما ينتابني هاجس أن عبادتي غير مقبولة فماذا أفعل؟»، أن الأمر الأول الذي يساعد على الخشوع في الصلاة هو العناية بالتركيز في القراءة بتأن وتدبر الآيات وليس مجرد التلفظ بها، مشيرا إلى خطأ البعض في عدم التلفظ ولهج اللسان بتحريك الشفتين في القراء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وأضاف أن ثاني هذه الأمور: العناية بموضع النظر في مراحل الصلاة المختلفة، لافتا إلى أن النظر أثناء الوقوف يكون إلى محل السجود، وأثناء الركوع إلى أطراف أصابع قدميك، وعند السجود يكون إلى «أرنبة» الأنف، وأخيرا عند التشهد يكون النظر إلى طرف الإصبع المسبحة -بحسب تعبيره-.
وتابع: ثالثا: العناية بالأدعية التي يقولها المصلي في أثناء الركوع والسجود والقيام، مشيرا إلى حضور قلب الداعي أثناء الدعاء، لما رواه أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» رواه مسلم.