كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لاستخدام أحد أكثر السجون تشديدًا في الولايات المتحدة كمركز جديد لاحتجاز المهاجرين، في خطوة من المتوقع أن تثير جدلًا واسعًا داخل الأوساط الحقوقية والسياسية.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، فإن الإدارة تعتزم تخصيص سجن ولاية لويزيانا المعروف بلقب "ألكاتراز الجنوب"، لاستيعاب ما لا يقل عن 450 مهاجرًا موقوفًا، تمهيدًا لترحيلهم. ومن المرجح أن يتم الإعلان عن القرار رسميًا مع بداية الشهر المقبل.
يقع هذا السجن سيئ السمعة في موقع كان سابقًا مزرعة شاسعة، ويُعد أكبر منشأة إصلاحية ذات حراسة مشددة في الولايات المتحدة، إذ تغطي مساحته نحو 73 كيلومترًا مربعًا. ويمتاز بموقعه المحاط بنهر المسيسيبي والمستنقعات الكثيفة، ما يجعل من الهروب منه أمرًا شبه مستحيل، وهو السبب وراء تسميته بـ"ألكاتراز الجنوب"، في إشارة إلى سجن ألكاتراز الشهير في سان فرانسيسكو.
ويحمل السجن تاريخًا مثيرًا للجدل في ما يتعلق بظروف الاحتجاز، حيث وثّقت تقارير سابقة سوء معاملة السجناء داخله، ما يثير مخاوف حقوقية بشأن استخدامه كمركز لاحتجاز المهاجرين، بمن فيهم أفراد لم يرتكبوا جرائم جنائية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد ترامب لسياساته المناهضة للهجرة، تزامنًا مع حملته الانتخابية التي يركز فيها على ملفات الأمن والحدود. وكانت الإدارة قد افتتحت مؤخرًا مركزًا مؤقتًا آخر في ولاية فلوريدا مخصصًا للمهاجرين غير النظاميين قيد الترحيل، أطلق عليه إعلاميًا اسم "ألكاتراز التماسيح" كتشبيه بسجن ألكاتراز الأسطوري.
ولم تُصدر وزارة الأمن الداخلي الأمريكية حتى الآن تعليقًا رسميًا بشأن الخطة، لكن تقارير إعلامية رجّحت أن تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة نظام احتجاز المهاجرين، وربما إرسال رسالة ردع للمهاجرين المحتملين عبر الحدود الجنوبية.
الخطوة، إذا تم تنفيذها، ستثير بلا شك موجة انتقادات من المنظمات الحقوقية، التي طالما نددت بسياسات الاحتجاز الجماعي للمهاجرين، خصوصًا في منشآت سبق توثيق انتهاكات فيها.